حي «عشوائي» يحكي قصة الفقر والبطالة والإهمال الحكومي في الموصل
28-آب-2022
بغداد ـ العالم
في منطقة عشوائية على أطراف مدينة الموصل هناك منازل بسيطة غير نظامية بعضها بسقوف من الصفيح، شيدت على أراضٍ تعود للدولة العراقية، لا تتوافر على الخدمات الأساسية من شبكات الماء والصرف الصحي لأنها "تجاوز"، وبالإضافة إلى ذلك هناك أيضاً العوز والبطالة والفقر الذي يدفع بعض الشباب إلى الانتحار بسبب اليأس من حياة أفضل.
تقول ام فواز، وهي احدى الساكنات في منزل مساحته 100 متر مربع في منطقة "رجم حديد الثالثة": إنهم يعانون الأمرّين، موضحة أن اثنين من أبنائها أتما الدراسة الجامعية إلا أنهما كحال غيرهم من الخريجين لم يحصلوا على وظيفة أو فرصة عمل، ويعملان بالأجر اليومي لكنهما في الشهر قد يعملان لأسبوع فقط في أحسن الأحوال. وتتحدث أم فواز عن حالها مع أبنائها الذين باتوا يستحقون الزواج إلا أنها لا تستطيع تقديم شيء لهم فما يعملون به يسد حاجة المعيشة فقط، ورغم ذلك تقول إن حالهم افضل من حال جيرانهم في الحي فهنالك شاب انتحر بسبب الحاجة والبطالة وآخر حاول الانتحار لكن انقذه ذويه وهذا حال اغلب شباب الحي يعيشون في حالة من الكآبة بسبب الأوضاع الاقتصادية. وتبرر ام فواز تجمع المئات من العوائل في منطقة "رجم حديد الثالثة" وتشييدهم المنازل فيها بأنهم لا يستطيعون دفع الإيجار ولا شراء المنازل وسط المدينة ولا خيار أمامهم سوى البحث عن أراض فارغة للعيش فيها. وليس ببعيد عن ام فواز يتحدث أحمد سليمان، وهو أحد شباب المنطقة عن حالتهم مع الخدمات، ويقول انهم محرومين من كل شيء لأن مناطقهم غير نظامية وحتى الماء الذي كانوا يحصلون عليه من الأحياء المجاورة قطعته مديرية الماء عنهم وهم اليوم يشترون ماء الشرب من السيارات الحوضية.
أما عن خدمات البلدية والمراكز الصحية والمدارس فهي جميعاً معدومة تماماً لانهم لا يمتلكون سندات ملكية لاراضيهم.