صياد عراقي محتجز في الكويت يروي قصة السمكة الثمينة
15-تشرين الثاني-2023

بغداد ـ العالم
بعد ان ضاقت به سبل العيش بغياب الاسماك عن شط العرب في البصرة، وتعرضه سابقاً لالقاء قبض من قبل السلطات الايرانية، توجه صائد الاسماك عبد الجبار ابراهيم حسن، مع نجله وشخصين آخرين الى خور عبد الله في محاولة منهم لصيد اسماك، يستطيعون من خلالها تأمين لقمة عيش لعوائلهم، الا أن تفاجأوا بزورق تابع لخفر السواحل الكويتية يطلق النار عليهم ويصيبوا أحد افراد زورق الصيد العراقي بجروح. خور عبد الله يقع في شمال الخليج، بين جزيرتي بوبيان ووربة الكويتيتين وشبه جزيرة الفاو العراقية، ويمتد خور عبد الله إلى داخل الأراضي العراقية، مشكلاً خور الزبير الذي يقع به ميناء أم قصر العراقي.
عبد الجبار ابراهيم حسن تولد 1965، متزوج ولديه خمسة أبناء وأربع بنات، من اهالي ابي الخصيب في البصرة، يروي تفاصيل ما جرى لهم ولباقي الصيادين منذ عملية اطلاق النار واحتجازهم، مروراً بإجراءات التحقيق من قبل السلطات الكويتية، لحين عودتهم الى ذويهم. يقول انه اعتاد مهنة صيد الأسماك منذ اكثر من 30 سنة، ويعمل أولاده معه في هذه المهنة.
يوم الثامن من شهر تشرين الاول الماضي، واثناء خروجهم الى خور عبد الله من أجل صيد الاسماك، ألقي القبض عليهم من قبل خفر السواحل الكويتية، علماً أنها المرة الأولى التي يتم القبض عليه من قبل السلبطات الكويتية، واحتجزوه مع ثلاثة صيادين آخرين لمدة شهر تقريباً. "نعمل في خور عبد الله. كنا اربعة اشخاص خرجنا للصيد لكننا لم نحصل على سمك، حيث حصل يومها (8 تشرين الاول 2023) اطلاق نار من زورق تابع لدورية من خفر السواحل الكويتي، وتعرض احد الذين كانوا معنا، يدعى عبد الله ناظم أمين، الى الاصابة جراء اطلاق النار"، وفقاً لكلام عبد الجبار ابراهيم حسن. ويضيف: "قام خفر السواحل بأخذنا للاحتجاز، وكذلك تم احتجاز زورقنا. قاموا بتقييد أيادينا ومن ثم بعد ان تم اخذنا الى السجن عصبوا اعيننا"، مردفاً: "كانت معاملتهم لنا جيدة ولم نتعرض للضرب". ويشير الى ان السلطات الكويتية قامت بالتحقيق معهم، حيث سألتهم لماذا وكيف دخلوا الى خور عبد الله، "قلنا لهم ان جهازنا (الذي يحدد الاماكن) تعرض للعطل، ونحن في خور عبد الله ولم ندخل الكويت، ومن ثم اخذونا الى مخفر شرك وبعدها الى النيابة، وقالوا لماذا تمتلكون سلاحاً؟، لكننا نفينا ذلك، وبعدها قاموا بأخذ عينات من أظافرنا وملابسنا لأجل التحليل، ولم يظهر لدينا اي شيء". عبد الجبار ابراهيم حسن، يقول أيضاً: "من ثم اخذونا الى مخفر ثالث وزرقونا ابر للتحليل من المرض، وبقينا 3 ايام هنالك، ومن ثم أخذونا الى مخفر اخر بقينا هناك لمدة اسبوع، وبعد ذلك اخذونا الى قاضي التأجيل الذي تحدث معنا عبر شاشة. قال لنا: لماذا أطلقتم النار على خفر السواحل؟ فقلنا لم نطلق النار لاننا لا نملك سلاحاً ابداً. فقط لدينا سكين لعمل الاكل وقطع الحبل بها"، مبيناً "طلبنا من القاضي الحصول على اخلاء سبيل، لكنه أخبرنا بأن هذا الشيء سيتأجل لمدة 14 يوماً". ويشير: "بقينا في سجن اخر لمدة سبعة ايام، وبعدها تم أخذنا الى سجن آخر لمدة سبعة ايام ايضاً"، مردفاً: "كانوا يقدمون لنا الطعام 3 مرات يومياً".
بخصوص عملية اطلاق سراحهم، يقول عبد الجبار ابراهيم حسن ان "السلطات الكويتية قامت بختم جوازات لنا، ومن ثم سلمونا الى الجانب العراقي عبر منفذ سفوان، حيث جاء معنا الى المنفذ السفير العراقي في الكويت، ومن ثم عدنا الى بيوتنا، ومن هناك قمنا بزيارة دائرة الاستخبارات لتسجيل العودة".
أما بشأن تفكيره باحتمال تعره للاعتداء او الضرب من قبل السلطات الكويتية، يوضح عبد الجبار ابراهيم حسن: "انا رجل كبير السن ولم احسب حساباً للتعرض الى الضرب. من يذهب الى البحر يذهب الى الموت". وحول مصير عملهم، يتساءل: "اين نعمل؟ لا نعرف غير هذه المهنة. عملنا سابقا في شط العرب وايضاً اعتقلنا الايرانيون، حيث تعرضت للاعتقال من قبل الايرانيين قبل ثلاث سنوات وتم احتجازي لمدة خمسة أيام، ومن ثم سجنت في العراق خمسة ايام، وخرجت بعدها بكفالة"، مضيفاً أن "الايرانيين تعاملوا معي بشكل جيد، ولا اعرف كيف تعاملوا مع غيري". "كان الصيد جيداً في شط العرب ولاسيما في الصيف من حيث صد عدد من الانواع من الاسماك، منها الصبور وغيرها"، مستدركاً ان "السلطات الكويتية تقول لنا ان خور عبد الله ليس لكم. فقط الارض لكم"، حسب قوله. ويلفت عبد الجبار ابراهيم حسن الى انه كان يعمل في شط العرب بمحافظة البصرة، حيث كان يحصل في بعض الأحيان على 100 الف او 50 الفاً، واحياناً لا يحصل على سمك.
وينوّه الى انه "في خور عبد الله هناك سمك من نوع الشماهي، يبلغ سعر الكيلوغرام للذكر منه نحو 100 دولار، وهو يبلغ حجمه كمتوسط بين 15 – 25 كيلوغراماً". ويتساءل صياد السمك عبد الجبار ابراهيم حسن: "الكويتيون والايرانيون يعتقلوننا. بينما يقوم الصيادون الكويتيون بالصيد في خور عبد الله بكثرة. اين نذهب واين نصيد السمك؟ لكن لا حول ولا قوة لنا". حول ما قام به بعد الافراج عنه من قبل السلطات الكويتية وعودته الى المنزل، يؤكد عبد الجبار ابراهيم حسن: "لم اعمل منذ خروجي، ولا املك الف دينار في بيتي. لا يوجد حل لنا، ولا استطيع العمل في مهنة اخرى". وخلص حسن الى القول: "لدينا زوارق بماكنة واحدة، بينما لدى خفر السواحل الكويتية زوارق بثلاث مكائن. اذا لحقوا بنا اعتقلونا. لا نملك بحراً الى اين نذهب؟".

النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech