تغير خارطة الفصول والأمطار في العراق وإدارة ملف المياه تعقّد المشهد
21-أيار-2023
بغداد ـ العالم
يقول خبراء مناخ إن هطول الأمطار رغم ان شهر حزيران/ يونيو على الأبواب، يشير إلى أن خارطة الفصول والأمطار تغيرت في العراق، مؤكدين أن أزمة الجفاف - رغم وجود التغير المناخي - سببها الرئيس سوء إدارة الموارد المائية في البلاد.
وشهد العراق خلال الساعات الماضية هطول أمطار في مناطق متفرقة من البلاد خاصة الشمالية منها التي امتازت بالغزارة، فيما تساقط الحالوب بأحجام كبيرة على العاصمة بغداد في مشاهد غير مألوفة عادة في هذا الوقت من العام.
رغم ذلك، تؤكد وزارة الموارد المائية قلّة الخزين المائي مقارنة بالسنوات السابقة، مشيرة إلى أن المياه الحالية مؤمنة لسقي البساتين والاسالات فقط، منبهة بأن "عدم تعاون المواطنين في ترشيد المياه وتطبيق نظام المراشنة سوف يؤثر على المحافظات وخاصة الجنوبية ومحافظات الذنائب والأهوار، كونها تقع في نهاية أنهر دجلة والغراف والفرات".
ويقول معاون مدير عام الهيئة العامة لتشغيل وصيانة حوض نهر دجلة، غزوان عبدالأمير إن "الأهوار عانت خلال السنوات الثلاث الماضية من قلّة مساحات الإغمار، لكن مؤخراً كانت الأمطار أعلى من العام السابق والذي قبله، فحصل إنعاش لجزء منها".
وأضاف متحدثاً عن الأهوار، "لكن نقص المياه في الصيف المقبل، وارتفاع كميات التبخر، إضافة إلى تجاوزات محافظات أعالي النهر، جميعها سوف تُحدث ضرراً في مناطق الأهوار"، مؤكداً أن "وزارة الموارد لديها إجراءات لمواجهة الشحة القاسية منها فتح مغذّيات ومسارات عميقة ليبقى السكان وحيواناتهم يعتاشون على المياه في الأهوار".
ويشير مختصون إلى أن مناخ العراق هو جزء من مناخ المنطقة التي هي جزء من مناخ العالم، "لكن المناخ يتأثر بظروف محلية ومناطقية، فعندما يتوفر الغطاء النباتي تكون المناطق أقل تأثراً بارتفاع درجات الحرارة والجفاف وغيره، ولكنها عندما تفقد هذا الغطاء وتتدهور التربة، تصبح أكثر عرضة لآثار تغير المناخ"، بحسب الخبير في مجال المناخ د.خالد سليمان.
ويقول سليمان، أن "ما يحصل في العراق هو تعرّض مناطق واسعة خلال العقود الأخيرة إلى عدة أزمات وعوامل أثرت سلباً على مناخه، منها تدهور التربة والمياه وفقدان الغطاء النباتي"، منبهاً بأن "جزءاً كبيراً من الأزمة التي يعاني منها العراق الآن تتعلق بسوء إدارة الموارد وتلوّث الأنهر والتربة وغيرها".
ويؤكد، أن "غالبة الأنهر العراقية - مع وجود شح المياه - هي ملوّثة جرّاء النشاط البشري وتفريغ المياه الآسنة الخارجة من المدن فيها، وبحسب بيانات حكومية وغير حكومية ومؤسسات دولية فإن 90 بالمائة من المياه العذبة في العراق ملوّثة، جرّاء تفريغ المياه الآسنة (المستخدمة) فيها".
أما المختصة في علم الجيوفيزياء د.أنوار الخزرجي، فتشير إلى أن "التغير المناخي مرافق لتغير محور دوران الأرض والتغير في المغناطيسية الأرضية التي تؤدي بالنتيجة إلى تغير سرعة الرياح وطبيعتها وبما تحمله من كتل هوائية من أتربة أو مياه".
وتبين الخزرجي، أن "التغير المناخي بدأت ملاحظته في السنوات الأخيرة من هطول أمطار في الصيف كما حصل العام الماضي، ما يدل على تغير خارطة الفصول والأمطار".
وتذكر أن "التغير المناخي تم التنبيه له منذ ثمانينيات القرن الماضي وفي فترة التسعينيات التي شهدت عواصف ترابية بسبب الجفاف الشديد، أما في السنوات الأخيرة فهو يرجع إلى سوء إدارة الموارد المائية، وارتفاع أعداد السكان وازدياد الحاجة للمياه في وقت يقل التجهيز المائي من دول الجوار، بالإضافة إلى التجاوز على المياه الجوفية".
ولمواجهة الجفاف، تؤكد الخزرجي على ضرورة "إعادة تأهيل منظومات المياه جميعها، وإدامة المشاريع القديمة، واستحداث مشاريع جديدة، والعمل على تطوير شبكة المياه ومنظومة السدود، وفضلاً عن أهمية إعادة النظر كلياً بنظام الموارد المائية، وتقنين وبرمجة استخدام المياه الموجودة".