ابراهيم سبتي
إن التاريخ يخبرنا ويذكرنا بما فعلته الحرائق في تدمير والتهام المدن والاحياء بفعل النيران، التي لا ترحم فتأكل كل شيء في طريقها، الأمر الذي يبعث في النفس الحاجة الدائمة لتوفير الوعي المفقود تجاه هذه الكارثة المفجعة
تندلع الحرائق لعدة أسباب، فقد تنشّب بالصدفة أو بسبب حادث متعمد أو بسبب اهمال ما.. انها بالتأكيد نكبة وواقعة مدمرة ومكلفة.. وقد يتسبب الحريق بخسائر بشرية وهو الأمر الأكثر فجيعة في الحادث، ناهيك عن الكوارث والخسائر المادية الكبيرة والفادحة.
ان الحرائق عندما تنشّب فقد يكون من الصعب السيطرة عليها وربما يمكن اخمادها في البيوت مثلا ان كان هناك من يستطيع ذلك بسرعة وقبل امتدادها واتساعها.
وقد لاحظنا ان حوادث الحريق قد كثرت في العراق في السنوات الاخيرة واعتقد بانها ناتجة عن الإهمال أولاً، لان اكثرها يحدث بسبب خلل في الربط الكهربائي، الذي لا تتم معالجته أو بسبب وضع مصدر النيران قرب الستائر أو المواد القابلة للإشتعال وتكون المطابخ اكثر الأمكنة عرضة لحوادث الحريق نتيجة لتسرب الغاز ولا يعالج الامر مبكرا وسريعاً.
اما في الممتلكات الأخرى فلربما تتعدد الأسباب فأما ان يكون متعمدا أو بسبب التماس الكهربائي أو بسبب الإهمال والفساد.
وفي هذا الصدد، اصدرت مديرية الدفاع المدني في العراق بيانا في العام الماضي قالت فيه ان التماس الكهربائي هو السبب الأعلى نسبة من بين نشوب الحرائق ( تصدّر التماس الكهربائي بسبة 60 % نتيجة تذبذب التيار الكهربائي الوطني والشبكات العنكبوتية للأسلاك الكهربائية المتدلية للمولدات الأهلية لتشكل النسبة الأعلى من مسببات اندلاع حوادث الحريق في العراق، ).
وهذا الأمر حسب تصورنا ممكن بالفعل بسبب قِدَم التأسيسات الكهربائية ان كانت في الشوارع أو داخل البيوت اما لعدم اعادة تأهيلها أو استبدالها، أوعدم صيانتها من وقت لأخر، ربما يكون معززا لهذه النسبة.
ان السلامة والوقاية من اي حادث وليس فقط الحريق، يحتاج إلى توخي الحذر والمراقبة المستمرة وتطبيق ابسط شروط السلامة وخاصة في البيوت، التي لم تطبق معايير السلامة مثل تركيب انظمة الإنذار من الحرائق وهي موجودة في الأسواق ويمكن تركيبها كأي جهاز في البيت.
اما بالنسبة للأسواق والمحال التجارية والمخازن والممتلكات العامة الأخرى، فينقص معظمها شروط السلامة مثل اجهزة الإنذار المبكر والحماية واجهزة الاطفاء.
كما من الضروري توفير مطافئ الحريق فيها.
إن أكثر الخسائر التي تحدث في المخازن والبنايات والمحال، نتيجة عدم وجود ابواب طوارئ وهو من الأسباب الرئيسية التي تُكبّد المكان الخسائر الفادحة بشرياً ومادياً.
وهو ما يمكن معالجته في الأبنية الحديثة واعتباره شرطاً مهماً في منح الموافقات الأصولية.
ان الجهود المبذولة في احتواء الحرائق وهي كبيرة حقاً يمكن اختزالها وتلافيها بزيادة الوعي للفرد ويبدأ ذلك من المدرسة وإعطاء تعليمات ولوائح والتدرب على استخدام اجهزة اطفاء الحريق.
اضافة إلى عمل برامج توعوية في لإعلام المرئي والمسموع والمقروء، لزيادة الإستعداد النفسي والجسدي للقيام بأعمال تمكنه من تفادي الكارثة وتقليل الخسائر.
إن التاريخ يخبرنا ويذكرنا بما فعلته الحرائق في تدمير والتهام المدن والاحياء بفعل النيران، التي لا ترحم فتأكل كل شيء في طريقها، الأمر الذي يبعث في النفس الحاجة الدائمة لتوفير الوعي المفقود تجاه هذه الكارثة المفجعة.
إن التماس الكهربائي هو المتهم الأول لمعظم الحرائق يمكن معالجته من قبل دوائر الكهرباء أو من قبل المواطن نفسه، إن كان الخلل داخل بيته وأن تكون المعالجة سريعة ومبكرة ولا تهاون في ذلك لتفادي حدوث المصائب.
واعتقد أن لا شيء في مأمن من نشوب الحرائق فصارت كعدوى قابلة للانتشار وكل مكان معرض لها إن كان في البيت أو الاسواق والمحال والمخازن التجارية وحتى البساتين والمزارع، وكل شيء قابل للاحتراق ويجب التعامل معها بجدية ومنحها اهمية قصوى في معالجة الأسباب قبل نشوبها والتورط بالنتائج.