بغداد ـ العالم
تختنق العاصمة بغداد، منذ أيام، بزحامات مرورية خانقة في الشوارع الرئيسة، تؤدي في أوقات الذروة الى توقف حركة السير.
وأفاد مراسل "العالم" بأن الازدحامات تتركز في قلب العاصمة (منطقة الباب الشرقي) والشورجة وباب المعظم، وعند مدخل الجسر المعلق من جهة الكرادة، وفي مناطق المنصور والأعظمية واليرموك والحارثية، وعند سريع محمد القاسم ايضا.
ويحدد مراقبون سببين لتلك الزحامات؛ كثرة المركبات وأعمال الإنشاء في الشوارع والجسور".
يشار الى ان شوارع العاصمة مخطط لها لاستيعاب 200 الف سيارة، في حين هناك ما يقارب 4 ملايين سيارة، وهذا سبب رئيس أول للزحامات.
من جانبها، اصدرت مديرية المرور العامة، توضيحا بشأن الازدحامات الخانقة في العاصمة بغداد.
وذكر إعلام المديرية في تصريح اطلعت عليه "العالم"، أن "شوارع بغداد مصممة لـ300 ألف سيارة"، مردفة ان "ما موجود أكثر من 5 ملايين سيارة".
وتعاطيا مع هذا الملف، عملت الحكومة على تغيير أوقات الدوام لبعض الوزارات لتخفيف الزخم المروري في بغداد، لكن الشلل المروري لم يزل يخيم على الشوارع، حتى في أوقات متأخرة من الليل.
ويعول المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي على مشروع "الطريق الحلقي" في العاصمة بغداد، لامتصاص الزخم الموجود داخل العاصمة وتحويله الى الاطراف، إضافة إلى أنّ مشاريع إنشاء الجسور والطرق الجديدة، مشيرا الى ان ذلك يمكن أن يكون له أثر كبير وإيجابي في فك الزخم الكبير الموجود في مراكز مدن بغداد. وتشهد بغداد، عدداً من المشروعات الهادفة لتخفيف الزحامات المرورية، ففي ساحة النسور جنوب غربي بغداد يجرى تشييد أحد المشاريع التي أعلنت عنها وزارة الإسكان ضمن المشاريع الـ16، حيث تنتظر مئات المركبات في طابور طويل للمرور في أحد الطرق البديلة التي تتولاها شركة صينية وتشمل ثلاثة أنفاق وجسرين، لتقليل الزخم المروري في تلك المنطقة الحيوية.
يقول المتحدث باسم وزارة الاعمار والإسكان والاشغال العامة نبيل الصفار، أن الحزمة الأولى من مشاريع فك الاختناقات المرورية في بغداد ستقلل الزحام بها، مشيراً إلى أن "الطرق لم تقطع 100 في المئة وجرى توفير طرق بديلة".
وقال الصفار، إن "المشاريع التي أطلقت تباعاً تستند إلى دراسات لأن مدينة مثل بغداد لا يمكنها تحمل هذا العدد الهائل من المشاريع من دون تخطيط مسبق، في ظل زيادة عدد المركبات حالياً بما يمثل 10 أضعاف ما تتحمله الشوارع فعلياً".
وأضاف "قبل البدء في تنفيذ أي مشروع تقام تحويلات وتزال موانع لتسهيل السير في الطرق"، موضحاً أن الحكومة بصدد دراسة مشاريع الحزمة الثانية، حيث تحددت الأماكن التي تشهد زحامات مرورية وفيها تقاطعات لحلها، ثم هناك حزمة ثالثة وهناك جهود لتوسيع الشوارع وتقليل الاختناق المروري بالعاصمة.
وخلال العامين الأخيرين استؤنف العمل في عدد من مشاريع الطرق، أهمها الطريق الحولي الجديد في بغداد (دورة يوسفية)، الذي يمتد لـ12 كيلومتراً والذي افتتح مطلع العام الحالي، وخفف الزخم المروري على مناطق جنوب العاصمة، فضلاً عن توسعة مداخلها الأربعة وإنشاء سلسلة من الجسور، وطريق جديد يمتد على منطقة سدة مدينة الصدر، يربط معظم المناطق شرق بغداد مع ديالى.
وتباينت الآراء حول قرار الأمانة العامة لمجلس الوزراء، بشأن توقيتات الدوام، ففي الوقت الذي رحب فيه مواطنون بذلك، قال خبراء إن الأمر لا يتعلق الدوام بشكل كامل، بل إن الازمة متجذرة، ومرتبطة بجملة عوامل، مثل تهالك البنى التحتية، وزيادة أعداد السيارات، وغياب التنظيم، واغلاق الكثير من الشوارع الرئيسية.