حكومة السوداني ترتب لـ«زيارة بروتوكولية» الى البيت الابيض
8-كانون الثاني-2023
بغداد ـ ياسر الربيعي
من المقرر ان يدشن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، زيارة الى البيت الأبيض خلال الـ 40 يوما المقبلة، لا تتجاوز إطارها البروتوكولي لكنها ستبحث ملفات أمنية وسياسية واقتصادية.
وطبقا لمصادر مطلعة، فان حكومة السوداني تعمل على إيجاد تنسيق بخصوص الزيارة مع السفارة الامريكية في بغداد، مؤكدة انه ليس هناك أي اعتراض او تحفظ أمريكي على زيارة السوداني ولقائه الرئيس الأمريكي جو بايدن والمسؤولين في واشنطن.
يقول القيادي في الاطار التنسيقي فاضل الفتلاوي: إن "الحكومة وضمن برنامجها أعلنت عن فرض السيادة ودعم القوات المسلحة العراقية وهذا لن يحصل دون تسليح القوات وتنويع مصادر التسليح وسحب القوات الأجنبية من البلاد".
ويضيف الفتلاوي، ان "قرار البرلمان بشأن سحب القوات الأجنبية يجب ان يفعّل خلال الأيام المقبلة مدعوما بتوجه حكومي مختلف عن الحكومات السابقة بضرورة انهاء تواجدها وصياغة العلاقة بين بغداد وواشنطن وجميع البلدان على أساس المصالح المشتركة".
ويوضح، ان "السوداني مطالب بفتح حوار جاد مع جميع القوى السياسية سيما المعارضة للانسحاب الأميركي للتفاهم معها وإصدار ورقة تفاوضية مشفوعة سياسيا من الكتل المختلفة لرفع القدرة التفاوضية للسوداني خلال زيارته الى واشنطن".
وبشأن موعد زيارة السوداني، بيّن القيادي في ائتلاف دولة القانون، جاسم محمد جعفر، أن "زيارة رئيس مجلس الوزراء، محمد السوداني، الى امريكا، ووصوله الى البيت الابيض، ستتم خلال فترة اقل من ٤٥ يومًا"، مؤكدًا أن "السوداني سيسافر الى امريكا لبحث جملة ملفات منها جريمة المطار".
وأضاف جعفر، أن "رئيس الوزراء سيطالب الحكومة الامريكية بالتوضيح عن الجريمة المدانة التي نفذها الرئيس السابق دونالد ترامب في مطار بغداد، والتي أدت الى استشهاد قادة النصر (ابو مهدي المهندس، قاسم سليماني)".
وأشار الى ان "الحكومة الامريكية الحالية بما أنها ضد توجهات الرئيس السابق فانها ستحمل ترامب كافة المسؤولية بشأن تنفيذ العملية الشنيعة".
الى ذلك، اكد النائب عن تحالف الفتح محمد البلداوي، إن الزيارة "ستتم فيها مناقشة عدة ملفات مهمة وفي مقدمتها رفع القيود عن تعاملات العراق التجارية وترتيب العلاقات السياسية مع واشنطن والتواجد العسكري الأمريكي لتنفيذ قرار البرلمان السابق".
وكانت وسائل اعلام قد كشفت عن قيام رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بمخاطبة السفيرة الأميركية في بغداد بشأن انهاء الوجود العسكري في بغداد وإمكانية الاستجابة من قبل البيت الأبيض.
وبحسب مسؤول في مكتب رئيس الحكومة أن السوداني "حظي بموافقة الإطار التنسيقي على الزيارة قبل أن يتحرك باتجاه السفيرة الأميركية في بغداد، آلينا رومانوسكي، والتي لم توضح بدورها أي موقف حيال ترتيبات الزيارة أو توقيتها".
وطبقا للمصادر فان اجتماعات السوداني مع السفيرة الأمريكية آلينا رومانوسكي، ناقشت هذا الأمر عدة مرات، وليس هناك أي اعتراض او تحفظ أمريكي على زيارة السوداني ولقائه الرئيس الأمريكي جو بايدن والمسؤولين في البيت الأبيض.
وأضافت أن "زيارة السوداني للولايات المتحدة الامريكية بروتوكولية، لكنها لا تخلو من مناقشة الملف الأمني المشترك بين بغداد وواشنطن، خصوصاً مع وجود تصعيد من قبل الفصائل المسلحة ضد الوجود الأمريكي في العراق، فهذا الملف سوف يتصدر مباحثات السوداني في البيت الأبيض، إضافة للملف السياسي في العراق والمنطقة بصورة عامة".
وخلصت المصادر إلى ان "السوداني ينوي خلال زيارته طرح مبادرة عراقية جديدة لتقريب وجهات النظر ما بين طهران وواشنطن، خصوصاً وأن هناك دعما لهكذا خطوة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية".