بغداد ـ العالم
سلطت صحيفة "آلتون ميرور" الامريكية الضوء على فيلم وثائقي جديد، يحمل اسم "ثلاثة قساوسة" ويتناول تجارب رجال الدين الإسلامي الذين يخدمون في القوات المسلحة الامريكية، وهي فكرة ظهرت الحاجة إليها منذ حرب الخليج الأولى، وتزايدت أهميتها منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر على نيويورك وواشنطن، في ظاهرة تساهم في تبديد سوء الفهم والهواجس والتحيز والعنصرية بين الاديان.
وأوضح التقرير الأمريكي ان النقيب في الجيش صالحة جابين والرائد رافائيل لانتيجوا جونيور، هما ضمن مجموعة صغيرة من رجال الدين العسكريين المسلمين الذين يمنحون اهتمامهم بأرواح ومعنويات الجنود الأمريكيين من كافة الأديان والمعتقدات غير الدينية، وقد جرى تناولت قصتهما من خلال فيلم جديد يقدم نظرة على عوالمهم تحت اسم "القساوسة الثلاثة".
ولفت التقرير إلى أن من بين واجبات هؤلاء العسكريين الاخرى، القاء محاضرات حول منع الانتحار، وتقديم النصح حول العلاقات، وتقديم المشورة للقادة بشأن مسائل الدين والأخلاق.
ونقل التقرير عن لانتيجوا جونيور قوله "نحن بناة الجسور، ونبذل قصارى جهدنا في ظل هذا التوتر لجعل الجنود يرون انسانية الاخر".
ولفت التقرير إلى أن "القساوسة الثلاثة" عرض مؤخرا على قناة (PBS) الاميركية، واصبح الان متاحا على الانترنت، وهو يتناول أيضا تجربة العقيد في الجيش خالد شاباز. ويتضمن الفيلم الوثائقي مع الشخصيات الثلاثة ويلقون فيها الضوء على كفاح وانتصارات رجال الدين المسلمين وعناصر الخدمة العسكرية في واحدة من أكثر المؤسسات التي تعكس الهوية الأمريكية.
ونقل التقرير عن لانتيجوا جونيور قوله إن معرفته بالإسلام ساعدته على تخطي الفضاء المشحون، المحصور بين شكوك بعض غير المسلمين وهلع بعض المدنيين المسلمين، خاصة فيما يتعلق بحروب الولايات المتحدة في البلدان ذات الأغلبية المسلمة.
وبحسب لانتيجوا جونيور، فإن الاحتكاك والتوتر يتصاعدان في خلال اوقات مثل أحداث هجمات 11 سبتمبر/أيلول، والحروب التي وقعت في أفغانستان والعراق، وبعد حادث إطلاق النار في العام 2009 على قاعدة عسكرية في تكساس على يد طبيب نفسي ينتمي إلى الديانة الإسلامية. ولفت الى ان الاصوات من كلا الجانبين، تثقل على كاهل أعضاء الخدمة العسكرية من المسلمين.
وولد لانتيجوا جونيور من اب من جمهورية الدومينيكان وأم أمريكية من أصل أفريقي، ونشأ كمسيحي قبل ان يعتنق الاسلام، وهو خدم في الجيش منذ نحو 3 عقود بما في ذلك عمليات الانتشار العسكرية في الكويت والعراق وأفغانستان.
وأشار لانتيجوا إلى أنه دائما ما يذكر من لديهم مخاوف بشأن أفراد الخدمة العسكرية المسلمين، بأن هناك ضمانات يؤكد عليها التعديل الأول في الدستور الأمريكي حول الحرية الدينية. اما بالنسبة الى للمسلمين المتخوفين من فكرة دور المسلمين في صفوف الجيش الأمريكي، فيقول إنه يذكرهم بأن دولاً ذات اغلبية مسلمة كانت جزءا من التحالفات العسكرية الى جانب الولايات المتحدة، كما أن لدى الجيش الأمريكي قواعد اشتباك يجب على أفراد الخدمة الالتزام بها، وأن انتهاك هذه القواعد له عواقب.
وبحسب التقرير، فإن الفيلم يتضمن شهادة من ضابطة متقاعدة برتبة مقدم وعن شعورها بالفخر لارتدائها الزي العسكري، لكنها تعبر عن خيبة أملها عندما ظهرت تقارير عن الانتهاكات بحق السجناء في سجن أبو غريب في بغداد بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.