رياض سعد
تعرض عملاء الامريكان , وكذلك الحلفاء المقربون للولايات المتحدة , والحكام الذين عقدوا المعاهدات والاتفاقيات معها ؛ للغدر ونكث الوعود والعهود ؛ فالأمريكان لا يوجد لديهم اصدقاء دائمون انما تحركهم المصالح الاقتصادية والسياسية والتقلبات الانية , لذا شاعت بين الاوساط السياسية مقولة هنري كيسنجر الشهيرة والتي تكشف حقيقة السياسة الامريكية : (( أن تكون عدوًا لأمريكا قد يكون أمرًا خطيرًا، لكن أن تكون صديقًا هو أمر قاتل )) .
وطالما افتعلت الولايات الامريكية الازمات واعدت السيناريوهات والمسرحيات السياسية لإسقاط عملاءها واستبدالهم ؛ او لإحراج حلفاءها والضغط عليهم ؛ او لوضع الحكومات الوطنية في زاوية حرجة لا يحسدون عليها ؛ والتجارب السياسية والامثلة على ذلك كثيرة , و واضحة للعيان ولا تحتاج الى برهان .
اذ لم تتوقف الولايات المتحدة , وطوال تاريخها المعاصر , عن صب الزيت على النار، ومواصلة أمر عملاءها بارتكاب الحماقات , او دفع حلفائها نحو المزيد من التحركات المشبوهة وافتعال الازمات والتوترات , او محاصرة الحكومات الوطنية والتضييق عليها وتأليب الجماهير والمواطنين ضدها … الخ … ؛ ومنذ أن غادرت الولايات المتحدة “مبدأ مونرو”، وأصبحت فاعلا مهما في العلاقات الدولية، عملت على بث القلاقل والحروب والصراعات في جميع أرجاء العالم، وإن لم يكن هناك صراع، فقد عملت على خلقه، وبالتالي أصبحت هويتها الدولية مرتبطة ارتباطا وراثيا بخلق الصراع أو تمديده أو التحكم في إدارته.
وكلنا يتذكر خطوة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي المهمة و الجهود الرامية الى تفعيل العلاقات العراقية الصينية ومد جسور التعاون الفعال بين الطرفين والبدء بالمشاريع العملاقة والتي قد تغير وضع العراق برمته من حال الى حال , بعد ان يأس الساسة العراقيون من وعود الامريكان بتطوير البلاد واعمارها , فالكثير من العراقيين وبعد خروج الأمريكان سنة 2011 كانوا يفضلون العمل مع الصين بدلاً من أمريكا الغاشمة وبريطانيا الخبيثة … , وعقد عبد المهدي عدة اتفاقيات استراتيجية مع الصين ؛ و بناء على تلك الاتفاقيات المبرمة كان على بغداد بيع 100 ألف برميل نفط للصين وتُحفظ الأموال في صندوق مشترك، كي يتم توفير الضمان للاستثمارات الصينية في العراق بقيمة 500 مليار دولار ؛ فكانت الاتفاقيات محط اهتمام اللجنة الاقتصادية في البرلمان وقد عبّر البرلمانيون بأن اتفاقية “النفط مقابل الإعمار” وقالوا : بانها سوف تحل مشاكل قطاع الإعمار وتساعد على بناء البنى التحتية وشبكة المياه والطرق والجسور، وتأسيس المستشفيات الكبيرة والمدارس والجامعات، والتطور في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا في مجال الزراعة والصناعة من ضمنها ميناء فاو … الخ .
وجن جنون امريكا من هذه التحركات العراقية والاتفاقيات الحيوية , و غضبت امريكا على عبد المهدي بسبب الاتفاقية التي كانت تنص على تخزين الأموال في الصندوق المشترك بين العراق والصين ولم تكن لتودَع تلك الأموال في البنك الفيدرالي الأمريكي، لذا ساعدت الأخيرة في تأجيج الشارع العراقي المحتج على الفساد وهكذا دفع عادل عبد المهدي ثمن زيارته للصين…!!
السياسة الخارجية الأمريكية تعتمد على القوة وخلق الصراع وتغيير الأنظمة السياسية بالعنف، وعدم الاكتراث للشرعية والمشروعية السياسية الدولية ، لا سيما المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تعمل على الرقي بالعلاقات بين الدول , ولا تهتم لآمال الشعوب وتطلعات الجماهير ؛ وصدق من قال : بأنها عدوة الشعوب , ولعل مأساة وفاجعة تسليم الافغان المسالمين للإرهابيين وتبديل حكومة افغانستان المدنية بحركة طالبان الاجرامية ؛ من اوضح الشواهد على ما ذكرناه انفا … .
وصدق من قال : بصفتك حليفًا للولايات المتحدة، يجب أن تتحمل ألم الهزيمة ؛ فقد ضاق الاوربيون ذرعا بالأمريكان , اذ صرّح السياسيون في فرنسا وألمانيا والنرويج ودول أخرى : أن سلوك الولايات المتحدة في مراقبة حلفائها “غير مقبول تمامًا ، وقد كشف المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ريموند ماكغفرن ؛ حقيقة حلفاء امريكا , وجوهر هذه العلاقات , قائلا : (( إن الحلفاء المزعومين للولايات المتحدة هم في الواقع مجرد تابعين لها )) فإذا كانت أمريكا تضرب بعرض الحائط مصالح حلفاءها الاوربيين ، فما بالك بعلاقتها بباقي الدول الضعيفة والمستضعفة والهشة والفاشلة …؟!
وقد بذل المجرم صدام لهم الغالي والنفيس وامتثل لأوامرهم في شن الحرب على ايران ؛ بينما امتنع الرئيس الباكستاني وقتذاك عن تنفيذ الامر , وكان حليفا لهم ضد الثورة الاسلامية في ايران ، وارتكب اشنع الابادات الجماعية وجرائم الحرب والتعذيب وانتهاك حقوق الانسان والمقابر الجماعية والاغتيالات بحق الطائفة الشيعية … ؛ وعندما أخذ الضوء الاخضر من الامريكان باسترجاع الكويت , انقلبت عليه واعدت الجيوش وهزمته شر هزيمة , وكبدت العراق خسائر هائلة وازهقت ارواح العراقيين الابرياء ودمرت البنى التحتية , وفرضت على الشعب حصارا لعدة سنوات، قبل أن تقوم بالتخلص منه نهائيا عام 2003 ، فالعملاء والاصدقاء على حد سواء , في نظر الامريكان , ولعل مقولة مارك توين الشهيرة تكشف لنا جوهر السياسة الامريكية , اذ قال : (( السياسيون مثل حفاضات الأطفال يجب تغييرهم باستمرار لنفس السبب )) وهنا يكمن الدهاء الامريكي والخبث والمكر السياسي ؛ اذ يضرب الامريكان عصفورين بحجر ؛ فهم بهذه الخطوة الشيطانية يقيمون بامتصاص النقمة الشعبية ويظهرون امام الراي العام بمظهر المنقذ , كما فعلوا مع الكويتيين عام 1991 والعراقيين عام 2003 ؛ فهم من صنع المشكلة وهم من ادعى حلها … ؛ بالإضافة الى انهم يحافظون على مصالحهم من خلال الساسة الجدد والذين قد يواجهون نفس المصير البائس … ؛ و قال وزير الخارجية الباكستاني خواجة آصف : (( إن الولايات المتحدة تتصرف تجاه باكستان وكأنها صديق دائما ما يخون )) وقد صدم الدكتور احمد الجلبي وفريقه عندما اكتشف ان الامريكان في السر غيرهم في العلن , وعرف بأنهم يلعبون “لعبة مزدوجة” تجاه العراق ؛ فمن جهة اعلنوا انهم انما جاءوا الى العراق من اجل تخليصه من الدكتاتورية والظلم والعنف , ومساعدته في تبني الديمقراطية والمدنية والتطور والاعمار والازدهار … الخ ؛ ومن جهة اخرى فتحوا حدود البلاد امام جحافل الارهاب وساعدوا المجاميع الطائفية والارهابية والبعثية وغيرها على إحداث الفوضى والاضطرابات في العراق … ؛ بل ان الامريكان انفسهم ارتكبوا العديد من المجازر بحق العراقيين من كلا الطرفين لتأجيج الحرب الاهلية والطائفية … ؛ مما اسفر عن سقوط عشرات الالاف من الضحايا وخسارة الاموال الطائلة ؛ مما دفع الدكتور الجلبي للتنسيق مع ايران لمواجهة هذه التحديات والمخاطر المحدقة بالتجربة الديمقراطية والعملية السياسية , وبذل الدكتور الجلبي قصارى جهده لإصلاح ما يمكن اصلاحه الا انه قد اثار غضب الامريكان والبريطانيين الذين اغتالوه بالسم فيما بعد … ؛ لذا ذهب البعض الى القول : أمريكا تحتقر من يحالفها، وتحترم من يؤذيها، وتقبل يد من يبصق في وجهها .
والطامة الكبرى ان الكل وبلا استثناء ؛ قد ذاقوا الامرين من الامريكان ؛ اذ ان عملاء امريكا ومرتزقتها , وحلفاءها الاوفياء , وحلفاءها المعتدلين , وخصومها اللفظيين واعداءها الشكليين , واعداءها الاقوياء والاذكياء , واعداءها الضعفاء والعوران والعميان , وساسة الحكومات الوطنية الذين ابرموا الصفقات والاتفاقيات مع الولايات المتحدة … الخ ؛ مستاؤون من السياسيات الامريكية ؛ فالأمريكان كالبلاء المبرم والقضاء المحتوم ؛ لا مفر منه ولا خلاص …!! .
و قد حذر السيد كاظم الحائري السيد محمد باقر الحكيم من الامريكان ؛ فرد عليه الحكيم : نتعامل معهم بالسياسة والحنكة … ؛ فقال الحائري : ان الامريكان يطلبون منك التنازلات تلو التنازلات , ولا يقتنعون بشيء , ولا يهمهم أمر الحاكم او السياسي وعلاقته بشعبه , بقدر ما يهمهم مصالحهم فقط , فرد الحكيم : السياسة فن الممكن نتنازل لهم بالقدر المعقول ولنا بباقي الدول والانظمة اسوة ؛ فقال الحائري : انهم سوف يطلبون منك الكثير فأن نفذت لهم 99 امرا , لا يقتنعون حتى بالمئة , الى ان تصل الى طريق مسدود بحيث لا تستطيع تنفيذ اوامرهم الاستكبارية والتي تضر بمصالح البلاد والعباد … ؛ وعندما ترفض يتم عندها تصفيتك وقتلك …!!
جاء الامريكان بالبعثية المجرمين وهم من اسقطوهم عام 2003 ؛ وساسة الاغلبية لاحول ولا قوة يترقبون الاحداث و يعملون بالممكن من اجل تخليص الاغلبية من جحيم الاقصاء والعذاب والحرمان والتهميش … الخ , ومقاليد الامور بيد الامريكان وقوات التحالف الدولي , ولسان حالهم كما قال الشاعر :
إنَّ الكريمَ الذي لا مالَ في يَدهِ *** مِثلُ الشُّجاعِ الذي في كَفِّهِ شَلَلُ
فهم بين نارين , اما ان يقاطعوا التغيير كما فعلوا من قبل مع الانكليز عام 1920 ؛ ويتعرضوا لشتى صنوف العذاب والاكراه والتشويه والاقصاء والتهميش ؛ او يتفقوا مع الامريكان بالشروط المعقولة وديمومة المفاوضات بين الطرفين ؛ فاختاروا اهون الشرين ؛ وبدئت مسيرة العملية السياسية والتجربة الديمقراطية والتي كانت ثمنا لأرواح الملايين من ابناء الاغلبية والامة العراقية من الذين طال انتظارهم لفجر الحرية وشمس الديمقراطية والمدنية , وسار العراق بركب القافلة الامريكية من باب ( مكرها اخاك لا بطل ) , وظن العراقيون بالأمر خيرا , واستذكروا بعض التجارب العالمية , وقالوا : عسى ولعل الامريكان يوفوا بعهودهم ويلتزموا بوعودهم ؛ ويدفعوا عجلة العراق نحو التقدم والازدهار والتطور والاعمار ؛ وقد خاب فألهم ؛ وسار الامريكان بسيرة الانكليز الخبثاء , اذ لم يعبدوا شارعا , ولم يزرعوا نخلة , ولم يشيدوا مصنعا او جسرا او معملا , ولم يبنوا مدرسة او مجمعا سكنيا , ولم يصلحوا الكهرباء … الخ .
وبلع العراقيون الطعم , وسكتوا على مضض , والتزموا الصمت , ولم يصارحوا الشعب , ولم يصرحوا بالحقائق والوقائع , بل ان بعضهم مثل دور المهرج وادى وظيفة القرقوز ؛ كما امره الامريكان بذلك ؛ واصبح اقتصادنا ( مدولرا) وصارت مصارفنا ومؤسساتنا فرعاً من المؤسسات الامريكية والبنك الفيدرالي الامريكي ، بشكل مباشر أو غير مباشر عبر الامتثال للقوانين والشروط الامريكية الموضوعة … ؛ و الاحتفاظ بالدولار على وجه الخصوص بوصفه العملة «الصعبة» التي يتحدد سعر صرف عملتك على أساس المقدار الذي تمتلكه منه، وإعطاء الحرية الكاملة لرؤوس الأموال الخارجية وللأموال الساخنة خصوصاً، للدخول والخروج متى شاءت، بل وتحديد السياسة الاقتصادية والمالية والتحكم بالنقد والسيولة النقدية … ؛ وهذه الشروط الامريكية الغاشمة بمجموعها ، هي شروط تفجير داخلي حتمي ، وإنْ بعد حين ؛ وهي بالجوهر شروط لعملية نهبٍ منظمة وطويلة الأمد لثروات البلاد ولإنتاجها ولعقولها وحتى لثقافتها… ؛ أي أنّ صداقة أمريكا ؛ تعني بالملموس أن تكون تابعاً مُستعمَراً ومنهوباً ومهدداً دائماً بالانفجار من الداخل… ؛ ناهيك عن الدمار الذي يترتب على عداوتها ؛ ولا اجد تعبيرا لهذه الحالة الشاذة والمشكلة العويصة اكثر من هذين المثلين الشعبيين : (( يا بالي بليتك )) و (( مصيبة ومحد من العرب حلها ))
فكل ما يصرح به الامريكان ويحذروا منه ؛ من قبيل الاعتداء على القواعد العسكرية او دعم الفلسطينيين في غزة او التعاون مع الايرانيين , او ملف الحشد الشعبي , او ملف الفساد … الخ ؛ مجرد اعذار واهية ومسرحيات مكشوفة وسيناريوهات معدة سلفا , وشماعة يجري تبرير الاعتداءات العسكرية والعقوبات القاسية والتدخلات الامريكية السافرة بها أمام الاعلام والرأي العام .
وعلى الرغم من اقتناع الكثير من ساسة الاغلبية بضرورة الحياد وعدم التدخل في النزاعات الاقليمية والدولية ,والدعوة للسلم والتهدئة وعدم التصعيد , بل وتصريح بعض حركات المقاومة بإيقاف العمليات العسكرية ضد القواعد العسكرية الامريكية ؛ لا زالت امريكا تهدد وتتوعد العراقيين ؛ وتفرض عليهم شروط تعجيزية ؛ فقد تناهى الى سمعي بأن الادارة الامريكية الغاشمة هددت السياسيين العراقيين بشكل مباشر كما فعلتها من قبل ؛ وان التهديدات والتحذيرات صدرت ايضا وبشكل غير مباشر من الرئيس الفرنسي وكذلك بريطانيا الخبيثة ؛ فحكومة السوداني قد وضعها الاعداء بين خيارين احلاهما مر ؛ اما التنازل واجبار الحكومة العراقية على قبول الاتفاقية الامريكية الجديدة والتي تتضمن شراكة طويلة الامد وبالشروط التعجيزية الامريكية ؛ او التعرض للضربات العسكرية الوحشية والعقوبات الاقتصادية والسياسية القاسية … ؛ بل والتهديد بإسقاط النظام الديمقراطي والعملية السياسية ؛ والرجوع بعقارب الساعة الى الوراء , وعودة الدكتاتورية والارهاب والجوع والحرمان والبؤس والطائفية … الخ .
أنّ أية محاولة للبحث عن حلٍ باشتراك الأمريكان والانكليز أو برضاهم، تكاد تكون ضرباً من الحماقة والوهم ؛ فالأمريكان لا يريدون حلاً، وسيعملون جهدهم لمنع اي تطور وازدهار واستقرار في العراق ، ولن ينجو من يستند إليهم ومن يثق بهم، فمن يثق بهم على الخصوص سيجعل من نفسه موضوعاً لمقولة كيسنجر التي بدأنا كلامنا بها…؛ ومن يعارضهم فمصيره القتل ؛ ولا حول وقوة الا بالله .
نعم قد قيل قديما : (ما لا يدرك كله لا يترك جله ) ان التزم الامريكان بدعم الديمقراطية وحكم الاغلبية الاصيلة والتي تشكل هوية الامة العراقية وقلبها النابض ؛ ولم يتعرضوا لها بسوء ؛ فبها ونعمت … ؛ وان قلبوا للعراقيين الاصلاء ظهر المجن ؛ وعملوا على اسقاط العملية السياسية والتجربة الديمقراطية , واحيوا سنة الانكليز الخبيثة , في تسليط المجرمين العملاء والفاسدين والفاشلين اللؤماء من ذوي الاصول الاجنبية والغريبة ومن اصحاب الاحقاد الطائفية والعنصرية على العراق والعراقيين الاصلاء ؛ ومعاملة الاغلبية الاصيلة معاملة مواطنين من الدرجة العاشرة كما حدث ذلك في ايام الزمن الاغبر والسنوات العجاف لحكم رجالات الفئة الهجينة وشراذم الطائفية والعنصرية ؛ فلا خيار امام ساسة وقادة ونخب واحرار وجماهير وغيارى الاغلبية العراقية الاصيلة سوى اعلان الجهاد والتضحية في سبيل اعلاء راية الامة العراقية ومقارعة الامريكان وحلفاءهم ومرتزقتهم واذنابهم داخل الاراضي العراقية , وحرمانهم من الثروات الوطنية , فالأمم الحية والجماعات الكريمة تضحي ببعض ابناءها ؛ من أجل انقاذ شرفها وكبرياءها وتاريخها من الذل والهوان وانتشالها من الحضيض ؛ وحفظ سلامة اطفالها ونسائها وشبابها وشيوخها من أذى قوى الاستكبار والاستعمار وعملاءهم من الزمر الطائفية والارهابية والعنصرية والانفصالية والبعثية والصدامية المجرمة .