خدمات واستحقاقات وطنية
28-آب-2023
عباس الصباغ

لا يضيف جديدا من يقول ان ملف الخدمات والبنى التحتية المرتبطة بها ساهم بشكل كبير في زعزعة ثقة الشارع العراقي بمن تصدى للأمور ولجميع الحكومات المتعاقبة، ووصول شعبية تلك الحكومات الى درجة متدنية جدا، وهو احد اسباب اندلاع تظاهرات تشرين المليونية المباركة، املا في تغيير الحال وفي جميع المجالات التي تصب في رفاهية الشعب العراقي ونيل استحقاقته التي غبن فيها لعقود طوال.
تقديم الخدمات هو استحقاق جماهيري وواجب على الحكومة (اي حكومة كانت) في ذات الوقت، وليس شعارا انتخابيا او مادة للاستهلاك الاعلامي، فلأول مرة طرحت هذه الفكرة ضمن البرنامج الحكومي للسيد السوداني الذي اعلن عن توجه حكومته بانها حكومة خدمات (خدمية)، ولو ان التنفيذ جاء بطيئا لثقل المهام الملقاة على عاتقه وجسامة التكاليف المناطة به والارث المزمن والمتراكم من سلسلة التأسيسات الدولية الفاشلة والاخطاء الحكوماتية المتلاحقة والتي دفع الشعب العراقي بكافة الوان طيفه الثمن باهظا من سعادته وفرص تطوره وازدهاره وامنه، لذا لم يكن طريق حكومة السيد السوداني معبّدا وسالكا او مفروشا بالزهور لأنه ورث تبعات كوارث اخطاء جميع الحكومات المتعاقبة السابقة سواء لما قبل التغيير النيساني او لما بعده فهو يحتاج الى اكثر من عصا سحرية او اكثر من معجزة لتعويض تلك السنوات العجاف.
واقعا ـ وبحسب رايي ـ ليس من الصحيح ان توصف اية حكومة في العالم بانها حكومة خدمات كون الخدمات تأتي من صلب اولويات مهام الحكومات في كل زمان ومكان ومن اولى واجباتها تجاه شعوبها وليس منة او فضلا او كرما، وكما يرد في الكثير من وسائل الاعلام العراقية بكافة اشكالها ذكر انجاز مشروع ما او المباشرة بمشروع معين بشيء من التهليل والاكبار والاعجاب كأن ماتنجزه من مشاريع شيء ملف للنظر او مكرمة منها لشعب انتظر تلك الخدمات لعقود طوال بعد ان حرم منها، في حين ان ابسط دول العالم ومنها دول الجوار تتمتع بها كاستحقاق وطني واجب على حكوماتها، فالدول المتقدمة خاصة دول العالم الاول او الثاني من المعيب ان تنشر اخبار تلك الخدمات او المشاريع لأنها تقوم بواجباتها الوطنية المكلفة بها تجاه شعوبها اما دول العالم الثالث (ومنه العراق) فتقوم الدنيا ولا تقعد عند المباشرة بأية خدمات او حتى لمجرد طرح الفكرة على الملأ وتعد ذلك فتح الفتوح.
لذا نأمل من حكومة رئيس الوزراء السيد السوداني ان يعمل بصمت ويجعل اعماله تتكلم بدلا عنه بدون ضجيج او تهليل اعلامي او تسويق دعائي، فالمهام طويلة وعريضة لها اول وليس لها آخر، تبدأ من تحسين الواقع المعيشي (المادي) للمواطنين ولا تنتهي بتحسين الواقع الخدماتي لهم كالكهرباء والماء والمعالجة الفورية لمسائل التصحر والجفاف، إضافة الى المعالجات البيئية وتوفير مستلزمات الواقع الصحي والتربوي والأمني.
فضلا عن تحسين الواقع الاقتصادي وهو الاهم وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وتنويع مصادر الدخل القومي وتنشيط القطاعات التي تساهم بذلك، فضلا عن حماية العملة الوطنية وثبات قيمتها امام العملة الصعبة، وغير ذلك من الأمور التي يطول شرحها، والكلام يطول وفيه شجون حسب قول سيدنا علي بن ابي طالب (ع).
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech