امينة خيري
سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تهنئة دونالد ترمب، تهنئة بطعم الاستفزاز للرئيس الأميركي جو بايدن، وبنكهة فرحة الانتصار المستبق في حروب تنتظر الحسم. وحرص الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) على التهنئة المصحوبة بتطلعات العمل المشترك من أجل السلام والتعاون المثمر من أجل التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني.
وبسرعة مشابهة، هرع رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر لتقديم التهنئة والتعبير عن التطلع للعمل مع ترمب في السنوات المقبلة، وذلك في ضوء العلاقة الخاصة بين لندن وواشنطن التي ستستمر حتماً في الازدهار على جانبي المحيط الأطلسي. وقبل أن يهنئ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ساكن البيت الأبيض الجديد، بدا التلفزيون الرسمي الروسي مليئاً بشماتة غير مباشرة في كامالا هاريس وفي أوكرانيا، وتلويح لا تخطئه عين أو عقل بأن أفعال ترمب ستحدد مستقبل العلاقة مع موسكو.
صدمة وسرعة
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فصدمته كبيرة وخسارته فادحة، حتى وإن اجتهد فريقه في العثور على القدر الأكبر من الكلمات المبهمة والعبارات العامة، إذ "تقدير بالتزام ترمب نهج السلام" و"أمل في مزيد من الدعم لجهود كييف العسكرية".
وعلى غير عجل مدروس، وفي اليوم التالي لإعلان النتيجة، هنأ الرئيس الصيني شي جينبينغ "نظيره" الأميركي الجديد، معرباً عن رغبته في أن تدير بكين وواشنطن خلافاتهما بطريقة مناسبة، وأن يتعايشا سلمياً، ويتعاونا بما يعود بالنفع عليهما.
كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياً قصير المدى قبل يومين من يوم الانتخابات، لكنها التزمت صمتاً كلامياً وصاروخياً بعد فوز ترمب.
خطوط ترمب الهاتفية مزدحمة بكل تأكيد، ورسائل التهاني ومنشورات الأماني وبرقيات الآمال تتواتر في تلال وهضاب افتراضية على مكاتب فريقه المسؤول عن تلقي ورصد وتصنيف تهاني الرؤساء والملوك والقادة والمنظمات الأممية والدولية. صورة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وهو يحمل سماعة الهاتف الأرضي بسلكه الكلاسيكي وعدته التقليدية الملزمة للمتحدث بأن يبقى ملاصقاً لها تعني أن الهاتف لا يتوقف عن الرنين.
مكالمات عابرة للحدود
إنها المكالمات الخارجية العابرة للحدود المكلفة للموازنات، لكنها كلفة لا تعني شيئاً مقارنة بكلفة التأخر في توجيه التحية، بحجة "طلبتك ووجدت الخط مشغولاً" أو "قررت الانتظار قليلاً حتى تنتهي من زحمة التهاني وتكون الفرصة سانحة لنتكلم على راحتنا". أما التلكؤ المدروس فشيء آخر، رسائله ثاقبة وتوقيته مدروس وأسبابه تراوح ما بين ضغينة قديمة، أو عداء يلوح في الأفق، أو استعراض عضلات استباقي. والتلكؤ في رسائله ورمزيته لا يختلف كثيراً عن الهرولة ليكون هذا القائد أو ذاك الرئيس أول المهنئين وأصدق المحتفلين وأروع المقربين، عسى أن "من يقدم السبت، يجد الأحد".
طابور المهنئين في الدقائق الأولى بعد إعلان النتيجة، أو بالأحرى قبل إعلان النتيجة بساعات بعد ما اتضحت معالم الفوز، كان حافلاً بالأصدقاء القدامى، وأولئك الزعماء والرؤساء الذين تربطهم علاقات دافئة مع الرئيس المثير للجدل، أو الآملين في الدفء والتقارب والاحتضان.
أول المهرولين
أول المهرولين كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وجاء نص منشوره على منصة "إكس"، "العزيزان دونالد وميلانيا ترمب، تهانينا على أعظم عودة في التاريخ. عودتكما التاريخية للبيت الأبيض تقدم بداية جديدة لأميركا، وتعني إعادة التزام قوي بالتحالف العظيم بين إسرائيل والولايات المتحدة. هذا نصر عظيم! باسم الصداقة الحقيقية، صداقتكما. بنيامين وسارة نتنياهو". بدا وكأن الكلمات تخاطب العالم قبل أن تخاطب الرئيس الفائز. يفهم البعض أن نتنياهو أراد أن يحجز لنفسه ولإسرائيل مكاناً ومكانة مبكراً، وربما جاءت ليكفر بها عما فعله في عام 2020 حين هرول ليهنئ الرئيس جو بايدن بفوزه، وهو ما أغضب ترمب حينها الذي قال إن الانتخابات كانت ما زالت مستمرة، ولم تعلن نتائجها الرسمية بعد.
وتشير "فورين بوليسي" إلى ما قاله ترمب لـ"أكسيوس" في عام 2021 بأنه كان في إمكان "بيبي" (نتنياهو)، "الرجل الذي فعلت من أجله أكثر من أي شخص آخر تعاملت معه أن يبقى هادئاً. لقد ارتكب خطأً فادحاً".
لم يغضب ترمب
وعلى رغم هرولة "بيبي" هذه المرة في التهنئة أيضاً، فإن هذا لم يغضب ترمب. وقبل أن يخرج منشور التهنئة لترمب وزوجته، قال مكتبه إن "محادثة ودية ودافئة جرت بينه وبين الرئيس ترمب. واتفقا فيها على العمل معاً من أجل أمن إسرائيل، وناقشا التهديد الإيراني". وصلت الرسالة، وعرف العالم أن "بيبي" وترمب يتوقع لهما مزيد من التقارب والتعاون.
رسائل التهاني، لا سيما تلك التي توجه لزعماء الدول الكبرى أو المؤثرة أو القوية بحسب التعريفات السياسية والاستراتيجية والدبلوماسية، ليست مجرد "عمل الواجب". هي رسائل للفائز وللخاسر، وللدول والشعوب، وتكتيكاً للمستقبل، وتعبيراً عن آمال وأمنيات، وكذلك مخاوف وكوابيس.
كوابيس فلسطينية
تقارير إعلامية عدة تشير إلى مخاوف وكوابيس فلسطينية في ضوء فوز ترمب. البرقية المحسوبة المدروسة التي وجهها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لترمب تندرج تحت بند "التهنئة الرسمية البحتة". أما الأجواء الشعبية الفلسطينية فلا يمكن وصفها بالمحتفلة أو المحتفية أو المتفائلة بفوز ترمب. وعلى رغم أن الوضع المزري الحالي لم يكن يتوقع له أن يكون أفضل كثيراً حال فوز هاريس، فإن سجل دعم "بيبي" يتحدث عن نفسه.
توجيهات "حماس"
من جهة أخرى، لم توجه "حماس" -ولم يكن يتوقع أن تفعل- أية تهنئة أو أمنية للرئيس الفائز. فقط تذكرة محسوبة، وتلويح مدروس. القيادي في الحركة سامي أبو زهري قال إن فوز ترمب يضعه أمام اختبار لترجمة تأكيداته السابقة بأنه قادر على وقف الحرب خلال ساعات. وكما هو متوقع، أشارت "حماس" في بيان لم يتطرق إلى تهنئة من بعيد أو قريب، إلى أن "خسارة الحزب الديمقراطي هي الثمن الطبيعي لمواقف قيادتهم الإجرامية تجاه غزة"، وأن على ترمب أن يستفيد من أخطاء بايدن، كما تضمن البيان عديداً من النقاط التوجيهية لما يجب على الإدارة الأميركية الجديدة أن تفعله، والتحذيرية لما ينبغي عليها أن تتجنبه.
التهاني القادمة من أماكن الصراع ملهمة وعميقة ومفيدة. يستشعر العالم أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يأتي ضمن قائمة المتخوفين المتوجسين، لكن تقديم واجب التهنئة لا يتعارض والتخوف، كما أن محاولات كسب الود وجهود جذب التعاطف لا تضر، حتى وإن لم تنفع.
دقق زيلينسكي في ما كتبه على "إكس"، "أتذكر اجتماعنا الكبير مع الرئيس ترمب، عندما ناقشنا بالتفصيل الشراكة الاستراتيجية بين أوكرانيا والولايات المتحدة، وخطة النصر، وسبل وضع حد للعدوان الروسي على أوكرانيا". وأضاف أنه "يقدر التزام ترمب نهج السلاح من خلال القوة في الشؤون العالمية"، مشيراً إلى أنه يتطلع إلى تقديم التهنئة لترمب شخصياً.
ترمب شخصياً لم يرد بعد. المؤكد أنه منشغل، وجدول اللقاءات مزدحم، وسياسات ما بعد الفوز ما زالت تختمر. وما قيل في أثناء حملته الانتخابية ينتظر إما التفعيل، أو التأجيل أو الانتقال من مرحلة الوعود إلى التنفيذ، وهو ما لا يعني بالضرورة الالتزام بما ورد فيها حرفياً. يشار إلى أن ترمب في أثناء الحملات الانتخابية كرر غير مرة أنه يستطيع أن ينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا في يوم واحد، وذلك عبر الإشراف على صفقة ما لم يشرحها أو يكشف عنها.
معانٍ وإسقاطات
جوانب عديدة في توجيه التهنئة تحتاج إلى جهد جهيد للكشف عن معانيها أو كشف إسقاطاتها. وحين لا تخرج الأخبار الواردة من روسيا خارج إطار "بوتين قد يتواصل مع ترمب قبل التنصيب" أو "موسكو لا تستبعد إجراء مكالمة هاتفية بين بوتين وترمب قريباً".
رهان انتظار تهنئة صريحة أو مموهة، عاجلة أو آجلة من كوريا الشمالية لترمب هي أشبه بانتظار شروق الشمس من الغرب. وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية تقول إن وسائل الإعلام الرسمية في بيونغ يانغ التزمت الصمت التام تجاه فوز ترمب.
وقالت إنه حتى صباح الخميس الماضي، لم تكن وكالة الأنباء المركزية الكورية أو صحيفة "رودونغ سينمون" اليومية أو التلفزيون المركزي الكوري بث أية تقارير عن فوز ترمب، مضيفة أنه في السابق يكتفي الإعلام في كوريا الشمالية بتغطية الانتخابات الأميركية بطريقة غير مباشرة، وذلك بالإشارة إلى نتيجة الانتخابات بعد مرور فترة معينة.
وحين فاز ترمب في انتخابات عام 2016، أعلنت كوريا الشمالية نتيجة الانتخابات بعد مرور 11 يوماً من إعلان النتيجة. ووجهت صحيفة "رودونغ سينمون" انتقاداً عنيفاً لرئيسة كوريا الجنوبية حينئذ بارك كون-هيه لأنها هنأت ترمب.
يذكر هنا أنه بعد ترشح ترمب في يوليو (تموز) الماضي، أشار إلى "صداقته مع الزعيم الكوري الشمالي"، لكن الإعلام الرسمي قال إن بيونغ يانغ لا يعنيها من يفوز، ما دام المناخ السياسي لا يتغير.
وكان ترمب عقد ثلاثة لقاءات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في عام 2019. وشمل أحدها لقاءً على الخط الحدودي الفاصل بين الكوريتين، وعبر ترمب إلى كوريا الشمالية متخذاً بضع خطوات، هي خطوات تاريخية رمزية.
وتبقى الإشارة -بحسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية- إلى أن محللين في كوريا الشمالية يرون أنه ربما "تبذل بيونغ يانغ جهداً خاصاً هذه المرة لإرسال رسالة شخصية أو تصدر تهنئة مباشرة إلى ترمب"، وذلك في ضوء تبادل الرسائل بين الزعيمين في الماضي.
شك وحذر وتوتر
وبعيداً من الهرولة المقصودة والتلكؤ المدروس والامتناع المخطط، فإن التهاني الواردة من الدول الأوروبية تجد نفسها حبيسة نعوت تراوح ما بين التشكك والحذر والوجل والتوتر. رسائل التهنئة الأوروبية لم تنجح في إخفاء أو تمويه الشعور العارم بالتوتر حول تداعيات رئاسة ترمب على التجارة ومصير صراعات مثل حرب أوكرانيا.
سمتها "بي بي سي" "تهاني ودية لكن حذرة"، وهو ما اتضح من الإشارة المتكررة في تقارير صحافية أوروبية إلى تحذير ترمب قبل أسابيع من أن الاتحاد الأوروبي سيجد نفسه مضطراً إلى "دفع ثمن باهظ" حال فاز في الانتخابات، وذلك لعدم شراء ما يكفي من الصادرات الأميركية.
بين تأكيد ألماني بأن برلين وواشنطن تتشاركان في تاريخ مشترك من التمسك بالقيم الديمقراطية، لكن شعوراً سياسياً عارماً بأن عودة ترمب كابوس ألماني بكل المقاييس، لا سيما في ظل الأزمة السياسية الطاحنة والخلافات الكبيرة في شأن إدارة الاقتصاد، وإقالة وزير المالية الألماني، والإعلان عن إجراء تصويت على الثقة في أول عام 2025، وتأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر تهنئة مباشرة أنه مستعد للعمل مع ترمب "باحترام وطموح"، إلا أن حديثه في الوقت نفسه مع المستشار الألماني أولاف شولتز حول ضرورة العمل المشترك من أجل "أوروبا أكثر اتحاداً وقوة"، بل وقوله أثناء مشاركته في "قمة المجموعة السياسية الأوروبية" في بودابست إن على الأوروبيين ألا يفوضوا أمنهم للأبد للأميركيين، والدفاع عن مصالحهم بصورة أوسع في مواجهة كل من أميركا والصين، والتهنئة "القلبية" التي وجهها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لترمب عبر مكالمة هاتفية، وقوله إنه يتطلع إلى العمل بصورة وثيقة معه لمصلحة البلدين، وتأكيد المتحدث باسم ستارمر أن الرجلين تذكرا بود اجتماعهما في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكن لسبب ما تحوم تصريحات ستارمر "المعادية" السابقة عن ترمب في الأفق مما يسهم في تعكير صفو التهنئة القلبية إلى حد ما.
عداء سابق
في عام 2016، ناقش ستارمر في مجلس العموم البريطاني عريضة تدعو إلى منع ترمب من دخول بريطانيا، وذلك على خلفية "التعليقات البغيضة" التي قالها ترمب حينئذ عن قضايا مثل المهاجرين من المكسيك والنساء والمسلمين.
ثم في عام 2018، غرد ستارمر بأن "الإنسانية والكرامة كلمتان لا يفهمهما الرئيس ترمب"، في إشارة إلى لقطات للأطفال المحتجزين في أقفاص في مراكز الهجرة الأميركية، وغيرها كثير من التعليقات التي كشفت عن عدم تقارب بين الرجلين، لا سيما أنه يقال إن ترمب وصف ستارمر غير مرة بأنه "جناح أيسر جداً".
منظمات واتحادات ومخاوف
أما الاتحاد الأوروبي، فإن توجيه التهاني لا يشير إلى أن الاتحاد كان مستعداً تماماً لفوز ترمب، أو عدم توجيهها يؤكد على أن أوروبا لم تعد الأخت الصغيرة الهشة لأميركا، ففي النهاية الأمر لا يخلو من التوتر أو التخوف. رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين ذكرت في رسالة التهنئة لترمب أن "ملايين الوظائف والمليارات الكامنة في التجارة والاستثمار على جانبي المحيط الأطلسي تعتمد على العلاقات التجارية بين أميركا والاتحاد الأوروبي".
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته وجه رسالة تهنئة لترمب تنص على مكاسب الحلف وإنجازاته وقدراته الفائقة على تحقيق الأهداف العظمى والغايات الكبرى. وعلى رغم السردية الجميلة ولهجة التهنئة الإيجابية، فإن تشكيك ترمب الدائم والمستمر في التحالف، وانتقاده المعلن لأوروبا بـ"الاستفادة المجانية من ميزة الحماية الأميركية"، وتلويح حملته الانتخابية غير مرة بضرورة الضغط على الدول الأوروبية من أجل إجبارها على زيادة إنفاقها الدفاعي لا ينبئ بشهر عسل، ولو قصير بين الحلف والرئيس.
ما في القلب في القلب
ولا يختلف أثر التهنئة الأممية لترمب بالفوز عن تهنئة الناتو، وذلك من ناحية المجاملات اللطيفة مع بقاء ما في القلب في القلب. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هنأ ترمب. وقال إن التعاون بين المنظمة وأميركا ركن أساس في العلاقات الدولية. مرة أخرى، تحوم مخاوف حول توجيه ترمب ضربة جديدة قاسية للمنظمة الأممية عبر تخفيض المساهمات المالية الأميركية أو قطعها تماماً.
وتستند هذه المخاوف بمنطقية وواقعية إلى ما أقدم عليه ترمب في رئاسته الأولى من وقف وتقليص تمويل أميركا لهيئات مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبرنامج الأمم المتحدة المعني بفيروس نقص المناعة البشرية (الأيدز)، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين ومنظمة الصحة العالمية، وغيرها، والتحرك لاحقاً للانسحاب من منظمة الصحة العالمية بصورة كاملة.
توجيه التهنئة للرئيس الفائز من أقرانه حول العالم أمر معروف ومتعارف عليه. الرسائل المبطنة في التهاني كثيرة، والأهداف عديدة، ومحاولات كسب الود أو حتى تأكيد العداء متوقعة. هذه التهاني تأتي أحياناً حاملة قيمة مضافة، إذ تتعامل معها بعض الدول وكأنها دليل على قوة رؤسائها أو بأس أنظمتها أو مكانة أوطانها في خريطة الكوكب. هذه القيمة تكون بمثابة استراتيجية محلية لإبهار الداخل، أو أداة وطنية لتحسين الحالة النفسية أو رفع الروح المعنوية للمواطنين.
أهداف محلية
عديد من الدول يتعامل مع تهنئة زعيمها لرئيس الدولة الأقوى في العالم باعتبارها التهنئة الأهم أو الرسالة الأكثر تأثيراً التي أسعدت الرئيس الفائز، أو التي قلبت موازين النظام الدولي الجديد، أو التي أبهرت شعوب الأرض وأسعدت قلوب المعمورة وأعادت التوازن البيئي.
تحول تهنئة رئيس هذه الدولة للرئيس الفائز إلى الخبر الرئيس في صدر الصفحات ومطلع النشرات، وتحليل ردود الفعل العالمية، لا على فوز الرئيس، بل تلقيه تهنئة الزعيم، وأثر المكالمة الهاتفية في مستقبل العلاقات ومآل الأحوال جميعها آثار جانبية "إيجابية" تستفيد منها دول أخرى، وذلك على هامش تهنئة الرئيس.