سأقبـل أيـديهـم
9-تشرين الأول-2023
خاص بـ«العالم»
ما تقوم به المقاومة الفلسطينية الإسلامية البطلة يفوق حد التصور الساذج لتجار السياسة والقافزين على مواقعها ممن يعزف على وتر اللغة الغربية أو ما يسمى العالم المتحضر وأسميه العالم الأعور إنما خاب تصورهم بعد أن وضعوا أنفسهم في نطاق الحسابات المغلوطة لمفهومي القوة والضعف - اللذين سلطت بعض الضوء عليهما في سلسلة التبصر- الحسابات التي تدخل في أنغام عالم المادة حبيسة ومرهونة لقوانينه متناسية من لا يعزب عنه من ذرة في السموات والأرضين وحينما تنساه أو تغفل عنه تصبح نتائجها مغلوطة ومحكومة لمقادير المادة وإرادتها وما تحمله من تقنية وتطويع بيد البشر فتسلم مسبقاً بأن من يملك سلاحاً أقوى وأكثر تطوراً سينتصر بالمواجهة لا محالة وينسحب هذا الحكم على المواقف الحكومية والرسمية للدول لارتكاز هذا الحكم في أنفاسها السياسية فتراها تميل لتبني مواقف الدول الكبرى من حيث القوة المادية والصغرى من حيث الإمداد الإلهي كما أسميها.
وقد تراهن على حسم الجولة وإعطاء نتيجة المواجهة وتصف الصغار في نظرهم بالمغامرين ابتعاداً عن مفهوم المقاومين الذي يرفضه الكبار ويعاقبون على من يطلقه أو يرتضيه تسمية لمن يقف بوجه الكبار وبقت هذه اللغة سارية عقوداً طويلة من الزمن حتى بات التفكير لمجرده ضرباً من الجنون ولعباً بالنار بالنسبة للصغار في مفهومهم إذا ما حاولوا خوض تجربة مواجهة مع كل مبررات الحق التي معهم واصطفاف كل عوامل الباطل مع خصومهم.
وإذ عاش العالم بهذه الظلمة سنين طوال حتى لاح له نور كشف لهم تلك الظلمة إلا هو نور المقاومة الإسلامية البطلة التي خرقت حسابات الماديين وأهل الزيغ والضلال وأتباع الشر والعدوان وقلبت رأساً على عقب قواعد اللعبة وأساليب المواجهة مع الكبار فقد أعلنت بوضوح أن القوة المادية مهما عظمت فهي صغيرة أمام القوة المعنوية والروحية التي يستمدها المقاتلون من إيمانهم بالله والتضرع له بأن يفرغ عليهم الصبر ويثبت أقدامهم وينصرهم على القوم الظالمين وحقائق أرض المواجهة في تسطير ملاحم بطولية عجزت معظم الجيوش العربية بل أكبرها على تسطيرها أو المحافظة عليها مدة أطول بل سرعان ما تقهقرت إمام ضربات العدو الجوية وآلته العسكرية كما حصل في مواجهة عام ( 1973م) على الجبهة المصرية.
كما أن القضية الحقانية هي أقوى من القضية الباطلة مهما تعاظمت قوة الأخيرة مادياً لأن الباطل زهوق وزائف لا يلبث أن يزول وإذا أردنا أن نفرق بين هذه المواجهة والمواجهات العربية السابقة مع الكيان الصهيوني فأن الفارق الذي سنضع عليه النقاط كبير جداً يتعزز به ما ذكرته آنفاً من أن القوة ليست منحصرة بالمادية وإلا لسارت النتائج على وتيرة واحدة .
1ـ أنها المواجهة الأولى التي تطال بعض الآليات الكبيرة للكيان الصهيوني بالتدمير أو التعطيل كما حصل بالايام الاخيرة بفضل ضربات صواريخ المقاومة ولم يحصل مثل هذا الفعل البطولي في المواجهات العربية اليهودية وأن دمرت مصر في حرب الاستنزاف بعد لـ(67) باخرة حربية.
2ـ أنها المرة الأولى التي يعيش الشعب اليهودي حالة الخوف والقلق ويشعر بقوة الردع والموازنة حتى بالرعب بين الطرفين أقصد الشعبين وقد أعتاد شعبهم على التفوق والنصر السريع الذي يضمن تعزيز قناعة اليهود بالعيش في كيانهم.
3ـ أنها أطول مواجهة مباشرة بين طرفي النزاع ولا أسميه العربي الآن بل الفلسطيني بل المقاومة الإسلامية والكيان الصهيوني مما يدلل على عجزة قوة الجيش الذي لا يقهر عن حسم المعركة لصالحه بمدة قصيرة يكون قد راهن عليها.
4ـ أنها المواجهة الأولى الذي يصطف المجتمع الدولي بكل دولة ومؤسساته الدولية ومنظماته العالمية مع الكيان الصهيوني ولم يحصل هذا الأمر وبهذا الشكل السافر والمعلن في المواجهات السابقة باستثناء الموقف الأمريكي المنحاز دائماً وأن أمتاز في هذه بالمشاركة بشكل فعلي ومعلن عبر توفير الغطاء السياسي والحيلولة دون استصدار قرار لمجلس الأمن يوقف القتال وتحشيد المجتمع الدولي وبعض الدول العربية الصديقة لتخطئة المقاومة وإعطاء المبرر للهجوم اليهودي على غزة ويمكن القول بأن الولايات المتحدة هي طرف الحرب مع فصائل المقاومة الفلسطينية وبآلة يهودية .
5ـ أنها المرة الأولى التي تقف معظم الدول العربية منحازة للكيان الصهيوني وأن أحسنا الظن متفرجة باستثناء بعض الدول القليلة التي لا ترقى مواقفها إلى مستوى الحق العربي وأواصر الأخوة والإسلام ومعظمها كانت مع المواجهين العرب للكيان الصهيوني.
6ـ التعاطف الإسلامي من الدول مع القضية العربية في السابق ولم نجد له من أثر في هذه المواجهة إلا في جانب قليل منها.
7ـ أنها المرة الأولى التي لا تملك المواجهة العربي سلاحاً للطيران أو مقاومة للطائرات مع الكيان الصهيوني وأن كان دون المستوى التطوري للسلاح الجوي اليهودي ولكنه يؤثر نوع تأثير ويوفر للقوة الأرضية بعض الدفاعات والإمدادات في عملها.
8ـ أنها المرة الأولى التي لم يستطع الطيران اليهودي من حسم المعركة لصالحه كما حصل في الـ(67) وربما الـ(73) بعد عملية الالتفاف حول الجيش المصري.
9ـ أنها المرة الأولى التي تصل النيران العربية أراضي يهودية ومدن متعددة وبوتيرة تصاعدية بالرغم من الفارق الكبير ما بين أسلحتها وأسلحة العدو.
10ـ أنها فاقت المقاومة في فلسطين من جهة انعدام التعاطف العربي معها ووجوده مع المقاومة الفلسطينية مما يؤشر ازدواجية التعامل العربي في قضيتين هما واحدة بالأصل والسبب يكمن وراء الأنفاس الطائفية لبعض الدول العربية.
11ـ أنها المرة الأولى التي تقف جهة أو قوة غير رسمية عربية أمام آلة الحرب اليهودية وتحقق ما لم تحققه القوى الرسمية مجتمعة أو متفرقة في الصراعات السابقة.
12ـ الفارق النوعي للأسلحة اليهودية المستخدمة في هذه المواجهة كبير مقارنة مع الأسلحة التي استخدمتها في مواجهات سابقة ولم يشفع لها هذا الفارق في إحراز نصر يذكر بل توازن ملحوظ أن لم نقل في هزيمة مذلة.
13ـ أنها المنازلة الوحيدة التي ستحرر فلسطين بشكل صحيح يملك إرادته واستقلاله من أن تؤسر للآخرين وسيكون قوة إقليمية في المنطقة تفرض رؤيتها في القضايا المختصة بالشرق الأوسط .
14ـ قد تكون المرة الأولى التي ستتضمن حلاً شاملاً كاملاً يخالف المرات السابقة فـي كـون الحل ناقصاً ومبتوراً ليخضع لمساومات وتفسيرات متعددة تبقي المشكلة قائمة ومستحكمة يتحكم فيها العدو الصهيوني ويخضعها لتغييرات وتحريفات لا تبقي أي أثر لأصل الحل.
15ـ أنها المرة الأولى التي تكون المعركة على جبهة واحدة لا غير بعد تنحي المواجهة مع الفلسطينيين عن عنوان الجبهة.
16ـ الأخيرة بحسب القراءة المذكورة أن هذه المواجهة لم تكن بين طرفين من دولتين أو طرف لدولة وطرف لدول أخرى كما هو حال المواجهات القتالية بل هي في حقيقتها حرب بين المقاومة الفلسطينية المتمثل بالمؤمنين المجاهدين المقاومين وبين حزب الشيطان المتمثل بالمجتمع الدولي ومجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية إلا ما ندر وشعوب المنطقة ومنظمات عالمية وإنسانية بل ورجال دين من الدول العربية على ما يخبرك به فتوى بعض فقهاء السلاطين على بعض المواقع الاليكترونية.
فهل عرفت السبب حتى يبطل العجب في تصدير المقالة بهذا العنوان وهل اقتنعت أن المقاومين يستحقون تقبيل الأيدي منهم المذكورون على المظنون في قوله تعالى { عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا }.
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech