ذا ناشيونال: الخارجية الأمريكية أعدت «تقريرا عاصفا» لعراق ما بعد الحرب وإدارة بوش تجاهلته
12-أيلول-2022
بغداد ـ العالم
استذكرت صحيفة أمريكية، أمس الاثنين، ذكرى مرور 20 عاماً على خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش لشن حرب على العراق، وفيما بينت أن الادارة الامريكية ركزت على الخطط العسكرية من دون وضع استراتيجية للمرحلة المقبلة، أكدت استبعاد وزارة الخارجية من دائرة المشاورات انذاك رغم إصدارها "تقريرا عاصفا" بشأن عراق ما بعد الحرب.
واستعادت صحيفة "ذا ناشيونال" الصادرة بالانجليزية الذكرى الـ20 لخطاب الرئيس الأمريكي الاسبق جورج بوش في 12 أيلول/سبتمبر 2002، والذي حدد فيه نيته "اعادة تشكيل الشرق الأوسط من أجل نشر الديمقراطية، وشن حرب العراق لتحريره سياسيا واقتصاديا".
ولفت تقرير الصحيفة الى ان بوش القى خطابه هذا امام الجمعية العامة للامم المتحدة، وفيه ركز على على "الحرب على الإرهاب" لكنه قدم ايضا الحجج للقيام بخطوات حول العراق، متحدثا عن "اعتقاد واشنطن بان نظام صدام حسين يخطو نحو تطوير اسلحة الدمار الشامل والتعاون مع جماعات ارهابية".
وبعدما ألمح بوش الى ان "الولايات المتحدة تعتزم استخدام القوة الحاسمة"، قال ان "الولايات المتحدة ستدعم الحرية السياسية والاقتصادية في عراق موحد".
وتحدثت الصحيفة الى قدامى العسكريين الذين اشاروا الى ان "الاجتماعات التي عقدت منذ أغسطس/ آب من ذلك العام، للبحث في كيفية العمل في العراق، هيمنت عليها عمليات التخطيط العسكري، وليس سبل إعادة اعمار البلاد واستقرارها، وانه بسبب ذلك لم تتحقق الحرية السياسية والاقتصادية في العراق".
وأوضحت الصحيفة انه "قبل أسبوع من إلقاء بوش خطابه في الامم المتحدة، شارك رئيس الأركان الامريكي الجنرال تومي فرانكس في أحد الاجتماعات العديدة مع بوش ومجلس الأمن القومي، حيث سأله بوش: (هل يمكننا الانتصار بهذا الشيء (الحرب)؟"، فرد الجنرال فرانكس قائلا : بـ(الطبع).
وتابعت الصحيفة انه من الناحية العسكرية، فإن تقدير الجنرال فرانكس كان سليما، لأن افتراضات الولايات المتحدة كانت تعتبر ان عزيمة الجيش العراقي للقتال كانت محدودة، وهو على حافة الانهيار وما زال يتعافى من آثار عقود من الصراع والعقوبات القاسية".
واضاف التقرير انه تم "تحديد تصورات للتخطيط العسكري في شهر آب/أغسطس، والتي من بينها ان النظام العراقي يمتلك اسلحة دمار شامل" وأن دول المنطقة لن تعارض الولايات المتحدة بقوات تقليدية وبأن جماعات المعارضة ستعمل الى جانبنا".
ولفت التقرير إلى أن "افتراضات التخطيط الرئيسية، المدرجة في ملف PowerPoint” " تحت الاسم ذاته، تظهر أن التركيز كان على العمليات العسكرية عوضا عن التركيز على أحداث ما بعد الحرب، والذي يسميه الجيش أحيانا باسم عمليات المرحلة الرابعة".
ونقل التقرير عن الجنرال المتقاعد مايكل باربيرو قوله إن "الافتراضات الخاطئة والسيئة تؤدي إلى خطة مختلة ويقود ذلك الى عدم وجود استراتيجية للمرحلة الرابعة". ولفت التقرير إلى أن "جنرال باربيرو كان مساعداً قائد فرقة المشاة الرابعة الامريكية خلال العام 2003، وواصل جهود قيادة تدريب الجيش العراقي بين عامي 2009 و 2011".
واوضح التقرير انه بعد وقوع الغزو، فإن جماعات المعارضة لم تعمل كلها الى جانب الولايات المتحدة، مشيرا مثلاً الى ان الصدريين خاضوا تمردا دمويا ضد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، مما أدى الى تحول مناطق الجنوب الى مستنقع عنف".
وبالاضافة الى ذلك، فان دول المنطقة التي ربما لم تواجه الولايات المتحدة بـ "قوات تقليدية"، كما كان متوقعا وفق "افتراضات التخطيط الرئيسية"، إلا أن "المتمردين وتمويلهم تدفق على العراق من دول مثل إيران وسوريا."
إعادة الاعمار
وذكر التقرير أن غالبية المؤرخين متفقون على أن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد "اهمل خطط إعادة الاعمار، وفشل في ان يتوقع حدوث التمرد والحرب الاهلية". ونقل التقرير عن الباحث جويل وينج الذي قام اجرى مقابلات مع اكثر من 100 شخصية رئيسية منخرطة في قضية حرب العراق، قوله إنه "لست متأكدا من أن رامسفيلد اهتم بأي تحذيرات بشأن الحرب، كان يتفحص كل التفاصيل المتعلقة بأنظمة الانتشار العسكري النشر"، مضيفا ان "رامسفيلد تغاضى عن القلق المتزايد داخل بعض الجهات في الادارة الامريكية من ان الحرب يمكن تتحول الى كارثة." كما نقل التقرير عن المقدم كريج وايتسايد الذي تم نشر كتيبته في محافظة بابل التي مزقتها أعمال العنف الطائفي، ان "إدارة بوش حالت دون تمكن المخططين من كافة الوكالات الامريكية من فرصة التخطيط لـ(المرحلة الرابعة) لانها كانت تتعارض مع تعهداته بشن حرب سريعة ثم الانسحاب"، مشيرا إلى انه "جرى استبعاد وزارة الخارجية تماما عن المشاركة في التخطيط لأنها اعتبرت بأنها غير جديرة بالثقة فيما يتعلق بمخطط الحرب السريعة والسهلة".
العاصفة المثالية
وذكر التقرير أن "وزارة الخارجية برغم أنه جرى تهميشها من التخطيط، فإنها كانت تعد تقييماتها الخاصة، بما في ذلك (تقرير مرعب) في يوليو / تموز العام 2002 حذر من وقوع "موجة مروعة من سفك الدماء"، حيث يتصور أن المضطهدين من قبل صدام حسين سيسعون الى شن عمليات الانتقام، وجيشا عراقيا سيتشكل حديثا والقوات الاميركية ستكون عاجزة عن وقف العنف. كما يحذر تقرير الخارجية الامريكية الذي حمل عنوان "العاصفة المثالية"، من انه ستكون هناك حاجة الى تواجد قوة عسكرية امريكية كبيرة في حال انتشرت الفوضى.
الا ان التقرير اشار الى ان "رامسفيلد امضى العام 2002 وهو يمارس الضغوط على الجنرال فرانكس لكي يعتمد على أقل عدد ممكن من الجنود الأمريكيين، وانه اشار في مرحلة الى امكانية الاطاحة بصدام حسين معتمدا على 5 آلاف جندي فقط".
لكن المقدم وايتسايد قال إن "الاعتماد على قوة عسكرية صغيرة كانت ستتمثل مجازفة بأن تتعرض للفناء على ايدي قوات عراقية قادرة"، مشيرا الى أن "الحشد العسكري كان دائما مبدأ من مبادئ الحروب"، مذكرا بأن "رامسفيلد لم يحصل على أي تدريب عسكري وكان محظوظا لأن ضباطه العسكريين منعوا المضي قدما بخطة واهية".
واشار التقرير الى انه "حتى منتصف العام 2002، كان الولايات المتحدة تخطط واضعة تصورات حول شهرين الى ثلاثة شهور من مرحلة تحقيق الاستقرار في العراق في (المرحلة الرابعة) من الحملة.
ولفت التقرير إلى أن "الانتصار العسكري غير المتكافئ الذي قادته الولايات المتحدة في حرب العام 1991، هو الذي شكل أساس نظرة رامسفيلد للقوة الامريكية الساحقة التي يمكن أن تعيد تشكيل الدول، وهو ما اسماه (الثورة التكنولوجية العسكرية) في الحرب".
استخبارات سيئة
ولفت التقرير ايضا الى ان "الجنرال فرانكس لاحظ خلال اجتماعه مع بوش في 6 سبتمبر/أيلول بأن الجيش الأمريكي لم يكن لديه سوى القليل من المعلومات الاستخباراتية حول مكان وجود صواريخ (سكود) العراقية"، مضيفا ان "هذا الافتقار في المعلومات يشير الى مشكلة أعمق، وهي النقص في المخابرات البشرية".
اختلافات ثقافية
وذكر التقرير أن "الامريكيين لم يكونوا يعرفون شيئا لا عن السنة ولا الشيعة، والمجتمع المعقد والمنقسم منذ عقود من الصراع والقمع، وكانوا يسمعون عن بابل، وعن نهر الفرات وبغداد واسم صدام حسين". ونقل عن عراقي متعاون مع القوات الامريكية في تلك المرحلة قوله كانت هناك "حملة دعائية ضد امريكا والغرب، وايران كان تعتبرها الشيطان الأكبر، وكان البعثيون ينظرون الى امريكا على أنها امبريالية، والجميع يعتقد أن رغبة أمريكا هي تغيير ثقافتنا وديننا".
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech