سي إن إن: جنرالان يتقاتلان على الهيمنة في السودان
17-نيسان-2023
بغداد ـ العالم
بدد القتال الشرس في أنحاء السودان ما تبقى من آمال بإنتقال سلمي إلى الحكم المدني.
وكتبت نيما البقير وتامارا قبلاوي وآمارتشي أوري في الموقع الألكتروني لشبكة سي إن إن الأمريكية للتلفزيون، أن القوات الموالية لجنرالين تتنافس على السيطرة، وكما في مثل هذه الحالات، فإن المدنيين هم الذين يعانون أكثر من غيرهم، مع مقتل العشرات وجرح المئات.
وفي قلب هذه الصدامات رجلان: قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد "قوات الدعم السريع" شبه العسكرية محمد حمدان دقلو. وحتى الآونة الأخيرة، كانا حليفين. وعملا معاً على إطاحة الرئيس السوداني عمر البشير عام 2019، ولعبا دوراً محورياً في الانقلاب العسكري عام 2021.ومع ذلك، فإن التوترات ما لبثت أن برزت بينهما خلال المفاوضات المتعلقة بدمج قوات الدعم السريع بالقوات المسلحة السودانية، كجزء من خطط لاستعادة الحكم المدني. وكان السؤال الأساسي: من سيخضع للآخر في التراتبية الجديدة. وهذه العداوة، هي تتويج لما يراه الطرفان قتالاً وجودياً من أجل الهيمنة.ومن الصعوبة التقليل من التداعيات المزلزلة التي رافقت إطاحة البشير. لقد قاد الرجل البلاد على مدى ثلاثة عقود إلى أن أسقطته احتجاجات شعبية إشتعلت بعد رفع أسعار الخبز.
تحالف متوتر
وإبان حكمه، انفصل جنوب السودان عن الشمال بينما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه بتهمة إرتكاب جرائم حرب في دارفور المنطقة الانفصالية في غرب البلاد. وبعد إسقاط البشير، تم حكم السودان بواسطة تحالف متوتر بين العسكريين ومجموعات مدنية.
وتمتع دقلو بصعود سريع في هرم السلطة. وخلال النزاع في دارفور في أوائل العقد الأول من القرن الجاري، كان الرجل قائداً لميليشيا الجنجويد، التي تتهم بإرتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ومجازر. وثارت تنديدات دولية بقرار البشير تشريع هذه الميليشيات تحت إسم وحدات إستخبارات الحدود. وفي عام 2007، بات عناصر هذه الوحدات جزءاً من الجهاز الإستخباراتي السوداني، وفي عام 2013، أنشأ البشير قوات الدعم السريع تحت إشرافه وبقيادة دقلو.
دقلو والبشير
وفي 2019، انقلب دقلو ضد البشير، لكن ليس قبل أن تطلق قواته النار على مناهضي البشير الذين كانون ينفذون اعتصاماً في الخرطوم، مما أسفر عن مقتل 118 شخصاً على الأقل. وتم تعيين دقلو لاحقاً نائباً لرئيس المجلس السيادي الذي حكم بالمشاركة مع قيادة مدنية.
والبرهان هو القائد الفعلي للبلاد، وعند الإطاحة بالبشير كان البرهان يتولى منصب المفتش العام في الجيش. وكانت مهامه تسير بالتوازي مع مهام دقلو.
وبدأ نجم البرهان يسطع في العقد الأول من القرن الجاري لدوره في الأيام المظلمة التي شهدها إقليم دارفور، حيث يُعتقد أن الرجلين التقيا للمرة الأولى.
وليس من الواضح أين سينتهي القتال الآن. ويزعم كلا الرجلين السيطرة على مواقع رئيسية، بينما المعارك مندلعة في أنحاء البلاد في أماكن بعيدة عن الخرطوم.
عديد الجيش
وفي حين هناك تقديرات رسمية وغير رسمية تفيد بأن عديد الجيش السوداني يتراوح ما بين 210 آلاف و220 ألفاً، فإن عديد قوات الدعم السريع يبلغ نحو 70 ألفاً لكنها أفضل تدريباً وتسليحاً.
وقد أبدت القوى الدولية قلقها. وبصرف النظر عن الخوف على المدنيين، فإن ثمة حوافز أخرى تلعب دوراً- إذ إن السودان غني بالثروات الطبيعية ويتمتع بموقع استراتيجي.