بغداد - العالم
توصلت دراسة فيدرالية جديدة إلى أن الأفكار الانتحارية لا تنتاب الأشخاص الذين يتناولون أدوية السكري والسمنة الشائعة “أوزمبيك” و”ويغوفي” بنفس القدر المسجّل بين أولئك الذين يتناولون أدوية أخرى لعلاج نفس الحالات.
وموّلت معاهد الصحة الوطنية الأميركية البحث الذي نُشر الجمعة، بينما تدرس الهيئات التنظيمية الأوروبية والأميركية التقارير المتناقلة التي تدقق في الروابط بين الرغبة في الانتحار وتناول دواء سيماغلوتايد.
وعمل باحثون من معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة “كيس ويسترن ريزيرف” على تحليل السجلات الطبية الرقمية التي تغطي أكثر من 1.8 مليون مريض يتناولون عقار سيماغلوتايد أو دواء آخر لعلاج السمنة أو مرض السكري بين 2017 و2022. وكان من بينهم حوالي 240 ألف مريض يعالجون السمنة أو زيادة الوزن وما يقرب من 1.6 مليون مريض يكافحون السكري.
ووجدوا أن خطر تفكير الأشخاص الذين يتناولون عقار سيماغلوتايد في الانتحار كانت أقل بنسبة 49 في المئة إلى 73 في المئة مقارنة بالذين يتناولون دواء بديلا خلال فترة متابعة مدتها ستة أشهر.
ودعا الباحثون إلى التقييم الدقيق لتقارير الأفكار الانتحارية المرتبطة بالأدوية ومتابعة المرضى لفترات أطول. ولم تدقق مراجعاتهم سوى في المرضى الذين يتناولون سيماغلوتايد أو دواء آخر لمرض السكري أو السمنة، ولم تشمل أولئك الذين يتناولون العقار المذكور للتخفيف من مشاكل صحية أخرى.
كما أشار الدكتور رونغ شو، وهو مؤلف مشارك في الدراسة من جامعة كيس ويسترنريزيرف، إلى أن السمنة والسكري يعتبران بالفعل من عوامل الخطر في ما يتعلق بالأفكار الانتحارية. لكن الدراسة لم تكن مصممة لتحديد ما إذا كانت أدوية السكري تؤثر على الأفكار الموجودة مسبقا.
الملايين من الأشخاص في الولايات المتحدة يتناولون عقار سيماغلوتايد، الذي ارتفعت شعبيته منذ الموافقة على عقار ويغوفي لعلاج السمنة
وأجرى العلماء مراجعتهم بعد أن قالت وكالة الأدوية الأوروبية في يوليو إنها تراجع حوالي 150 تقريرا عن حالات إيذاء النفس والأفكار الانتحارية المرتبطة بعقار سيماغلوتايد ومحفزات مستقبلات الببتيد شبيه الغلوكاغون. وتستهدف هذه الأدوية الهرمونات الموجودة في الأمعاء والدماغ التي تنظم الشهية والشعور بالامتلاء. لكن آليات أدوية إنقاص الوزن القديمة مختلفة.
وقالت مجموعة مراقبة الأدوية التابعة لوكالة الأدوية الأوروبية في ديسمبر إنها ستطلب المزيد من البيانات من شركة الأدوية نوفو نورديسك حول التقارير.
كما تحقق إدارة الغذاء والدواء الأميركية في تقارير غير مؤكدة عن أفكار أو محاولات انتحارية بين الأشخاص الذين يتناولون محفزات مستقبلات الببتيد شبيه الغلوكاغون.
ويتناول الملايين من الأشخاص في الولايات المتحدة عقار سيماغلوتايد، الذي ارتفعت شعبيته بشكل كبير منذ الموافقة على عقار ويغوفي لعلاج السمنة في يونيو 2021.
وقال متحدث باسم نوفو نورديسك إن الدراسة الجديدة تعكس بيانات الشركة المجموعة من التجارب السريرية الكبيرة منذ طرح الدواء في السوق. وأظهرت غياب “ارتباط سببي” بين سيماغلوتايد وأفكار الانتحار أو إيذاء النفس.
وأوزمبيك هو دواء يؤخذ على شكل حقن تحت الجلد، يحتوي على المادة الفعالة السيماغلوتايد، المستخدمة في:
السيطرة على مستويات السكر في الدم لمرضى السكري من النوع الثاني، جنبا إلى جنب مع اتباع حمية غذائية، وممارسة التمارين الرياضية. وتساعد إبرة أوزمبيك على خفض نسبة السكر التراكمي في الدم بشكل ملحوظ.
كما تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الرئيسية، مثل النوبة القلبية، أو السكتة الدماغية، أو الوفاة لدى البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.