جوزيف ناي: الصين لن تتنازل عن تايوان.. ومستعدة للحرب
7-كانون الأول-2022
بغداد ـ العالم
تساءل جوزيف ناي، الأستاذ في جامعة هارفارد ومساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق لشؤون الأمن الدولي، عن احتمال نشوب حرب بين الولايات المتحدة والصين بسبب تايوان.
وقال في مقال نشرته "بروجيكت سيندكيت": "تعد الصين الجزيرة التي تبعد عن سواحلها 145 كيلومتراً إقليماً مُنشقاً. وأثار الرئيس الصيني شي جين بينغ قضيتها في المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي. ورغم أن شي قال إنه يفضل إعادة الوحدة بين الصين وتايوان بسبلٍ سلمية، فإن هدفه كان واضحاً، إذ لم يستبعد استخدام القوة. وفي الأثناء، وفي تايوان، لا تزال نسبة السكان الذين يعدون أنفسهم تايوانيين حصراً تفوق نسبة الذين يعدون أنفسهم صينيين وتايوانيين في آنٍ واحد".
وأضاف ناي "لطالما حاولت الولايات المتحدة أن تثني تايوان عن إعلان استقلالها رسمياً، وأن تردع الصين عن استخدام القوة ضدها. لكن القدرات العسكرية للصين زادت، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن أخيراً في أربع مناسبات مختلفة إن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان. وفي كل مرة، أصدر البيت الأبيض إيضاحات تُشدد على أن سياسة صين واحدة التي تتبعها أمريكا لم تتغير".
"لكن الصين ترى أن الزيارات الأمريكية رفيعة المستوى الأخيرة إلى تايوان تُفرغ هذه السياسة من مضمونها. وردت على رحلة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي في أغسطس (آب) الماضي بإطلاق صواريخ على مقربة من ساحل تايوان. فما الذي سيحدث إذا أصبح النائب كيفين مكارثي رئيساً لمجلس النواب الذي يُهيمن عليه الحزب الجمهوري، وينفِّذ تهديده بقيادة وفدٍ رسمي إلى الجزيرة؟" يتساءل جوزيف ناي.
وأشار مؤلف كتاب "هل الأخلاق مهمة؟ الرؤساء والسياسة الخارجية من فرانكلين روزفلت حتى ترامب" إلى أنه عندما زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون الصين والتقى ماو تسي تونغ في 1972، كانت المصلحة المُشتركة بين البلدين هي موازنة القوة السوفييتية، لأن كلاً منهما كان يعد الاتحاد السوفييتي مشكلته الأكبر. أما الآن، أصبحت الصين على وفاق مع روسيا، وأصبح البلدان يعدان الولايات المتحدة أكبر مشاكلهما".
صين واحدة
ورغم ذلك "لم يستطع نيكسون وماو أن يتفقا على قضية تايوان، ولذلك تبنيا صيغةً الغرض منها تأجيل المسألة. تقبل الولايات المتحدة الزعم بأن الشعبين على جانبي مضيق تايوان صينيان، وتقر بـ"صينٍ واحدة"، هي جمهورية الصين الشعبية على البر الرئيسي، لا جمهورية الصين في تايوان. وماطلَ الطرفان وأجلا المسألة للأجيال الموالية لحلها. ويستدعي ذلك إلى الذاكرة قصة خيالية عن سجين في العصور الوسطى أجلَ حكم إعدامه بعد أن وَعَدَ بتعليم حصان الملك الكلام، إذ حدَّث نفسه قائلاً: "مَن يدري؟ لعل الملك يهلك، وربما ينفق الحصان، أو لعله يتكلم".
وطيلة خمسة عقود، استفادت الولايات المتحدة والصين من تأجيل المسألة. وبعد زيارة نيكسون، كانت استراتيجية أمريكا التعاون مع الصين، على أمل أن توسع التجارة والنمو الاقتصادي المتزايدان، نطاق الطبقة المتوسطة في الصين، ما يفضي إلى تحررها. ويبدو هذا الهدف موغلاً في التفاؤل الآن، غير أن السياسة الأمريكية لم تكن ساذجة كلياً. فقد أعاد الرئيس بيل كلينتون، لطمأنة الصين، اتفاقية الأمن الأمريكية مع اليابان في 1996، وحسّنَ خلفه جورج دبليو بوش العلاقات الأمريكية مع الهند. فضلاً عن ذلك، كانت هناك علامات على التحرر في الصين في بداية القرن الجاري. غير أن شي أحكم سيطرة الحزب الشيوعي على المجتمع وأقاليم مثل شينغ يانغ، وهونغ كونغ.
تدهور العلاقات
وأوضح الكاتب أن العلاقات الأمريكية الصينية الآن في أدنى مستوى منذ أكثر من 50 عاماً، وأن جزءاً من ذلك "بسبب الرئيس دونالد ترامب. ولكن من الناحية التاريخية، كان ترامب مجرد صبي صب الوقود على نار مُشتعلة بالفعل. لقد أشعل القادة الصينيون ناراً بتلاعبهم بالنظام التجاري الدولي، وسرقتهم حقوق الملكية الفكرية الغربية، وعسكرتهم للجزر الاصطناعية في بحر الصين الجنوبي".
وأضاف ناي "لا تزال غاية أمريكا ردع الصين ومنعها من استخدام القوة ضد تايوان، والحيلولة دون إعلان قادة تايبيه استقلالهم بِحكم القانون. ويصف بعض المحللين هذه الاستراتيجية بالغموض الاستراتيجي، لكن يمكن وصفها أيضاً بالردع المزدوج. في الأشهر السابقة لاغتيال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، كان الأخير يحث الولايات المتحدة على الالتزام أكثر بالدفاع عن تايوان. لكنْ هناك خبراء آخرون يخشون أن يثير تغيير هذه السياسة حفيظة الصين ويدعوها للتحرك، لأنه سيزيل الغموض الذي يسمح لقادة الصين بتهدئة المشاعر القومية".
وتابع بقوله "يُحذر رئيس أركان العمليات البحرية الأمريكي من القوة البحرية الصينية المتعاظِمة التي ربما أغرتها بالتحرك قريباً ظناً منها أن الوقت ملائم. ويعتقد آخرون أن فشل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا جعل الصين أكثر حذراً، وأنها ستنتظر حتى بعد 2030. وحتى لو أحجمت الصين عن غزوٍ شامل، وحاولت فقط أن تفرض إرادتها على تايوان بحصارها أو بالاستحواذ على جزيرة خارج أراضيها، يمكن أن يغير تصادماً بين سفن أو طائرات، الأمور بسرعة، خاصةً إذا كانت هناك خسائر في الأرواح".
منافسة استرايتيجية
يقول جوزيف ناي: "في غياب القضية التايوانية، تُطابق العلاقة الأمريكية الصينية النموذج الذي أطلق عليه رئيس الوزراء الأسترالي كيفين راد المنافسة الاستراتيجية المحكومة. فلا يشكل أحد البلدين تهديداً للآخر على النحو الذي شكّلَ به هتلر تهديداً في ثلاثينيات القرن العشرين أو الاتحاد السوفييتي في خمسينياته. فلا يعتزم أي منهما غزو الآخر، ولا يستطيع أن يفعل. غير أن الفشل في إدارة قضية تايوان يمكن أن يحول هذا الصراع إلى صراع وجودي"
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech