خاركيف بدون كهرباء.. الناتو: بوتين يحضر لحرب طويلة في أوكرانيا
17-كانون الأول-2022
بغداد ـ العالم
شنت روسيا هجوما صاروخيا عنيفا، على مدن ومقاطعات أوكرانية، منها العاصمة كييف استهدفت فيها منشآت الطاقة والبنية التحتية والمباني السكنية، فيما ذكر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أن موسكو تستعد لحرب طويلة.
وفي خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، قالت السلطات إن الهجوم الصاروخي الروسي أدى إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي.
وأكد المسؤولون في أوكرانيا أن حوالي تسع منشآت لتوليد الطاقة في هذه المدينة الهامة تعرضت للقصف جراء إطلاق القوات الروسية 76 صاروخا علاوة على ضربات جوية نفذتها بطائرات مسيرة في جميع أنحاء البلاد. وتحدث عمدة خاركيف عن أضرار "هائلة" تهدد بحرمان كثيرين من التدفئة وسط أجواء شديدة البرودة، في حين ذكر حاكم منطقة دنيبروبتروفسك وسط البلاد أن "أضرارا جسيمة" وقعت هناك.
وقال مستشار وزارة الدفاع الأوكرانية يوري ساك لـ"بي بي سي" إن فرق الطوارئ تعمل على استعادة التيار الكهربائي، لكن الموقف "لا يزال صعبا". وأشار إلى أن تكرار الضربات الروسية يزيد من صعوبة إصلاح منشآت توليد الطاقة الكهربائية.
وامتد الهجوم الصاروخي الروسي إلى مناطق وبلدات ومدن في مقاطعات أوديسا وميكولايف وزاباروجيا جنوب البلاد. وأسفر القصف الروسي عن انقطاع التيار الكهربائي في إقليم سومي بالقرب من الحدود الشمالية مع روسيا وفي مدن رئيسية في إقليمي بولتافا وكريمنتشوك.
وفي إقليم دونباس، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في مقاطعة لوغانسك عن مقتل 13 شخصا وفقدان 20 آخرين في قصف أوكراني بصواريخ "هيمارس" وبالمدفعية استهدف مباني سكنية في بلدتين تابعتين للمقاطعة.
أما في دونيتسك فقالت السلطات الموالية لروسيا إن حصيلة قتلى القصف الأوكراني ارتفعت إلى ثلاثة أشخاص. في المقابل، أعلنت السلطات الأوكرانية عن مقتل شخصين وجرح آخرين في قصف روسي استهدف مبنى سكنيا في مدينة كريفي ريه.
روسيا تحضر لحرب طويلة في أوكرانيا
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، أن روسيا تستعد لحرب طويلة في أوكرانيا التي ينبغي على الحلفاء في الناتو أن يواصلوا مدها بأسلحة حتى يدرك الرئيس فلاديمير بوتين أنه عاجز عن "الفوز في ساحة المعركة".
وأضاف: "يجب ألا نستخف بروسيا. فهي تستعد لحرب طويلة. وتحشد مزيدا من القوات وهي مستعدة لتكبد خسائر كبيرة وتحاول الحصول على مزيد من الأسلحة والذخائر".
وتابع: "يجب أن ندرك أن الرئيس بوتين مستعد لأن يستمر في هذه الحرب لفترة طويلة ويشن هجمات جديدة".
ووفرت دول حلف شمال الأطلسي وعلى رأسها الولايات المتحدة لأوكرانيا أسلحة بمليارات الدولارات ساعدتها في الصمود في وجه القوات الروسية. وتابع ستولتنبرغ: "من المرجح جدا أن تنتهي هذه الحرب على طاولة المفاوضات كغالبية الحروب. وأي حل يجب أن يضمن لأوكرانيا أن تبقى دولة سيدة ومستقلة".
واعتبر أن "السبيل الأسرع للتوصل إلى ذلك هو دعمها عسكريا لكي يدرك الرئيس بوتين أنه عاجز عن الفوز على أرض المعركة وأن عليه أن يجلس ويتفاوض بحسن نية".
وقال ستولتنبرغ إن "ثمة محادثات جارية" لتسليم أنظمة باتريوت. لكنه شدد على أن دول حلف شمال الأطلسي يجب أن تتحقق من وجود كميات كافية من الذخيرة وقطع الغيار لتستمر الأسلحة التي أرسلت حتى الآن في العمل.
وأضاف: "يجري الحلفاء حوارا بشان توفير أنظمة إضافية لكن تزداد أهمية التحقق من أن كل الأنظمة التي تسلم قابلة للتشغيل".
وتسببت طلبات الأسلحة من جانب أوكرانيا في نفاد مخزونات الدول الأعضاء في الناتو وأثارت مخاوف من عجز محتمل لصناعات الدفاع في الحلف عن إنتاج كميات كافية.
وأوضح أنه رغم تراجع أخير في تهديدات بوتين النووية، فإن الحلف يبقى "يقظا ويراقب باستمرار ما يقومون به".
وشدد على أن "الخطاب النووي مع إشارات إلى استخدام محتمل للأسلحة النووية أمر غير حكيم وخطر".
وأضاف: "هدفه هو بطبيعة الحال ردعنا عن مساندة أوكرانيا لكنه لن يتمكن من ذلك".
وأعلنت ألمانيا، عن تقديمها 100 مليون يورو لدعم البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا التي تضررت من الهجمات الروسية.
وقالت سفارة برلين لدى كييف، في بيان عبر حسابها على فيسبوك: "اليوم كان هناك هجوم روسي هائل على البنية التحتية المدنية للطاقة في أوكرانيا".
وأضافت: "تقدم وزارة الاقتصاد الألمانية 100 مليون يورو إضافية لصندوق دعم الطاقة في أوكرانيا".
وأكدت السفارة "وقوف الشركاء الدوليين وألمانيا جنبا إلى جنب مع أوكرانيا في هذه الساعات المظلمة"، بحسب ما ذكرت وكالة "أوكرين فورم" المحلية.