جوازات «طيارة» للاحتيال على منصة الدولار
8-آذار-2023
بغداد ـ ياسر الربيعي
فتحت مبادرة البنك المركزي العراقي ببيع الدولار للمسافرين عبر نوافذ المصارف الحكومية والاهلية، بابا جديدا للفساد، الذي لا تكاد أية مؤسسة حكومية ـ وبشكل جزئي أهلية ـ تخلو منه، بل أن بدل الصكوك الطيارة/ الفواتير المزورة، التي تهرب عبرها ملايين الدولارات يوميا إلى خارج البلاد، أضحى هناك بديل وهو جواز السفر.
ومن خلال المنصة الإلكترونية التي بدأ العراق العمل بها وتتيح للبنك الفيدرالي الأميركي مراقبة الحوالات المالية والجهات المستفيدة من الدولار في العراق، أقرت حكومة السوداني حزمة من المعالجات لتوفير الدولار للمسافرين لأغراض العلاج أو الدراسة والسياحة، بقيمة 7 آلاف دولار للمسافر و3 آلاف دولار للمعتمر، لقاء تقديمه تذكرة سفر فاعلة وجوازاً نافذاً، ويحصل على المبلغ من داخل المطارات التي افتتح البنك المركزي العراقي فيها منافذ بيع الدولار بالسعر الرسمي، وهو 1310 دنانير للدولار الواحد. كثير من المواطنين، قرروا فجأة السفر إلى بيروت، ضمن كروبات سياحية تقودها شركات سفر: خمسة أيام مجانا الى لبنان.
يقول المواطنون لمراسل "العالم"، ان كثيرا من الشركات تروّج رحلات سياحية مجانية الى بيروت، مقابل إعطائها جواز السفر، مضيفين ان تلك الشركات تتعامل مع سماسرة ومضاربين لديهم تعاملات مشبوهة مع البنوك الاهلية. وقد تدير تلك البنوك هذه العملية بنفسها، طمعا بأرباح فرق السعر؛ إذ أنها تحصل على 7 الاف دولار وبالسعر الرسمي 1310 دنانير للدولار الواحد، مقابل كل جواز مسافر.
ولا تكلف تذكرة السفر على متن الخطوط الجوية العراقية إلى بيروت أكثر من 200 دولار، فيما الدولار ما زال في السوق العراقية عند عتبة 1520 ديناراً، وبالتالي فان فرق السعر الذي يقدر بـ 22 ألف دينار عراقي لكل مائة دولار، تستفيد منه تلك الشركات.
وطبقا لمصدر مطلع، فقد توقف مصرف الرشيد لثلاثة أيام عن تسليم الدولار للمسافرين موقتاً، مبينا أن نفاد الكمية وراء ذلك. واكد أن "التوقف يعد مؤقتا، وستُستأنف عملية بيع الدولار حال تسلم المصرف للحصة التالية المقررة إليه من البنك المركزي".
وكان المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاتحادية باسم العوادي اكد يوم الجمعة 17 من شهر شباط الماضي، إعتماد سعر الصرف الرسمي للدولار مقابل الدينار في منافذ الخطوط الجوية العراقية كافة. وقد قرر البنك المركزي العراقي، في شهر كانون الثاني الماضي، شمول المصارف المسموح لها بالمشاركة في المنصة الإلكترونية والراغبة في المشاركة ببيع الدولار النقدي لأغراض السفر والعلاج والدراسة. ووجه البنك المصارف الحكومية (الرافدين – الرشيد – المصرف العراقي للتجارة TBI) بتوسيع منافذ بيع الدولار النقدي للمسافرين في مطارات البلد (بغداد – البصرة – النجف – أربيل – السليمانية). يذكر أن البنك المركزي وبالتعاون مع الحكومة الاتحادية أصدر تعليمات صارمة للحد من عمليات تهريب العملة الصعبة إلى خارج البلاد. وانتقد عدد من المواطنين، امس الأربعاء، إجراءات المصارف الحكومية والأهلية المعنية بصرف الدولار بالسعر الرسمي لفئات محددة لغرض السفر خارج البلاد، في حين أعرب آخرون عن استيائهم من "سوء التنظيم"، وتفشي المحسوبية والواسطات، والانتظار لساعات طويلة أمام مباني تلك المصارف.