بغداد – العالم
شدد نائب وزير الخارجية العراقي هشام العلوي، امس، على ضرورة التعاون بين بغداد وأنقرة لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة داخلياً وعلى المستوى الإقليمي، مشيراً إلى أهمية حسم ملف حزب العمال الكوردستاني للمضي بمشروع "طريق التنمية".
وقال العلوي في مقابلة مع صحيفة "ديلي صباح" التركية، ، إنه "من أجل تحقيق جميع فوائد مشروع طريق التنمية، وخصوصاً بالنسبة للعراق وتركيا، فإن هناك حاجة إلى العمل سوياً ليس فقط لإقامة البنية التحتية، وإنما أيضاً لخلق البيئة الملائمة، ليس فقط داخل العراق وتركيا، وإنما على المستوى الإقليمي".
وأشار إلى اتفاقية التعاون الأمني الأخيرة بين بغداد وأنقرة، بالقول إن ذلك يمثل "الخلفية لرؤيتنا للعمل سوية لإنهاء الصراعات والحروب في المنطقة، وليس بإمكاننا تحقيق التكامل الاقتصادي إذا لم تكن لدينا منطقة مستقرة".
وأكد المسؤول العراقي أن هناك محادثات تجري حالياً تتعلق بتسوية قضية حزب العمال الكوردستاني، موضحاً أن هذا الأمر يشكل "أهمية ليس فقط للأمن القومي للبلدين، وإنما أيضاً لمشاريع مثل طريق التنمية".
ونقلت الصحيفة التركية عن العلوي قوله إن "الوضع الأمني في بلادنا تحسن بشكل ملحوظ، وبالإمكان أن ترى بوضوح التحسن الكبير الذي طرأ على المناخ الأمني، وليس لدينا أية مخاوف تتعلق بالتهديدات من التنظيمات الإرهابية، لقد هزمنا داعش الذي لم يعد يمثل أي تهديد كبير في الوقت الحالي".
وأضاف "نحن بحاجة إلى النظر إلى الصورة الأكبر"، مؤكداً أن "العراق وتركيا، هما من أكثر الدول في المنطقة التي لديها المصلحة الأكبر في العمل معاً لإنهاء الصراعات".
وحول أهمية "طريق التنمية" بالنسبة للعراق، قال العلوي بعدما أشار إلى "التجارب الممتازة" في تركيا، "نريد أن يتطور اقتصادنا، ونريد تقليل اعتمادنا على الإيرادات التي نحصل عليها من النفط. ولذلك، نحن بحاجة إلى تطوير الشراكات في قطاعات الزراعة والسياحة والمالية، والقطاعات الأخرى".
إلا أنه لفت إلى أن العراق يسعى إلى الحد من الواردات بشكل عام، بما في ذلك من تركيا، ويفضل بدلاً من ذلك الاستثمار في داخل العراق الذي من شأنه أن يخلق فرص عمل. وأوضح المسؤول العراقي قائلاً "إننا بحاجة إلى تحويل التركيز نحو بناء شراكات بين الشركات العراقية والتركية لمساعدتنا في تطوير تلك القطاعات بدلاً من مجرد الاستيراد، ففي نهاية الأمر، نريد الحصول على وظائف".
ولفت إلى أن الحكومة العراقية تتعرض لضغوط كبيرة حالياً لأن 40% من القوى العاملة تعمل لدى الحكومة. وأشار العلوي إلى أن العراق ينظر إلى "طريق التنمية بأهمية كبيرة"، موضحاً أن "ذلك لن يساعد العراق في أن يتحول إلى مركز اقتصادي فحسب، وإنما سيساعد أيضاً تركيا بالإضافة إلى دول أخرى في المنطقة. كما أننا ننظر إليه باعتباره مكملاً لمشروع الحزام والطريق الصيني". روبحسب العلوي فإن هناك منافسة في المنطقة فيما يتعلق بتقديم أفضل نموذج لممرات العبور، وقال إنه "لا توجد دولة تحاول عرقلة المشروع إلا أن هناك حاجة لمشاركة رؤيتنا مع بعض الدول في المنطقة".
ولفت في هذا السياق إلى مخاوف كانت لدى مصر حول قناة السويس، وإلى إعراب الصين عن اهتمامها بالمشروع، وإلى التواصل الحاصل مع إيران وإنما بدون اتفاق حتى الآن.
وقال العلوي إنه "بينما نقوم بتطوير البنية التحتية واستكمال ميناء الفاو، أعتقد أنه من المرجح أن نرى المناقشات تتطور وأعتقد في نهاية الأمر سيدركون أن هذا مفيد لهم أيضاً". وبحسب العلوي، فإن الحكومة العراقية تخطط لإنشاء ما لا يقل عن 10 مواقع صناعية في أنحاء البلد كافة.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان من الممكن تنفيذ إستراتيجية مماثلة ضد حزب العمال الكوردستاني، على غرار اتفاق العراق مع إيران في العام الماضي بشأن نزع سلاح الجماعات المسلحة الكوردية، قال العلوي: "لقد كان نموذجاً جيداً. لقد عملنا مع الإيرانيين والأمم المتحدة، وفي النهاية قمنا بتقييد نشاطاتهم بينما ذهب معظمهم إلى أوروبا كلاجئين"، مضيفاً أنه برغم ذلك فإن التعامل مع هذه الجماعات كان أكثر سهولة من التعامل مع حزب العمال الكوردستاني.
وتابع العلوي قائلاً "إنهم استجابوا بشكل إيجابي وابتعدوا عن الحدود، وهم لا ينشطون مثلما كانوا من قبل. وقد عملنا على تجريدهم من السلاح".
وأشار العلوي في المقابلة إلى أن الحكومة ليس لديها حتى الآن أي نموذج ثابت لحزب العمال الكوردستاني، إلا أنه قال إن "وجودهم في العراق غير قانوني"، مضيفاً أن الإجراءات الأحادية الجانب لم تحل المشكلة، و"هناك حاجة لإستراتيجية مشتركة. نريد العمل مع السلطات لديكم من أجل معالجة هذه المشكلة".