بغداد ـ ياسر الربيعي
تعيش الأجواء السياسية العراقية مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية، أوضاعا مشحونة ومتوترة، وصلت الى حد المواجهة النارية، وسط دعوات بوأد الفتن.
ووسط تلك الأجواء، بدأت محاولات إزاحة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي عن منصبه تتصاعد، بعد أخذ الضوء الأخضر من قوى شيعية داخل الاطار التنسيقي.
يؤكد أمين عام التيار السياسي الشبابي، سيف الدهلكي، امس الاثنين، وجود ثلاثة أسباب وراء اندفاع القوى السنية لتغيير رئيس مجلس النواب.
يقول الدهلكي، إن "الأسابيع الماضية شهدت سلسلة لقاءات مهمة في العاصمة بغداد من قبل ممثلي عدة قوى سنية لبلورة خارطة طريق تدفع الى تغيير رئاسة مجلس النواب في ظل وجود ثلاثة الى أربعة مرشحين بينهم نواب ووزراء سابقين".
ويضيف، ان "من عشرة الى أثني عشر حزبا وتكتلا سنيا يدعمون تغيير رئيس البرلمان الحالي بمرشح آخر لرئاسة مجلس النواب لثلاثة أسباب ابرزها ضعف الاداء وتورط حزب الرئيس الحالي للمجلس بملفات كبيرة وخطيرة في الأنبار وعدم تفاعله مع مطاليب المدن المحررة وتجاهله لأزمات ديالى وغيرها وعدم الايفاء بالوعود التي اطلقها قبل تنصيبه".
ويشير إلى أن "شهر أيلول المقبل سيحمل الكثير من التحركات المهمة وربما يكون فاصلاً في حراك التغيير المقبل"، لافتا الى ان الحزب المتنفذ في الأنبار في وضع حرج والانتخابات المقبلة ستكون بداية النهاية لأسرع انهيار سياسي لحزب بعد 2003" حسب قوله.
يذكر ان معظم الزعامات السنية، يسعون بكل السبل إلى تقويض نفوذ رئيس البرلمان المتنامي في المحافظات السنية، وان تلك الزعامات تفكر بشكل جدي في عدم السماح له بالهيمنة على انتخابات مجالس المحافظات المقرر إجراؤها في كانون الأول من العام الجاري؛ لأن سيطرته تعني عملياً هيمنته الكاملة على القرار السني في الدورات البرلمانية العامة المقبلة، وهذا ما لا يمكن القبول به بالنسبة إلى تلك الزعامات" وفقاً للمصدر.
من جهته، اكد احمد الفهداوي، سياسي مستقل، وجود حراك سني في محافظة الانبار لتغيير الحلبوسي وابعاده عن السلطة، لافتا الى وجود ضوء اخضر شيعي للمضي بهذا الحراك خصوصا بعد الخروقات التي ارتكبها الحلبوسي واعضاء حزبه.
وقال الفهداوي، ان "الحلبوسي قد ارتكب العديد من الخروقات خلال وجوده كرئيس لمجلس النواب، إضافة الى ان أعضاء حزبه تقدم قد ظهرت عليهم خروقات ايضا، وبالتالي لم يعد شخصية مرغوبة في السلطة".
وأضاف، ان "بعض الاطراف السياسية في الانبار بدأت تتحرك باتجاه تغيير الحلبوسي بعد سلسلة الخروقات التي ارتكبها".
وأشار الفهداوي الى ان "هناك مؤشرات بوجود ضوء اخضر من الكتل الشيعية وعدم رفض لمسعى الأطراف السنية لإجراء التغيير".
وبيّن ان "حزب الحلبوسي قد ظهرت عليه ملفات فساد في محافظة الانبار، وهو امر قد دفع الكتل السياسية الى اعادة النظر تجاه رئيس البرلمان من اجل تغييره وابعاده عن المنصب، بعد ماظهر من خروقات قام بها هو وافراد حزبه في الانبار".
وقال مشعان الجبوري، إن "ذهاب محمد الحلبوسي للقاء الرئيس السوداني وإعلانه دعم إجراءات رئيس الحكومة في تغيير القيادات الأمنية والإدارية هدفه الظهور أمام جمهوره بأنه موافق على الإطاحة بأزلامه، يجب عدم القلق على بقية جماعته في إدارة الدولة".
وأضاف أن الحلبوسي "فقد ستاً من أدواته في الأنبار خلال أسبوعين، إضافة إلى منصبين مهمين في بغداد هما صندوق الإعمار ونائب جهاز الأمن الوطني".
وتابع أن "تقليم مخالبه سيستمر وسيغادر منصبه حتماً، ‏وليس هذا فقط، ‏سيذهب للسجن إن لم يهرب خارج العراق".
أما يحيى الكبيسي، محلل سياسي، فقد قرأ لقاء الحلبوسي والسوداني بأنه "محاولة مشتركة لتضليل الرأي العام في شأن طبيعة الصراع بينهما ومدى حدته".
وعلى رغم تركيز البرنامج الحكومي على "إعادة هيكلة المناصب العليا في الدولة"، رأى رئيس مركز "التفكير السياسي" إحسان الشمري أن طبيعة توجهات القوى المتشددة داخل "الإطار التنسيقي" تجاه الحلبوسي ربما تمثل "المحفز الأساس في محاولات تقويض نفوذه".
وأشار إلى أن ما يجري يعطي انطباعاً ببدء مرحلة "وقف تغول أطراف سياسية بينها الحلبوسي في مؤسسات الدولة"، مبيناً أن تزامن التغييرات الأخيرة مع دعم قوى سنية معارضة للحلبوسي يعزز هذا التصور.