بغداد ـ العالم
يبدو أن العراق غير مكتوب عليه الاستقرار والعيش بهدوء، إذ ينتظره إلى جانب التحديات التي باتت تعتبر "طبيعية وعادية"، تحديات كبيرة مقلقة، وبعضها غير مسبوق تبدأ مع الدخول في العام الجديد 2025، بحسب مراقبين.
ويشدد المراقبون، أن على الحكومة العراقية الإسراع بتنفيذ إصلاح سياسي وتوحيد الصفوف والكلمة لإنقاذ البلاد من تلك الأخطار.
وفي هذا السياق، يقول المحلل السياسي، غالب الدعمي، إن "أمام العراق تحديات كثيرة في 2025، منها ما هو أمني واقتصادي وخدمي".
ويعتبر الدعمي أن "أبرز التحديات هو التحدي الأمني، ولاسيما بعد الأحداث الأخيرة المفاجئة التي حصلت في سوريا، وما تشكل من هاجس لدى المواطنين والسلطة في العراق".
ويضيف، "أما التحدي الآخر، فهو التحدي الاقتصادي ولاسيما بعد إعلان ترامب عزمه العمل على إنهاء الحروب، ومنها الحرب الروسية – الأوكرانية، وبالتالي قد تؤدي إلى عودة روسيا إلى السوق النفطية العالمية، ما يسبب انتكاسة كبيرة في أسعار النفط".
ويتابع، "في وقت يشكل النفط النسبة الأكبر من موارد الموازنة العراقية، وهنا تكون الطامة الكبرى بالنسبة للشعب العراقي، وقد تؤدي إلى انعكاسات خطيرة على الشارع والرأي العام والموقف الشعبي من الحكومة".
وعن التحدي الثالث، يقول إنه "الخدمات المتمثلة بتوفير الكهرباء، وهو تحدٍ خطير على الحكومة العراقية".
ويرى الدعمي، أن "الحكومة العراقية إذا استطاعت مواجهة هذه التحديات الثلاثة فلا ضرر عليها من أي أخطار أخرى".
من جهته، يقول المحلل السياسي، عقيل عباس، عن ما ينتظر العراق من تحديات في العام الجديد، إن "هناك تحديات عادية تتعلق بالحوكمة المرتبطة عموماً بفشل الدولة في تأدية مهماتها العادية الطبيعية التي هي تقديم الخدمات والصناعة لتوفير فرص العمل وحكم القانون وحصر السلاح بيد الدولة وما إلى ذلك". ويبين عباس أن "هذه التحديات هي مستمرة منذ سنوات ومعالجتها تتكرر في المناهج الوزارية للحكومات التي صادق عليها البرلمان، لكنها تفشل بمعالجتها".
وإلى جانب تلك التحديات، يرى عباس، أن "هناك تحديات إضافية كبيرة ومقلقة على العراق في 2025، خاصة مجيء إدارة أمريكية تنظر إلى العراق بارتياب ومستعدة لعدم التعاطي معه كحليف أو صديق وإنما كخصم - غير معلن ربما - وتعتبره إدارة ترامب جزءاً من النفوذ الإيراني".
ويؤكد، أن "التحدي أعلاه هو جديد وغير مسبوق، وأن الطبقة السياسية غير مستعدة له، لأنه قد يتضمن إجراءات اقتصادية وعقابية تؤذي العراق كثيراً".
ويشدد عباس على أهمية "إجراء إصلاح سياسي سريع بإخراج العراق من منطقة النفوذ الإيراني وحصر السلاح بيد الدولة، ليظهر العراق دولة قائمة بذاتها وليس جزءاً من مشروع إقليمي أوسع". بدوره، يقول المحلل السياسي، سيف السعدي، إن "العراق يترقب موعد تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 20 كانون الثاني المقبل واتخاذه خطوات تخص منطقة الشرق الأوسط".