ثورة ثانية للعشرين يقودها حفيد زعيم الثورة
17-آب-2022
عمار البغدادي
امس اعلن الشيخ حاتم شعلان ابو الجون حفيد زعيم ثورة العشرين شعلان ابو الجون بيان عشائر بني حجيم أثر الحادثة التي جرت في عفك إحدى أقضية الديوانية وتعرض النائب باسم خشان لإعتداء قيل ان جهة سياسية وجناحها العسكري هي المسؤولة عن الحادث.
أكد الشيخ حاتم شعلان ابو الجون امس ان الحادثة التي استهدفت الخشان تستهدف وحدة النسيج الاجتماعي والعشائري ووحدة الشعب العراقي وقيم هذه المؤسسة وأثرها الإجتماعي والنضالي والسياسي المجيد وعراقة المفاهيم الوطنية التي حملتها منذ أن فجر الثورة في مواجهة الغزاة الإنكليز رجل من رجالها وقامة تأريخية من قاماتها.
لهذا دعا الشيخ حاتم شعلان ابو الجون القيادات الدينية والسياسية المسؤولة في البلاد التدخل السريع لمنع هذه الحوادث وعدم جر العشائر لصدامات ومعارك ومواجهات مؤسفة لن يخرج مشعلها رابحا مادام هذا التداخل العشائري قائما ومن يحاول الإعتداء على فرد من عشيرة ونائب في مجلس انما يعتدي على نفسه وقيمته الاجتماعية والشخصية وحصنه وقيمته التاريخية وميزته الوطنية.
ماذا يمكن ان يستفيد المتابع من هذا البيان الذي ألقاه الشيخ ابو الجون في مضيف ال حجيم امس؟.
مانستفيده يكمن في التالي :
١. ان البيان اسس طرفا نوعيا في المعادلة السياسية المأزومة وهي العشائر العراقية لجهة المساهمة في تهدئة الاوضاع واجراء التسويات الوطنية الداخلية وتخفيف التوتر وخفض التصعيد وعدم السماح لأحد مهما كان عنوانه وجهته وحزبه السياسي خرق الحدود الاجتماعية والتأريخية التي انبنى مجتمعنا العراقي على خلفياتها البشرية والقيم الدينية والعشيرة هي العنوان الأبرز لعنوان المجتمع العراقي الكبير وهي الأسطورة النضالية التي حفظت سيادة البلاد واستمرت نضاحة حتى فتوى الجهاد الكفائي وهاهي تسهم اليوم في إطفاء الفتنة والتدخل من اجل عدم زجها في اتون الصراع على السلطة وعدم الإكتفاء بذلك بل والمساهمة في ايجاد حل سياسي حقيقي للأزمة السياسية التي وضعت البلاد على شفى حفرة من النيران والأزمات والحرب الأهلية.
٢.ان الإعتداء الذي استهدف النائب الخشان قد يتطور في شكله من حادثة سياسية بين نائب وجهة في السلطة والبرلمان العراقي الى حوادث مؤسفة واقتتال مجتمعي بين العشائر العراقية لأن الأشخاص الذين استهدفوا النائب وعشيرة النائب من مكان واحد وبيئة اجتماعية واحدة وجغرافية مذهبية مشتركة واقتتال مثل هذا سينسف امكانيات التسوية الاجتماعية والسياسية القادمة وميزات الأخوة والمحبة والعلاقات العشائرية المتآخية منذ زمن بعيد والأهم من ذلك يضع محافظاتنا الجنوبية على صفيح ساخن وصدامات مسلحة لن تنتهي.
٣. ان البيان كان اشارة حكيمة للمعنيين بالشأن السياسي وقادة البلاد ان العشائر صاحبة تأثير محوري وصريح في المعادلة السياسية وبالإمكان اللجوء الى حكمتها وكلمتها المسؤولة وتأثيرها السحري في حل الكثير من المشكلات الناشئة من غياب التوافق وتحديد سقوف الحرص على المصالح الوطنية في البلاد والأهم التأثير في القادة المعنيين من خلال القدرة على الحوار وقبول الأطراف الأخرى لكلام العشائر وحكمتها المتعالية وقد يسمع سماحة السيد الصدر من أخوته شيوخ العشائر العراقية كلام الرفق بالمصالح وتغليب الواقعية وانهاء حالة الاستنفار الشديد في الشارع اكثر مما يسمع من قادة الإطار التنسيقي.
لذلك على الأخوة في التيار الصدري ان يتعاملوا مع بيان الرميثة الذي ورد على لسان الشيخ حاتم شعلان ابو الجون باعتباره نافذة على الحل الوطني وليس رصاصة كما يخيل للبعض في نعش الحادثة المؤسفة التي تعرض لها النائب باسم خشان .
٤. ان الثورة الحقيقية التي يمكن ان تشكل فارقا نوعيا في التأثير على المعادلة السياسية في البلاد تبدأ من العشائر وليس في صالونات الحكومة فهي صاحبة التأثير في السياسة وهي التي توجه ادارة الثورة وتؤثر في المستقبل السياسي في البلاد هذا يعني ان ثورة العشائر لم تبدأ بعد ومانراه في الشارع الإطاري والتياري تظاهرات للاتباع والمحازبين والموالين والمنتمين والمصنفين حزبيا على الإطار والتيار زبالإمكان رؤية مشهد ثورة العشائر كلها في الجنوب بالاستجابة لثورة العشرين عام ١٩٢٠ وثورة فتوى الإمام السيستاني في ال٢٠١٤ ماعدا ذلك فهي استجابات شعبية محسوبة العدد محدودة التأثير .
لذلك نظن ان الثورة تعبير عن فتوى شرعية يطلقها إمام الأمة ومرجع الشعب وفقيه الاعتراض الجماهيري يتلقفها مئات الآلاف من العشائر العراقية في مختلف المحافظات الجنوبية وبغداد وتهتف بها الحناجر بغضب مدروس ورؤية حصيفة ورصينة وفكرة واضحة ومطالب محدودة في اطار مبادرة لإحياء قيم الدولة العصرية ورفض حاكمية الفرد واستحواذ الأحزاب على ادارة الدولة باسم التداول السلمي للسلطة .
لهذا يمكن ان نشهد في الفترات القادمة اعتراض العشائر دون ان نشهد وجود اشخاص ينطلقون من رؤية اجتماعية مؤقتة لمطالب معينة يزبدون ويرعدون ويتحدثون بغلظة ضد كل العناوين والأحزاب والتيارات وهو مايتناقض ورؤية البيان الوطني للعشائر العراقية القائم على احترام الجميع وطرح مبادرة باسم الملايين من العراقيين للاحتكام الى المنطق باقامة مؤتمر سياسي يناقش فيه المعنيون من الإطار والتيار وممثلون عن العشائر الوطنية والقوى التقدمية بما يجب ان تكون عليه البلاد بعد أن آل امرها الى الانقسام والتشظي والانشطارات والتجاذبات والاستقطابات المؤسفة
ان بيان الرميثة بداية حل لدى الذين لديهم رؤية في الحل وأعتقد أن تأجيل مظاهرات السبت كما اعلن سماحة السيد مقتدى الصدر تأتي تفاديا للصدامات وانسجاما مع بيان الرميثة .