بغداد - العالم
كان مشوار كأس العالم 2022 الكارثي الذي شابته النزاعات الداخلية بمثابة نهاية الطريق لمعظم أعضاء الجيل الذهبي لبلجيكا، لكن لاعبَين أساسيين، هما كيفن دي بروين وروميلو لوكاكو، لا يزالان في الفريق الذي يضمّ العديد من الوجوه الجديدة.
بعد إحراز المركز الثالث في كأس العالم 2018 في روسيا، فشلت بلجيكا في تلبية التوقعات في قطر بفريق متقدم في السن، ورافق اعتزال إيدن هازارد رحيل المدرب الإسباني روبرتو مارتينيس قبل أن يحذو آخرون حذوهما في الأشهر التالية. وقال دي بروين حينها إن بلجيكا “عجوز”، في الوقت الذي يقود المدرب الجديد الألماني – الإيطالي دومينيكو تيديسكو ابن الـ38 عاما عملية ضخّ دماء جديدة في الفريق، ولو أنه لايزال يعتمد على لاعبين مخضرمين.
وتأهلت بلجيكا في التصفيات من المجموعة السادسة من دون خسارة، وسجّل لها لوكاكو 14 هدفا كأفضل سجلّ تهديفيّ للاعب في التصفيات، رافعا رصيده إلى 83 هدفا على المستوى الدولي خلف المجري فيرينتس بوشكاش (84)، قبل أن يتخطاه السبت بثنائية خلال فوز بلجيكا على لوكسمبورغ 3-0 وديا، ويصبح ثاني أفضل هداف أوروبي وراء البرتغالي كريستيانو رونالدو (128). لم تخسر بلجيكا تحت قيادة تيديسكو في 13 مباراة، لكن قلّة من هذه المباريات كانت بمواجهة منتخبات من الصفّ الأوّل في أوروبا.
وكانت مكافأته عقدا لمدة عامين وقّعه في مارس ويستمرّ حتى كأس العالم 2026، لكن بطولة كأس أوروبا هذا الصيف ستعطي مؤشرا أفضل على قوة المنتخب الذي احتل صدارة تصنيف المنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) بشكل متواصل بين عامي 2018 و2022 من دون أن يصعد إلى منصّات التتويج.
يوفّر يان فيرتونغن البالغ من العمر 37 عاما وحامل الرقم القياسي في عدد المشاركات مع بلجيكا بـ154 مباراة، خبرة لا تُقدّر بثمن في الدفاع، لكن يغيب الحارس تيبو كورتوا الذي لم يشارك في معظم الموسم مع فريقه ريال مدريد الإسباني بسبب الإصابة. الحارس البالغ 32 عاما تعرّض لإصابة في الرباط الصليبي في ركبته اليسرى في أغسطس 2023، ثم تمزّق في الغضروف في مارس الماضي.
على الرغم من عودته إلى الملاعب ومشاركته في نهائي دوري أبطال أوروبا في الفوز على بوروسيا دورتموند الألماني، استبعد كورتوا نفسه من تشكيلة بلجيكا في ديسمبر. علاقته مع المدرب الجديد تُعدّ فاترة، بعدما فضّل الأخير عدم إعطائه شارة القيادة عقب غياب دي بروين للإصابة.
من الوالد إلى الابن: بعد غياب ثمانية أعوام، تعتمد رومانيا على أبناء اثنين من كبار نجوم القدم في بلادها خلال المشوار في كأس أوروبا. أحدهما هو المدرب إدوارد يوردانيسكو (45 عاما) حامل الشعلة من والده أنغل الذي علِق في ذاكرة الرومانيين بقيادته منتخب بلاده إلى أفضل نتيجة له ضمن بطولة كبرى: الفوز على الأرجنتين في ثمن نهائي كأس العالم 1994. أمّا الآخر فهو لاعب الوسط يانيس هاجي (25 عاما) الذي سيرتدي القميص رقم 10 كما فعل والده الأسطورة جورجي هاجي.
يعتبر المدرب الذي تولّى مهامه في مطلع عام 2022 ضمن مقابلة مع موقع الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا) نُشرت هذا الأسبوع، أنه بالتأهّل من التصفيات من دون خسارة “انقذنا سمعة رومانيا، لكن لايزال أمامنا الكثير لتحقيقه”.
تأهلت رومانيا متصدرة المجموعة التاسعة بستة انتصارات وأربعة تعادلات، حيث لعبت إلى جانب سويسرا، إسرائيل، بيلاروس، كوسوفو وأندورا، مسجّلة 16 هدفا كثاني أفضل خط هجوم في المجموعة، فيما لم تدخل شباكها سوى 5 أهداف كأفضل خط دفاع.
من ناحية أخرى يسعى المدرب الإيطالي فرانتشيسكو كالتسونا إلى تعويض مروره المخيّب هذا العام مع فريق نابولي، وذلك من خلال قيادة سلوفاكيا إلى تجاوز دور المجموعات للمرة الثانية في ثالث مشاركة لها في كأس أوروبا منذ الاستقلال عن تشيكيا.
واستعان نابولي في فبراير الماضي بكالتسونا من أجل الإشراف عليه حتى نهاية الموسم خلفا للمقال والتر ماتزاري، ليصبح بذلك أول مدرب في دوري “سيري أ” يتولى في الوقت ذاته تدريب منتخب وطني أجنبي.
وبقي ابن الـ55 عاما في هذه المهمة المزدوجة حتى الخامس من يونيو حين أعلن نابولي التعاقد مع أنطونيو كونتي حتى يونيو 2027، متخليا عنه قبل الأوان بعدما شاهد الفريق الذي كان يدافع عن اللقب الدوري، ينهي الموسم في المركز العاشر بعيدا عن المراكز الأوروبية.
لكن مشوار كالتسونا مع سلوفاكيا مختلف عن تجربته مع نابولي، الفريق الذي عمل فيه أيضا مساعدا للمدرب بين 2015 و2018 والمدير الفني موسم 2021-2022، إذ حقق مع المنتخب مشوارا رائعا في تصفيات كأس أوروبا 2024 من خلال الفوز بسبع مباريات من أصل عشر، لينال بأريحية المركز الثاني في المجموعة خلف البرتغال الذي حققت العلامة الكاملة. ووصل كالتسونا إلى منصبه الحالي عام 2022 بتوصية من نجم نابولي والمنتخب السلوفاكي السابق ماريك هامشيك. ووجدت سلوفاكيا المتعثرة حافزا جديدا تحت قيادة المدرب الذي شكك فيه العديد من الخبراء.
في المقابل، تشارك أوكرانيا للمرة الرابعة تواليا بعد تغلّبها على آيسلندا في الملحق، مقدمة دفعة معنوية للبلد الذي يعاني من الغزو الروسي في فبراير 2022. اضطر المنتخب إلى إقامة تمارينه ومبارياته خارج أرضه لأسباب أمنية. طريقه إلى ربع النهائي في النسخة الماضية انتهى بخسارة فادحة أمام إنكلترا 0-4، لكن مع ذلك، كان الأداء الأفضل لأوكرانيا عموما في البطولة والعديد من اللاعبين الذين شاركوا حينها لا يزالون مع الفريق.