بغداد ـ العالم
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني جمعته مع محافظي كل من: البصرة أسعد العيداني، وكربلاء نصيف جاسم الخطابي، وواسط محمد جميل المياحي، خلال إحياء زيارة أربعينية الإمام الحسين، فيما رأى مراقبون أن الصورة ربما تشير إلى ملامح تحالفات السوداني السياسية المقبلة التي يُتوقع أن يدشنها رئيس الوزراء مبكراً تمهيداً لخوض الانتخابات العامة في نهاية 2025، نفى عدد من المحافظين هذه الفرضية عادين ان الصورة أخذت بعفوية لا غرض منها.
ورأى كثير من المحللين والمراقبين أن الصورة، حتى مع فرضية عفويتها، فإنها ربما تشير إلى ملامح تحالفات السوداني السياسية المقبلة التي يتوقع أن يدشنها رئيس الوزراء مبكراً تمهيداً لخوض الانتخابات العامة في نهاية السنة المقبلة.
وتبدو غالبية التعليقات حول الصورة قريبة من الواقع، إذ إن السوداني، المدعوم من قوى الإطار التنسيقي التي أوصلته لمنصب رئيس الوزراء، لا يبدو متحمساً كثيراً للانخراط مع قوى الإطار التقليدية، حتى مع ما يتردد عن علاقته مع أمين عام عصائب أهل الحق قيس الخزعلي. كما أن هناك مَن يؤكد أن علاقة متوترة آخذة في التصاعد مع رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.
وقد عززت هذه المؤشرات الاعتقاد بأن ظهور رئيس الوزراء مع المحافظين الثلاثة الأقوياء يمكن بسهولة أن يفسر على أنه تمهيد لتحالف سياسي جديد يعد له السوداني. وقال قيادي في دولة القانون ان الصورة تشير بطريقة لا لبس فيها إلى ملامح تحالف انتخابي بين السوداني والمحافظين الثلاثة، وإن ملامح هذا التحالف ظهرت قبل وبعد انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث رأينا انحياز السوداني الواضح لهؤلاء المحافظين الذي حققوا أعلى الأصوات في محافظاتهم.
ومنذ فوز قوائم المحافظين الثلاثة بأغلبية مقاعد مجالس المحافظات الثلاثة (البصرة، وكربلاء، وواسط) وهيمنتهم على الحكومات المحلية ومجالسها، باتوا يمثلون قوى سياسية شيعية جديدة وصاعدة، وتمثل خطراً حقيقياً على نفوذ بقية الكتل
ويشير محللون إلى أن إجمالي عدد المقاعد في البرلمان الاتحادي للمحافظات الثلاث يبلغ 48 مقعداً، وفق آخر انتخابات برلمانية جرت في عام 2022. وقال أحد المصادر: «إذا أخذنا في الاعتبار الزخم الانتخابي الذي سيمثله رئيس الوزراء في الانتخابات المقبلة، فإننا قد نشهد تحول أكثر من نصف مقاعد المكوِّن الشيعي (نحو 75 مقعداً) لهذا التحالف المتوقع والصاعد».
وكانت غالبية قوى «الإطار التنسيقي» قد سعت إلى منع وصول المحافظين الثلاثة إلى منصب المحافظ، خوفاً من أن يحققوا الأرقام الكبيرة ذاتها من نسب الفوز في الانتخابات العامة المقبلة. وكان واضحاً دعم رئيس الوزراء لتجديد فترة ولايتهم للمرة الثانية في منصب المحافظ، نظراً للنتائج التي حققتها قوائمهم في الانتخابات.
من جانبه نفى محافظ البصرة أسعد العيداني طرح فكرة التحالف بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والمحافظين، مؤكداً أنّ "الاجتماع الأخير تناول القضايا الخدمية فقط".
وقال العيداني في برنامج تلفزيوني تابعته "العالم"، إن "السوداني لم يطرح حتى الآن تحالفاً انتخابياً علينا، لكنه قد يتحالف مع العصائب أو أي كتلة سياسية أخرى في الانتخابات المقبلة"، مضيفاً أن "قوى سياسية حليفة للسوداني تعتقد أنه ينوي أن يتحالف مع المحافظين بعد نشر صورة جمعتنا به".
وأوضح العيداني أن "الصورة تم التقاطها بعد اجتماع خدمي مع السوداني، ومحافظ واسط هو من طلبها"، وتابع العيداني بأن "المياحي هو من سرب الصورة للإعلام، بموافقتنا، وهو أمر طبيعي".
وأشار إلى أن "الاجتماع كان طبيعياً مع رئيس الوزراء ولم يكن حراكاً انتخابياً".
وبيّن العيداني أن "الانتخابات قد تكون في نهاية العام المقبل، والسوداني ابن كتلة سياسية ولديه حزب وبالتأكيد لديه طموح بأن يكون رئيساً للوزراء، وهي مسألة جداً طبيعية".