خبير نفطي: عقد توتال انرجي «مكافأة عراقية» للفرنسيين
15-تموز-2023
بغداد ـ العالم
قال الخبير النفطي حمزة الجواهري، يوم أمس، ان الاتفاق مع توتال انرجي فيه الكثير من الغموض والكثير من اللامعقول.
وأضاف، ان الاتفاق او العقود تتعارض مع القانون العراقي، لأنها جرت مع جهة واحدة من دون الإعلان، مشيرا الى ان "العقود ليست شفافة، ولم تتم مع عروض أخرى من شركات عالمية او محلية".
وتابع، ان "ما يتعلق بتطوير حقل رطاوي فإن الكوادر العراقية نجحت بتطوير الحقل، حيث وصل الإنتاج الى ٨٥ الف برميل حتى من دون تخصصات مالية من قبل الدولة، وما تم إنجازه كان بسبب عمليات مناقلة للأموال في موازنة وزارة النفط، كما ان ما تبقى من زيادة بالانتاج للوصول إلى إنتاج الذروة فقط ١٢٥ الف برميل نفط، ويكفي ٤٠٠ إلى ٥٠٠ مليون دولار لإكمال التطوير بالجهد الوطني".
واوضح، ان "بيع انتاج حقل رطاوي سيكون لتمويل المشاريع الاربعة. وهنا يتساءل المرء لماذا يدفع العراق ٢٧ مليار دولار لتمويل المشاريع الأربعة اذاً؟".
واستطرد بالقول: ان "مشروع إنتاج الف ميغا واط طاقة شمسية، يكلف ثلاثة مليارات دولار، في حين ان كلفتها وبتكنولوجيا أحدث لا تزيد على ٥٠٠ مليون دولار فقط، والفرق كبيرا جدا. اي بهذا المبلغ يمكن إنتاج ستة الاف ميغا واط طاقة شمسية".
ولفت الى ان "مشروع معالجة الغاز لـ٦٠٠ مقمق على مرحلتين، حيث ان هذا المشروع كان مخصصا إلى شركة غاز البصرة التي يمتلك العراق فيها حصة ٥١% والباقي إلى شيل وميتسوبيشي، وهي شركة وطنية بشراكة مع اكبر شركة مختصة بصناعة الغاز على مستوى العالم. كما أن هذه الكمية من الغاز المعالج لا تشكل الا نسبة بسيطة من إنتاج الغاز العراقي الذي يحرق، وهي لا ترد من حاجة العراق الا شيئا بسيطا، في حين يسوق لها انها سوف تسد كل حاجة العراق من الغاز. وهذا الأمر بحد ذاته يعتبر نوعا من الخداع لشعب العراقي".
وقال الجواهري، ان "كلفة هذا المشروع مهما زادت فانها لا تتجاوز بضع مئات من الدولارات لا تزيد على ٥٠٠ مليون دولار"، مشيرا الى ان "المجموع حتى الان لن يصل إلى اكثر من مليار ونصف المليار من الدولارات. اي ان الباقي من الـ٢٧ مليار دولار هو ٢٥ مليار دولا دولار و٥٠٠ مليون دولار، وهذا الرقم يكفي لتطوير طريق التنمية وإنشاء عشرات المشاريع العملاقة على هذا الطريق، ليشجع المستثمر العالمي على الاستثمار بمشاريع طريق التنمية؛ حيث ان هذا المشروع العملاق اريد له ان يكون بديلا عن طريق الحرير والحزام، فهل من الحرص والتعقل ان هدر هذه المبالغ التي نحن بأمس الحاجة لها لتطوير وتنمية طريق التنمية العملاق؟".
واكد الجواهري، ان "معالجة خمسة ملايين برميل من ماء البحر ونقلها للحقول لا تكلف اكثر من خمسة مليارات، كما أنه ليس بحاجة الى شركة واحدة تحتكر العمل مقابل آلاف الشركات العالمية التي تود الحصول على العقد وبأسعار لا تزيد على خمسة مليارات دولار".
وزاد بالقول: ان "هذا الاتفاق يشكل نوعا من التعويض عن مشاركتهم بالحرب في أوكرانيا وذلك بدعم من أمريكا والاتحاد الأوربي، لأن فرنسا رفضت المشاركة بهذه الحرب ما لم تحصل على المال خصوصا، وانها قد خسرت منشأة ازوفستال التي سيطرت عليها روسيا، واحتجزت ٦٠٠ عالم من العلماء العاملين بها، ومعظمهم من الفرنسيين، حيث ان هذه المنشأة مع ١٢ منشأة أخرى موزعة في مناطق أخرى من العالم المختصة بإنتاج الأسلحة الجرثومية والفايروسية والكيمياوية التي وظيفتها قتل ستة مليارات انسان في جميع أنحاء العالم، ينتمون لدول العالم الثالث والعراق منهم في الصميم. وذلك ليبقى مليار واحد وهو مشروع المليار الذهبي كما اسموه".
وذكر ان "روسيا كشفت تفاصيل هذه الجريمة الكبرى في جلستين ماراثونيتين لمجلس الأمن، دامت كل جلسة منهما مدة خمس ساعات وأكثر، وتم خلالهما نشر وثائق وادلة دامغة تدين الغرب بما لا يقبل الشك مطلقا"، مشيرا الى "اننا بهذا العقد مع توتال انرجي سوف نمنح فرنسا التمويل الكافي لإنشاء الاثنتي عشرة منشأة لإنتاج الأسلحة الجرثومة والكيمياوية لقتل انفسنا. اي قتل شعبنا وشعوب اخرى من العالم الثالث".
واعتبر ذلك "جريمة الجرائم للعصر الحديث، وسنكون نحن من يمولها برغم معرفتنا باهداف فرنسا وأوروبا وامريكا"، متسائلا: "لا أدري هل سمع احد منكم بأن جهة ما تمول عمليات قتل أبناء شعبها بالكامل؟!".