بغداد ـ العالم
أوضحت جامعة بغداد، يوم امس، الأسباب التي دفعت التدريسي فيها سعد عجيل، لإحراق مؤلفاته علناً، مشيرة إلى أن هذا الحادث لا علاقة له بالمختبرات العلمية وإنما جاء إثر خضوعه للجنة تحقيقية بشأن قيامه بتأجير مبنى تابع للجامعة بطرق غير قانونية.
وقال إبراهيم الخزعلي مدير إعلام وعلاقات جامعة بغداد، إنه "بالنسبة لحرق الكتب ليس لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد، بعدم وجود مختبرات، لدينا مختبران اثنان في الكلية المذكورة وهما شغالان وفعالان ويعملان بكامل طاقتهما الاستيعابية ولم تغلق إلا مدة سنة ونصف خلال فترة جائحة كورونا حين كان التعليم الكترونياً".
وأضاف أن "الدكتور لديه مشكلات ادارية كثيرة، وواحدة منها هو انه مثبّت عليه بلجنة تحقيقية سابقة مطالبته لرشوة من قبل الطلاب"، مشيراً إلى أن "الموضوع الرئيسي وراء حدث احراق الكتب من قبل الدكتور هو استئجاره لأحد الاراضي التابعة لجامعة بغداد والمؤجرة من قبل طرف آخر، حيث أن الدكتور اسـتأجر الارض التي تبلغ مساحتها ١٣٠٠ متر مربع من المؤجر الأول والذي يقع ضمن جامعة بغداد في باب المعظم، وبعد علمه بإجراءات الجامعة القانونية بهذا الصدد وإصدار امر اخلاء لاستغلاله هذه الارض بطريقة غير قانونية وغير شرعية، قام الدكتور بهذا الفعل الذي ليس له علاقة بأي شيء يخص المختبرات، خاصة وبعد علمه بأن الاجراءات سيكون يوم تنفيذها يوم الثلاثاء المقبل".
وقال الخزعلي إنه "لم يستغل الأرض للسكن الشخصي وإنما استغلها لإسكان طالبات وتأجيرها لهم، علما انها تابعة لجامعة بغداد وكانت سابقا تستخدم لاحد الفرق الحزبية إبان النظام السابق، ووضعت الجامعة يدها على هذه الارض لأنها تريد أن تستثمرها للسكن الداخلي للطالبات بشكل مجاني".
ونفى الخزعلي، تعرض الدكتور لأي تجاوز، قائلاً "نتحدى أن يجلب أي دليل أو تصوير يثبت هذا، أو شهود على هذا التجاوز المزعوم".
وأكد أن "اجراءات جامعة بغداد بحق الدكتور هي قانونية بحتة، نتعامل بالاجراءات القانونية وليس لنا اي خيار سوى التعامل القانوني، حيث شكلت لجنة تحقيقية بحقه وستكون النتائج واضحة للعيان بما يخص التحقيق يوم الثلاثاء المقبل".
وكان أستاذ الجغرافية الطبيعية في جامعة بغداد، سعد عجيل، قد أوضح من جانبه السبب وراء حرقه شهاداته ومؤلفاته أمام عدد من وسائل الإعلام اليوم الأحد، فيما اتهم مسؤولين في الجامعة بـ"التجاوز عليه لفظياً".
وقال عجيل "طالبنا بفتح مختبر نظم المعلومات الجغرافية المعطل منذ 8 سنوات والذي يعرقل تلقي الطلبة للعلم، كما طالبنا بتغيير اللجنة العلمية التي مضى على تشكيلها 12 عاماً، ونتيجة لذلك فان رئيس جامعة بغداد وعميد كليتي أحالاني إلى لجنة تحقيقية وقالا لي كيف تفعل هكذا؟ (يقصدان احتجاجي على عدم فتح المختبر وتغيير اللجنة)".
وأضاف، أن "رئيسة قسمي خلال اجتماع رسمي قالت: إن أخلاقها لا تسمح بالنزول إلى مستوى بعض الأساتذة الذين (ينكنكون ويجوعرون)، وهذه مصطلحات لا يليق التلفّظ بها مع أستاذ جامعي".
وتابع، "قدمت أيضاً طلباً لرئاسة الجامعة لإلقاء دورة أو دورتين في المختبر بتوقيع طلبة الدراسات العليا ولكن لم تكن هناك نتيجة، حيث جاءت مديرة المكتب الاستشاري وقالت إنه حصلت موافقة رئاسة الجامعة على إعطاء دورات للطلاب ولكن الطلبة لم يحضروا، وبحثنا بعدها عن السبب، لتبين لنا أنه لم يكن هناك تعاون من قبل قسم الجغرافية بهذا الصدد". وقال عجيل "قمت بتنظيم اعتصام في القسم وحضر ممثل عن رئيس الجامعة وتلقى مطالبي، وقال لي انسحب واعطنا (عطوة يومين) لأتفاجأ بإحالتي إلى لجنة تحقيقية".
وأردف قائلاً: "خلال اليومين الماضيين بُلّغت أيضاً بسحب إشراف الدراسات العليا مني علماً، أني قدمت طلباً بهذا الصدد وهو سحب الإشراف مني، ولكن قبل أشهر ورفض طلبي لعدم توفر تدريسيين دراسات عليا وقد وافقت وبدأت بتدريس طلبة الدراسات العليا ولكن بعد اعتصامي تم سحب الإشراف مني".
وأوضح عجيل "أحرقت ما يقارب 11 مؤلفاً من مؤلفاتي احتجاجاً على التصرفات التي بدرت من الجهات المسؤولة في الجامعة والقسم معي، وبعض مؤلفاتي حاصلة على معادلات عالمية بأسمي، كما أحرقت كتاب الأستاذية في الجامعة ووضعت استقالتي تحت تصرف وزير التعليم العالي".