بغداد ـ ياسر الربيعي
أبدت الحكومة العراقية دعمها للمبادرات السعودية والاماراتية لانهاء الصراع الدامي في السودان، مؤكدة استمرار عمليات إجلاء العراقيين من هناك، والبالغ عددهم 300 شخص.
وطالب ممثل الجالية العراقية في السودان، عبد الرحمن السعدون، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الاسراع باجلاء المواطنين العراقيين العالقين في السودان، مشيرا الى انتشار عصابات منفلتة في العاصمة الخرطوم.
واكد وزير الخارجية فؤاد حسين، دعم الحكومة العراقية لمُبادرات إنهاء الأزمة الخطيرة في السودان.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف انه "في نطاق العمل المُشترَك والتنسيق مع الدول الشقيقة أجرى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجيَّة فؤاد حسين، اتصالاً هاتفيّاً مع وزير خارجيَّة المملكة العربيَّة السعوديَّة فيصل بن فرحان آل سعود ووزير خارجيَّة دولة الإمارات العربيَّة المُتحدة عبد الله بن زايد، كلٌ على حده".. موضحا ان الاتصالين تناولا بحث الوضع في السودان والقتال بين طرفي النزاع وتأثيره على الوضع الداخليّ السودانيّ بخاصَّة في الخرطوم".
وأضاف في بيان ورد لـ"العالم"، ان الوزير العراقي "ثمن الدور الذي تضطلع به الدولتان الشقيقتان مع دول أخرى في محاولة دفع طرفي النزاع إلى وقف إطلاق النار والبدء بالحوار"، مؤكِّداً أنَّ "استمرار القتال في بعض المناطق في السودان قد يؤدي إلى توسيع رقعة الصراع إلى عموم الداخل السودانيّ ومن الواجب العمل على وقف هذا الصراع الدمويّ".
وأكد "دعم العراق للمُبادرات التي تقوم بها الحكومتان من أجل إيجاد سُبُل إنهاء هذه الأزمة الأمنيَّة والعسكريَّة الخطيرة"، مبينا أن "العمل مستمر لإجلاء العراقييّن من نار القتال".
وقدم حسين شكره إلى الوزيرين "للمُساعدات التي تم تقديمها من قبل حكومتيهما إلى مجموعة من المواطنين العراقييّن في السودان وإجلائهم منها".
وعن تطور عمليات اجلاء العراقيين من السودان أكدت الخارجية انه قد تم خلال الساعات الاخيرة إجلاء عائلة عراقية مكونة من خمسة أشخاص من منطقة بوتسودان السودانية بالتنسيق مع الأردن، مؤكدة للجالية العراقية المقيمة في السودان التي تضم حوالي 300 شخصا أن "الحكومة العراقيَّة معكم وتعمل لإجلاء آمن يضمن سلامتكم".
وأعلنت الحكومة يوم الجمعة عن مقتل احد رعاياها واصابة آخرين خلال الاشتباكات الجارية في السودان بين فصائل الجيش، فيما استنفرت سفاراتها في الخرطوم والقاهرة وأبو ظبي للاسراع بترحيل ابناء الجالية العراقية من هناك.
واكدت الوزارة إجلاء 14 مواطنا عراقياً من الخرطوم إلى منطقة بورتسودان الساحلية على البحر الاحمر شمال شرق البلاد والتي تبعد عن العاصمة الخرطوم 675 كيلومترا.
وبدأت السبت عمليات إجلاء رعايا عدد من الدول العربية والأجنبية وسط تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم رغم هدنة إنسانية معلنة بين الطرفين لمدة 3 أيام بمناسبة عيد الفطر. وأكد الصليب الأحمر أن حصيلة القتلى من المدنيين في السودان تزداد يومياً بينما حذر أيضاً من نقص في المياه والكهرباء.
وقُتل أكثر من 400 شخص وجُرح الآلاف في الصراع وفقاً لأحدث الإحصاءات من منظمة الصحة العالمية ويُخشى بأن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.
من جهته، قال ممثل الجالية العراقية في السودان، عبد الرحمن السعدون انه "خلال الـ 10 ايام الماضية، عانت الجالية العراقية في السودان من أوضاع عصيبة، حيث القتال دائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي استخدم فيها كافة الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة والطائرات، مما تسبب بترويع الاسر وتعرض بعضهم الى الاصابة".
واشار السعدون الى "انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع الماء والاتصالات ونفاد المؤن وانعدام الامن وظهور بعض العصابات المنفلتة داخل العاصمة الخرطوم".
وناشد ممثل الجالية العراقية في السودان، رئيس مجلس الوزراء، الاتصال مع رئيس مجلس السيادة الفريق اول الركن عبد الفتاح البرهان والتنسيق معه لاجلاء الجالية العراقية من السودان وتهيئة ناقل جوي لهم أسوة بباقي الدول التي اجلت رعايها من السودان".
وأصدر المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بياناً امس الثلاثاء (25 نيسان 2023) ذكر فيه ان السوداني "وجّه الجهات المعنية ببذل أقصى الجهود للمساعدة في إخلاء المواطنين العراقيين المقيمين في جمهورية السودان، وضمان سلامتهم؛ بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرّة".
وسبق أن أعلنت المملكة العربية السعودية، وصول عدد من رعايا دول عربية وأجنبية، إلى جدة، بينهم مواطنون عراقيون.
وجاء في بيان رسمي، أنه "استمراراً للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في عمليات إجلاء مواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من جمهورية السودان إلى المملكة، وصل مساء أمس إلى محافظة جدة 10 مواطنين سعوديين، كما بلغ عدد رعايا الدول الشقيقة والصديقة الذين تم إجلاؤهم نحو 189 شخصاً".