راي واضح.. وليس شتيمة!
9-آب-2023
عامر بدر حسون
بمناسبة ذكرى ايقاف الحرب العراقية الايرانية وابداء الغالبية لموقفهم منها اود ان "ادلو بدلوي" في هذه المعمعة فاقول:
ان الحرب التي اشعلها صدام حسين ضد ايران جريمة كبرى ضد العراق وإيران وضد الإنسانية.
لا يخفف من هذه الجريمة ذكر الاسباب والحجج الحقيقية او الوهمية.
واعتقد ان اي تبرير لتلك الحرب، هو تعبير عن وقوع المبررين، تحت وطأة الاعلام البعثي الذي كان وحيدا في الساحة، وزوّد الجمهور بمعلومات خاطئة لكنها رسخت في العقول بحكم التكرار.
ومن يبرر تلك الحرب الطاحنة من غير المخدوعين ، ينطلق من موقف عنصري او طائفي او من موقف بعثي!
لا علاقة لهذا بنهايات وتفاصيل الحرب.. الاساس هو نوع الحرب:
لقد كانت حربا عدوانية بمعنى الكلمة.
عدوانية رغم ان ثقافتنا السياسية السائدة تغص بمثل هذا الاقرار.
والشيء بالشيء يذكر ما دمنا في شهر اب.
فان غزو الكويت من ألفه الى يائه جريمة كبرى ضد العراق والكويت والمنطقة والعالم وهو عمل اجرامي يفتقد الى اي بعد اخلاقي!
واعتقد ان اي تبرير لتلك الجريمة هو هراء في اخف التوصيفات، وهو تعبير عن روح عدوانية وعنصرية عند المبررين لذلك الغزو في اقرب توصيف لهم.
ولقد اعتمدت في تكوين رأيي (في الحربين) على قوانين الامم المتحدة، وليس على مزاجي، وهي قوانين تمثل ارقى ما توصلت له البشرية في ادارة العلاقات والخلافات بين الدول.
ولا وجود لقيم ممكنة التطبيق وتحظى باجماع الدول غيرها.
وهي فرصة للقول ان رفض قوانين الامم المتحدة هو ايضا نتاج ثقافة عدوانية متخلفة سادت في بلدنا في زمن البعث، الخارج على القوانين.
خلاصة القانون الدولي:
مئة عام من المفاوضات اقل ضررا من حرب يوم واحد!
والمصيبة ان ثمة في حياتنا من يحاول استئناف حروب صدام حسين.
فالحجج التي تلوح بها ثقافتنا السياسية بوجه ايران او الكويت، في كل مناسبة لذكرى الحرب معهما، او عند بروز اية مشكلة هي حجج صدام وحزبه ليس الا.
واستخدام تلك الحجج وبمفرداتها الاستعلائية والعنصرية تعكس حجم تاثر حتى بعض ضحايا صدام بافكاره ونظرته الى الاخرين.
والذين يكثرون من استخدام تلك الحجج سواء ضد ايران او ضد الكويت لا توجد عندهم ادنى فرصة لاستئناف حروب صدام.. وهم بصراخهم (خصوصا اليوم) يذكروننا بمثل شعبي قاس في سخريته لانه يقول:
"من خلص العرس إجتْ الرعنه تهلهل"!
فلا امكانية، على ارض الواقع، لاستئناف حروب قديمة، او بدء حرب جديدة من قبل العراق.
لقد دفنت فكرة الحرب في الحفرة التي دخلها صدام كعسكري لبس الدشداشة والقى بخوذته ورتبته في الحضيض، لينجو بنفسه فقط.
لا تنزعج رجاء من وضوح وفجاجة الكلمات هنا، فالموقف من هذا النوع من القضايا ومن هذه المناسبات لابد ان يكتب بوضوح.