صفقة بين حكومة السوداني و«تليغرام» تلغي الحجب عن التطبيق
14-آب-2023
بغداد- العالم
قادت صفقة تفاهم بين حكومة السوداني وتطبيق تلغرام الى رفع الحجب الذي فرضته وزارة الاتصالات على التطبيق قبل اسبوع، حيث باشر ملايين العراقيين استئناف استخدامه امس الأحد.
وقالت الوزارة، انها بدأت برفع الحجب عن تطبيق التلغرام في العراق اعتباراً من اليوم الأحد بناء على توجيهات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني .
وأشارت الى ان رفع الحجب يأتي نظرا "لاستجابة الشركة المالكة للتطبيق لمتطلبات الجهات الامنية بالكشف عن الجهات المسربة لبيانات المواطنين وابداء استعدادها الكامل للتواصل مع الجهات المختصة وقيامها بتسمية قنوات رسمية لها للتواصل مع العراق". وأكدت وزراة الاتصالات "انها لا تقف ضد حريات التعبير عن الرأي وانما تشدد على اهمية التزام الشركات المالكة لتطبيقات التواصل الاجتماعي باحترام قوانين البلد وامنه وبيانات المستخدمين فيه" حيث يستخدم هذا التطبيق على نطاق واسع في العراق لتبادل المعلومات والاخبار اذ تشير تقرير شبه رسمية الى ان اكثر من 15 مليون عراقي يستخدمونه.
وكانت الحكومة قد فرضت في السادس من الشهر الحالي حجبا على التطبيق لاسباب قالت انها تخص الامن القومي حيث يحتوي تطبيق تلغرام عن الكثير من البيانات الشخصية ومنها أسماء وعناوين وروابط عائلية للعراقيين اشارت مصادر الى انها قد تم تسريبها مؤخرا فيما كانت الوزارة قد اوضحت الأسبوع الماضي أن الشركة لم تستجب لطلبها بإغلاق المنصات التي تسرب بيانات مؤسسات الدولة الرسمية والبيانات الشخصية للمواطنين. لكن السلطات قررت السماح باستئناف خدمات التطبيق في البلاد اليوم مقابل التزام الشركة المالكه له بالتعاون معها وفق صفقة "التعاون مقابل رفع الحجب". وقد تباينت المعلومات حول أسباب حجب تطبيق تلغرام بين تسريب معلومات أمنية حساسة تخص مسؤولين في القوات الامنية والحشد الشعبي وبين تقييد عمليات التاثير على الحملات الانتخابية لزعماء سياسيين سيخوضون الانتخابات المحلية المقررة أواخر العام الحالي. فقد اشارت قناة "الحرة" الممولة من وزارة الخارجية الاميركية في تقرير لها تابعته "العالم" الى ان بعض قنوات تلغرام قد سرّبت مؤخرا بيانات أمنية تضمن بعضها أسماء ضباط وزارة الداخلية أو أسماء ضباط المخابرات مع معلومات تعريفية مثل رقمهم العسكري أو حتى عناوين بعضهم. كما وزعت قنوات أخرى بيانات يبدو أنها مسربة من خوادم الأمن الوطني العراقي تحوي أسماء عناصر في تنظيم داعش وأخرى لأسماء منتسبي الحشد الشعبي. لكن معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى اشار في تقرير له، نهاية الأسبوع الماضي، الى ان الخلافات بين رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وغريمه اللدود زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وتنازع القوى داخل الاطار التنسيقي للقوى الشيعية وفصائلها المسلحة مع قرب الانتخابات المحلية تقف وراء قرار العراق بحجب التطبيق. واضاف المعهد، ان حظر تطبيق تلغرام جاء متزامنا مع دخول العراق فترة تنظيم الحملات لانتخابات المحافظات والتي ستُنظم في 18 كانون الأول ديسمبر 2023. وقال انه يبدو أن السوداني قد انحاز إلى عنصر واحد من "الإطار التنسيقي" وهو المالكي في دعم حملة حجب تطبيق المراسلة "تلغرام" وربما هدف هذا الحجب إلى الحد من الاستخدام السياسي للتطبيق في الانتخابات المقبلة الأمر الذي يصب في مصلحة الجهات الفاعلة في "الإطار التنسيقي" مثل "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله" وفي المقام الأول منافس المالكي الأكثر مرارة مقتدى الصدر. وبين المعهد، ان القيود المفروضة على "تلغرام" قد تؤدي في الأشهر التي تسبق الانتخابات إلى تخفيف التهديد الخطير المتمثل في الحشد الجماهيري السريع من قبل الصدريين ضد البنية التحتية الانتخابية للمالكي في جميع أنحاء جنوب العراق كما حدث عندما تم إحراق عدد من المكاتب التابعة للمالكي في 17 تموز/يوليو 2023.