بغداد – العالم
كشفت مصادر امنية أن المتهم بسرقة القرن نور زهير وصل إلى بيروت بطائرة خاصة يوم الأربعاء، وغادرها الجمعة متوجهاً إلى تركيا، مؤكدة أن السلطات اللبنانية لم تسجل حادثاً مرورياً لشخص عراقي يومي الخميس والجمعة.
واشارت المصادر ان زهير يحمل جواز سفر أردنياً وآخر دبلوماسياً عراقياً، وهو يزور لبنان باستمرار".
وقالت المصادر التي تعمل في الأمن العام اللبناني، أنه "لم تكن هناك إشارة قضائية استدعت توقيفه في مطار رفيق الحريري، وهو أمر فسره مسؤول قضائي عراقي بأنه يتمتع بكفالة من القضاء العراقي".
وعن تفاصيل الحادث الذي تعرض له المتهم، أوضح مصادر لبنانية أن "عراقياً باسم نور زهير المظفر وصل بالفعل إلى مستشفى (سانت تيريز) على أطراف ضاحية بيروت الجنوبية، وكان مصاباً برضوض طفيفة"، وتابعت أن "القانون اللبناني يلزم المستشفيات بإبلاغ الجهات الأمنية عند وصول أي مصاب بحوادث السير، إلا أن المستشفى لم تقم بذلك، لأن حالة زهير لم تستوجب" وفقاً للمصادر.
كما أكد مسؤول لبناني، أن "قوى الأمن سألت المستشفى عن سبب عدم التبليغ وأفاد بأن المذكور حضر بالفعل، لكن إصابته طفيفة جداً لم تكن تستوجب إبلاغ الأمن اللبناني، أو منحه تقريراً طبياً عن حادث مروري".
وبحسب المعلومات فإن "الدفاع المدني والصليب الأحمر في لبنان لم يسجلا حادثاً مرورياً لشخص عراقي في منطقة الحدث، يومي الخميس والجمعة".
في غضون ذلك، كشفت عضو لجنة النزاهة النيابية سروة عبد الواحد، عن إحالة الطبيب الذي زوّر التقرير الطبي للمتهم الرئيسي بسرقة القرن نور زهير للتحقيق، مؤكدة أن الأخير لم يتعرض لأي خدش.
وذكرت عبد الواحد في تغريدة على منصة "X"، أن "الطبيب الذي زوَّر التقرير الطبي لنور زهير في مستشفى سان تريس أُحيل على التحقيق، ومن خلال تواصلنا مع جهاز أمني في بيروت كشفوا لنا عدم تعرض الهارب نور زهير لأي خدش بسيط أو جرح".
وأضافت أن "كل الصور التي نُشرت مفبركة وخارج المستشفى وخلال تواصلنا مع الإعلامي أمين ناصر الذي تابع الموضوع بصفته صحفياً استقصائياً أكد كذب الادعاءات التي نُشرت، ولولا وجود الصديق أمين ربما نجحت خطتهم وكان نور زهير الآن في عِداد الموتى"، مختتمةً قولها: "مسرحياتكم فاشلة".
وبشأن مصير محاكمته، تحدث خبير قضائي عراقي قائلاً إن "تأجيل محاكمة نور زهير المقررة يوم 27 من هذا الشهر وارد جداً في حال قدم وكيل دفاعه ما يثبت تعرضه لحادث خطير، لكن هذا الإثبات يجب أن يكون مصدقاً من السفارة في بيروت ووزارة الخارجية العراقية".
واستبعد الخبير استبعد إمكانية التأجيل بـ"النظر للغموض المرتبط بتعرض زهير للحادث، إلى جانب أن قضيته باتت تشغل الرأي العام وتعرض القضاء للحرج إن أظهر تهاوناً في حسمها".
ورجح الخبير "قيام القضاء بإلغاء كفالة زهير التي بموجبها أخلي سبيله، وقد يصدر قرار بإعادته إلى البلاد لمحاكمته، ومن الوارد جداً إصدار القضاء حكماً غياباً ضده".
وليلة الجمعة، كانت قد نشرت قناة الـ MTV اللبنانية، خبر تعرض نور زهير، إلى حادث سير خطير "كاد يودي بحياته" في منطقة الحدث في بيروت، مضيفة أنه نقل إلى المستشفى على الفور وتلقى الإسعافات الأولية.
وذكرت القناة اللبنانية أن "الفحوصات الطبية أظهرت تعرض زهير لإصابة بالغة في العمود الفقري والعنق والقفص الصدري، بالإضافة إلى رضوض متعددة في الجسم والرأس والساقين"، جراء الحادث.
في و قت تساءل النائب بمجلس النواب العراقي، مصطفى سند، إن كان المتهم المتهم بسرقة القرن قد اخترع قصة الحادث لعدم مثوله أمام المحكمة، مستنداً بذلك إلى مكالمة هاتفية بينه وبين المدعو أمين ناصر مدير مكتب شبكة الإعلام العراقي في بيروت.
قال ناصر في المكالمة إن "زهير افتعل الحادث وأدخل نفسه إلى مستشفى (سانت تيريز) بالعاصمة اللبنانية، وهناك طلب من العاملين بالمستشفى بوضع الأصباغ له ليظهر أنه مصاب. وهم علموا أن لديه محاكمة فقاموا بترتيب الأمر له". وذكر ناصر أنه حصل على المعلومات "من الحزب". وأشار ناصر إلى أن زهير تعد تعرضه إلى للحادث، غادر لبنان إلى وجهة غير معلومة، و"من المفترض على الأجهزة الأمنية العراقية الضغط على لبنان ليكشف عن حركة زهير في لبنان، وعن الوجهة التي اتبعها"، متسائلاً: لماذا تم الكشف عن الحادث بعد مغادرة زهير للبنان؟. قال ناصر: إن "قناة ـMTV، تهاجم العراق مراراً وتكراراً، وتهاجم القضاء العراقي والحشد الشعبي، وهي التي نشرت صور زهير"، مؤكداً: "هناك صفقة معينة بترويج تعرض نور زهير إلى حادث".