شركات عالمية تعلق إنتاجها في حقول الإقليم وهيئة التحكيم الدولية تنتصر للنفط الكردي
29-آذار-2023
بغداد ـ العالم
علقت ثلاث شركات نفطية على الأقل تعمل في إقليم كوردستان العراق، إنتاجها من النفط أو خفضت معدلات الإنتاج أمس الأربعاء، عقب وقف تصدير النفط من خط أنابيب في شمال العراق، مع توقع حدوث مزيد من حالات التعطل في المستقبل.
فيما أكدت هيئة التحكيم الدولية انه من حق إقليم كوردستان نقل النفط الى ميناء جيهان بتركيا.
وحسب موقع ميدل ايست اي، فإن هيئة التحكيم الدولية في باريس أكدت حق اقليم كوردستان في تحميل ونقل البترول عبر الانابيب النفطية الى ميناء جيهان عبر تركيا.
وذكر الموقع، أن قرار هيئة التحكيم في باريس نص على أنه "يحق لإقليم كوردستان نقل واستخدام انابيب النفط الى جيهان، وأن مخالفة اقليم كوردستان هي فقط بتحميل النفط الى السفن بميناء جيهان".
وأصدرت هيئة التحكيم، يوم الخميس الماضي 23 آذار 2023، الحكم النهائي في دعوى التحكيم المرفوعة من قبل جمهورية العراق ضد الجمهورية التركية، لمخالفتها أحكام "اتفاقية خط الأنابيب العراقية التركية" الموقعة في عام 1973، لصالح العراق.
وتنص الاتفاقية الموقعة بين البلدين الجارين على "وجوب امتثال الحكومة التركية لتعليمات الجانب العراقي فيما يتعلق بحركة النفط الخام المصدّر من العراق الى جميع مراكز التخزين والتصريف والمحطة النهائية".
وأوضحت هيئة التحكيم في قرارها ان "حكومة اقليم كوردستان هي جزء من الحكومة العراقية لذلك فإن تركيا لم تخطئ في تحميل وخزن النفط بحسب تعليمات حكومة اقليم كوردستان".
ونوّه رئيس حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني في تغريدة على تويتر، الى أن "تفاهماتنا الأخيرة مع بغداد وضعت لنا الأساس لحل المشكلة المتعلقة بقرار التحكيم".
بناء على ذلك، وصل وفد حكومة إقليم كردستان والذي ضمّ كل من وزير المالية والاقتصاد، آوات شيخ جناب، ووزير الثروات الطبيعية وكالة كمال محمد، ورئيس ديوان مجلس الوزراء أوميد صباح، الثلاثاء (28 آذار 2023)، الى العاصمة بغداد بهدف مناقشة تصدير النفط من إقليم كردستان وبعض القضايا المالية الأخرى مع الحكومة الاتحادية.
من جانبها، صرحت الخارجية الأميركية، أنها طلبت من تركيا والعراق الاستمرار في تصدير النفط، مشيرة إلى ان تعطيل التصدير "لا يخدم أي طرف".
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتل، انه "بعد قرار المحكمة، طلبنا من حكومتي تركيا والعراق استئناف تصدير النفط"، لافتاً إلى أن "تعطيل تصدير النفط لا يخدم أي طرف".
وأضاف أن واشنطن طلبت من تركيا والعراق "الاستمرار في تصدير النفط بواسطة الأنبوب الناقل"، داعياً العراق وإقليم كوردستان إلى "حل مشاكلهما"، لافتاً ان بلاده "تتفهم أن حكومة إقليم كوردستان تخوض حواراً مع الحكومة العراقية في سبيل التوصل إلى نتيجة".
وأُجبر العراق على تعليق نحو 450 ألف برميل يومياً من صادرات الخام أو 0.5 بالمئة من الإمدادات العالمية من إقليم كوردستان يوم السبت عبر خط أنابيب يمتد من حقول نفط كركوك في شمال البلاد إلى ميناء جيهان التركي.
وأسهم التوقف في زيادة أسعار النفط في الأيام الماضية لتعود إلى قرابة 80 دولاراً للبرميل.
وأوقفت تركيا ضخ الخام العراقي من خط الأنابيب بعدما فاز العراق بقضية تحكيم قال فيها إن أنقرة انتهكت اتفاقاً مشتركاً من خلال السماح لحكومة إقليم كوردستان بتصدير النفط إلى ميناء جيهان من دون موافقة بغداد.
واضطرت شركات النفط العاملة في إقليم كوردستان لوقف إنتاجها أو نقل الإنتاج إلى صهاريج التخزين، ويقول كثيرون إنها ستصل إلى سعتها الاستيعابية القصوى خلال أيام، مع استمرار المحادثات بين تركيا وبغداد وحكومة إقليم كوردستان لاستئناف الصادرات.
وقالت شركة "دي.إن.أو" النرويجية امس الأربعاء، إنها بدأت تعليق إنتاجها في حقلي "طاوكي" و"بيشكابير" حيث بلغ متوسط الإنتاج 107 آلاف برميل من النفط يومياً عام 2022 وهو ما يمثل ربع إجمالي الصادرات الكردية.
كما أفادت شركة "جينيل إنرجي" الشريكة في الحقلين: "تم تعليق إنتاج بيشكابير ليلة أمس ووُضعت خطط لإجراء صيانة مؤجلة. وبدأ تعليق الإنتاج من طاوكي، لكنه سيستغرق يوماً إضافياً أو نحوه".
وأُجبرت شركة "فورزا بتروليوم" ومقرها كندا، واسمها الأسبق هو شركة أوريكس بتروليوم، على تعليق الإنتاج في وقت سابق هذا الأسبوع من ترخيص هاولر الذي ينتج 14500 برميل يومياً وبلغ متوسط إنتاجه في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 13700 برميل يومياً.
وأوضحت "جينيل" أن الأصول المتبقية في إقليم كوردستان تواصل التدفق إلى صهاريج التخزين.
وقال متحدث باسم الشركة، امس الأربعاء، إن الإنتاج من حقل "سرتا" يمكنه التدفق إلى صهاريج التخزين حتى نهاية الأسبوع، بينما يمكن لصهاريج التخزين من حقل "طق طق" استيعاب الإنتاج حتى يوم 21 نيسان/أبريل تقريباً.
وأنتج الحقلان 4710 براميل يومياً و4490 برميلاً يومياً على التوالي العام الماضي.
وخفضت شركة جلف كيستون إنتاجها في حقل نفط شيخان الذي كان ينتج سابقاً نحو 55 ألف برميل يومياً، وقالت الشركة يوم الإثنين إنها ستعلق الإنتاج بعد بضعة أيام.
ورفضت الشركة التعليق على مستويات الإنتاج الحالية.
بدورها، أفادت "إتش.كيه.إن إنرجي" ومقرها دالاس، وهي الشركة التي تدير منطقة امتياز سرسنج، يوم الإثنين إنها ستعلق العمليات "في غضون أسبوع إن لم يتم التوصل إلى حل" في ظل اقتراب صهاريج التخزين بها من أقصى سعة استيعابية".
وأنتجت منطقة الامتياز 43048 برميلاً يومياً في الربع الأخير من العام الماضي.