بغداد ـ ياسر الربيعي
في اجتماع قوى الإطار التنسيقي الذي عقد يوم أمس في منزل العامري، حدثت خلافات عميقة حول مرشح رئاسة الوزراء، إذ أبدى العامري و العبادي رغبة في القبول بترشح مصطفى الكاظمي لولاية ثانية، لكن تلك الرغبة صدمت بفيتو ثلاثي من المالكي والخزعلي والحكيم، الذين ما زالوا مصرين على ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء.
وفي تلك الاثناء، كشف ائتلاف النصر، بزعامة العبادي، عن قرب عقد اجتماع ثلاثي مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في منطقة الحنانة بمحافظة النجف.
وقال القيادي في الائتلاف عقيل الرديني، ان "وفدا سياسيا ثلاثيا يضم كلا من (نيجيرفان بارزاني وهادي العامري ومحمد الحلبوسي) سيجري زيارة الى الحنانة لغرض الاجتماع مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر".
وأضاف الرديني ان "الاجتماع الثلاثي مع الصدر سوف يبحث محاولة الوصول الى تفاهم واتفاق مع الصدر بشأن الحكومة المقبلة وعموم الازمة السياسية في العراق، خصوصاً ان العامري خول بالتفاوض مع الصدر من قبل جميع قوى الإطار التنسيقي".
وعقد الإطار التنسيقي، امس الاثنين، اجتماعاً في مكتب رئيس تحالف الفتح، هادي العامري، خصص لمناقشة زيارة وفد من القوى السياسية إلى الحنانة في النجف، للقاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وقال مصدر في الإطار، لمراسل "العالم"، إن "الاجتماع الذي عقد الآن، بدأ مناقشة الأوضاع السياسية بالعراق، ومسألة الاتفاق على تحديد موعد لعقد جلسة لمجلس النواب، لانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة".
وأضاف المصدر، أن "الإطار التنسيقي، سيصدر بياناً باسم المجتمعين كافة، مساء اليوم، بشأن الأوضاع السياسية في العراق".
وناقش الاطار التنسيقي الاستعدادات التي يبذلها مع حلفائه من اجل استئناف عمل مجلس النواب وقيامه بواجباته الدستورية.
وجدد الاطار التنسيقي تمسكه بمرشحه الوحيد الى رئاسة الوزراء محمد شياع السوداني نافياً كل ما غير ذلك من شائعات.
وضمن السياق، كشف القيادي في تيار الحكمة، فادي الشمري، امس الاثنين، حقيقة ترشيح زعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي بدلا من محمد شياع السوداني كخطوة لإقناع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالحوار.
وقال الشمري، إن "الانباء التي تحدثت عن ترشيح الاطار التنسيقي لـ(حيدر العبادي) بدل (محمد شياع السوداني) غير صحيحة"، لافتا الى ان "الاطار مازال متمسكاً بمرشحه (السوداني) حتى هذه الساعة".
ويمر المشهد السياسي في العراق بمنعطف خطير منذ أن اقتحم أنصار التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر مبنى مجلس النواب في المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، واعتصامهم فيه إحتجاجاً على ترشيح السوداني لمنصب رئيس الحكومة الاتحادية المقبلة، وانسحابهم منه بأمر من زعيمهم بعد اصطدام مسلح مع القوات الامنية وعناصر من الفصائل المسلحة.
من جهته، كشف النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد الزيادي عن وجود لقاءات لاطراف مقربة من الاطار وأخرى من التيار الصدري لغرض تهيئة الأجواء للقاء الحنانة المرتقب بين مقتدى الصدر واللجنة الفنية المنبثقة عن الاجتماع الثاني للقوى السياسية، فيما أشار الى ان انعقاد جلسة البرلمان سيحدد قريبا جدا.
وقال الزيادي ان "حراكا سياسيا جرى ومازال يجري تقوده شخصيات سياسية مقربة من الاطار وأخرى مقربة من التيار لغرض تهيئة الأجواء للقاء الحنانة المرتقب بين السيد الصدر واللجنة الفنية المنبثقة عن الاجتماع الثاني للقوى السياسية والمتمثلة برئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس إقليم كردستان نيجرفان البارزاني ورئيس تحالف الفتح هادي العامري"، مرجحا ان "يتم اللقاء خلال مدة قصيرة جدا".
وأضاف ان "انعقاد جلسة البرلمان سيحدد قريبا جدا وان الجلسة المقبلة سوف لن تخصص لاختيار رئيس الجمهورية وانما ستتم مناقشة الخلافات السياسية للوصول الى تطابق بالرؤى".
وأشار الزيادي الى "وجود إشارات إيجابية لاتفاق الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني على شخصية واحدة لمنصب رئيس الجمهورية " .