تقرير أمريكي يتحدث عن تقنية جديدة قيد التطوير لرصد العبوات المدفونة بالعراق
9-تموز-2023
بغداد ـ العالم
ذكر موقع "سيتيدال" الأمريكي التابع للكلية العسكرية في ولاية كارولينا الجنوبية، أن العلماء في إطار جهودهم لرصد القنابل المدفونة، سبق لهم أن استخدموا البكتيريا والنحل والجرذان وكلاب الجيرمان شيبرد، ودربوا الدلافين على القيام بالمهمة، والآن يعملون على ابتكار جديد لكشف القنابل المدفونة.
وأشار التقرير الأمريكي الى ان الجنود الذين يقومون بمهمات الدوريات الميدانية في العراق وأفغانستان، يؤدون أحد أخطر الوظائف في العالم، وهم مجهزون باجهزة الكشف عن المعادن والمركبات المصممة للنجاة من الانفجار، مع مخاطر التعرض ايضا لاطلاق النار في كمين وهم يمسحون المنطقة للكشف عن عبوات مفخخة.
ولفت التقرير الى المتفجرات اليدوية الصنع، كانت خلال العقدين الماضيين، احد اكثر اسلحة الحرب فعالية حيث تسببت في مقتل أكثر من 3300 جندي من قوات التحالف في العراق وأفغانستان وجرح آلاف آخرين.
واوضح التقرير ان الاستاذ في قسم الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات في الكلية العسكرية جريجوري جيه مازارو عمل مع باحثين تابعين للجيش الأمريكي على طريقة جديدة لمساعدة الجنود على رصد ما لا يمكن رؤيته قبل أن يقتربوا منهم بما يكفي للتسبب بمقتلهم.
وتابع قائلا؛ إن النظرية الجديدة التي أثبتت سلامتها خلال التجارب، تعتمد على المزج بين موجات الراديو والموجات الصوتية بهدف اكتشاف معادن معينة مثل أجزاء الهاتف الخلوي التي غالبا ما تستخدم لتفجير القنابل.
وأضاف موضحا أن الشرطة عندما توجه جهاز رادار نحو سيارة متحركة، لترصد مدى سرعة سيرها، فإن الحساب يكون بناء على الطريقة التي تنضغط فيها موجات الرادار خلال ارتدادها.
والآن، يقول التقرير إن العثور على القنابل بهذه الطريقة يعتمد على نفس هذا المبدأ مع تطويره.
وذكر التقرير أنه خلال حرب فيتنام، مكنت موجات الرادار الجنود من اكتشاف المقاتلين من اعدائهم من خلف أوراق الشجر الكثيفة، مشيرا إلى أن التكنولوجيا تواجه الآن تحدي التعامل مع مكونات صغيرة بحجم الأجهزة المستخدمة للتفجير.
وتابع أن مكبرات الصوت تستخدم لكي تخترق الموجات الصوتية الأرض التي تتعرض للاهتزاز مع اقتراب سيارة ثقيلة الوزن من مسافة بعيدة، وهذه الاهتزازات يمكنها أن تتسبب في تحريك المعادن بما يكفي بحيث تتمكن موجات الرادار من اكتشافها.
ومن الناحية النظرية، قال التقرير إن الجنود سيعرفون من مسافة امنة بوجود الجسم المعدني لكي يتجنبوا تلك البقعة من التراب ثم الاتصال بفريق خبراء متفجرات.
ونقل التقرير عن مازارو قوله إن "هذه التكنولوجيا هي إحدى الطرق لمعرفة ما هو موجود هناك، والذي لا تستطيع أعيننا رؤيته".
ولفت التقرير الى ابتكار مازارو الحاصل على براءة اختراع، ما يزال يتطلب سنوات من التطوير لكي يتحول الى جهاز ليكون بمقدور للجنود استخدامه في ساحة المعركة.
ومع ذلك، فإن التقرير يتساءل عما إذا كان الطلب على مثل هذه الاجهزة سيظل قائما حتى ذلك الحين، متابعا تساؤلاته بالقول هل ستظل القنابل تدفن في الأرض في الحرب المقبلة، أم سيتم تحويلها إلى أرض المعركة على طائرات صغيرة مسيرة. كما تساءل بالقول هل ستظهر تقنية اخرى افضل منها أم أن العمل على هذا الجهاز الجديد سيصل إلى غايته في نهاية المطاف.
وختم التقرير الامريكي بالقول ان البنتاغون انفق مليارات الدولارات في البحث عن اجابات، والان يقوم الباحثون حول العالم باختبار افكار جديدة. ولفت الى امثلة جرى تطبيقها مثل حاسة الشم الحادة للكلاب أو الفئران او النحل، أو من خلال الكاميرا الحرارية التي ستظهر بقعة الأرض التي تعرضت فيها التربة للتحريك مؤخرا، او ربما سيظل الانسان الالي بأصابعه في الرمال للعثور على أشياء تحتها.
ونقل التقرير عن مازارو قوله "هناك كل اشكال التقنيات المختلفة التي يستخدمها الناس او حاولوا استخدامها على مر السنين، ولكن لم يحل أي منها المشكلة إلى الحد الذي أخبرونا به" بان القضية انتهت.