بغداد - العالم
شكّلت الحالة المطرية التي تشهدها منطقة عسير ثنائية جمالية مع أزهار أشجار الجاكرندا التي تشتهر بها مدينة أبها عاصمة منطقة عسير جنوب غرب المملكة العربية السعودية وأهم مدنها وبعض محافظات المنطقة خلال فصل الربيع وبداية فصل الصيف.
وأقبل المتنزهون والسياح على المواقع التي تتزيّن بأشجار الجاكرندا ذات الأزهار البنفسجية، مثل شارع الفن بأبها، حيث تمثل أوقات هطول الأمطار عامل جذب كبير إلى مواقع الجاكرندا بسبب اللوحات الفنية الطبيعية التي تتشكّل نتيجة زخات المطر على الأشجار زاهية الألوان.
ويضم جنس الجاكرندا نحو 45 نوعا ما بين أشجار وشجيرات، وهي أشجار متساقطة الأوراق في المناطق التي تتعرّض لفترات برد قارس، ودائمة الخضرة في المناطق المعتدلة، وينتمي هذا النبات إلى الفصيلة “البيجنونية”.
وتنمو الشجرة لتصل إلى علو يزيد عن 18 مترا، فهي سريعة النمو وقد تصل خلال السنة الأولى إلى ارتفاع 3 أمتار، وشكل الانتشار بها غير منتظم أو شكل ظلي، وكثافة الانتشار مفتوحة ومعدل النمو بها مرتفع، وتزرع للظل والتزيين في الشوارع وفي الحدائق العامة.
وتنحصر زراعة هذا النوع من الأشجار في المملكة في المناطق المعتدلة مثل المنطقة الجنوبية، وهي ليست مناسبة للمناخ في معظم مناطق المملكة، نظرا للحرارة الشديدة في فصل الصيف والبرودة الشديدة في فصل الشتاء، لأن إزهارها يكون شبه معدوم أو معدوما كليا في المناطق الحارة.
وتعتبر منطقة عسير واحدة من أجمل المناطق الطبيعية في السعودية، حيث تتميز بمناظر خلابة وتضاريس متنوعة تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، ومن أهم ما يميز المنطقة هو انتشار أشجار الجاكرندا والتي يتجاوز عددها الـ25 ألف شجرة، مما يضفي لونا أزرق جميلا ويعطر الجو برائحة رائعة.
تنتشر هذه الأشجار بكثرة في مدينة أبها بالتحديد، وقد أصبحت هذه الأشجار علامة مميزة للمدينة، حيث تتفتح أزهارها المذهلة باللون الأرجواني في فصل الربيع، وتستمر لعدة أسابيع، لتجذب السياح والمصورين من كل مكان لالتقاط صور مذهلة لهذه الأزهار الرائعة.
ولا يقتصر جمال أشجار الجاكرندا على مظهرها الخارجي فقط، بل إنها تحمل أهمية بيئية كبيرة أيضا، فهي تلعب دورا هاما في تثبيت التربة ومنع انجرافها بفعل الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة، كما أنها توفر الظل وتساهم في تحسين جودة الهواء وزيادة نسبة الأكسجين فيه.
وبفضل جهود الحكومة السعودية الدائمة للحفاظ على الجمال الطبيعي للمنطقة، يتم الاهتمام بأشجار الجاكرندا بشكل كبير، حيث تتم زراعتها في أماكن مختلفة من المنطقة ورعايتها بشكل دوري لضمان استمرار وجودها والحفاظ عليها للأجيال القادمة. وسبق أن أكد أمين منطقة عسير وليد الحميدي أن الجاكرندا تستمر في الإزهار لفترة تصل إلى 8 أسابيع، وتعطي رائحة عطرية مميزة تنتشر بعد نزول المطر، مفيدا بأنه وعملا بمبادرات ولي العهد الخاصة بالتشجير، فقد زرعت أمانة المنطقة مليون وردة موسمية في عدة مواقع بالمدينة. وأضاف أن أمانة المنطقة تعمل بناء على خطتها السنوية المتعلقة بزراعة الأشجار والزهور في المنطقة بهدف تعزيز وتنويع الغطاء النباتي، حيث تشكل زراعة الشجرة تعزيزا على الغطاء النباتي وجمالا للمدينة وشوارعها، ومصدرا للأكسجين وعامل جذب سياحي للمنطقة، موضحا أن أشجار الجاكرندا التي تمت زراعتها، كانت مختارة بما يتوافق مع البيئة المحلية دائمة الخضرة، خصوصا أنها لا تحتاج سوى إلى كميات قليلة من المياه، ولا تشكل خطورة على البنية التحتية.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للمدينة وهي تتزين بأشجار الجاكرندا، مبدين إعجابهم بالمشاهد الطبيعية الخلابة للمدينة. وتُعتبر أميركا اللاتينية، مثل المكسيك، ومناطق الكاريبي، وأميركا الجنوبية، الموطن الأصلي لهذه الشجرة، حسب الوكالة الرسمية.