علاء الركابي: أكثر من 200 شعلة مستمرة بحرق الغازات في العراق
14-آذار-2023
بغداد ـ العالم
أفاد أمين عام حركة امتداد علاء الركابي، بأن هنالك اكثر من 200 شعلة مستمرة في حرق الغازات المصاحبة في العراق، مشيرا الى انها تسهم في زيادة الانبعاثات الكاربونية في الجو.
وقال علاء الركابي، ان "العراق يعد أحد الدول الخمس الاكثر تضرراً بالتغيرات المناخية على مستوى العالم"، مبينا ان "مناطق جنوب العراق هي الاكثر تضرراً داخل البلاد، مثل محافظات ذي قار والبصرة وميسان والديوانية والمثنى".
وأضاف الركابي: "نحن بحاجة الى جهود حكومية حقيقية وخطط ستراتيجية حقيقية، كي نواجه هذه التهديدات التي بدأت تهدد الاهالي الموجودين في المناطق الزراعية، والذين اضطروا الى الهجرة الى المدن"، مردفا انه "في داخل المدن ايضاً ستكون هنالك تهديدات بسبب شح المياه وارتفاع درجات الحرارة".
ولفت امين عام حركة امتداد، الى ان "المناطق الجنوبية هي الاكثر تواجداً لحقول النفط في العراق، كما ان هنالك اكثر من 200 شعلة مستمرة في حرق الغازات المصاحبة، ما تسهم في زيادة الانبعاثات الكاربونية، لذلك نحن امام تحد كبير ومسؤولية كبيرة لوضع خطط ستراتيجية لمواجهة هذه التحديات".
بخصوص إحصائيات المواطنين المهاجرين من الريف الى المدن بسبب شح المياه، اوضح علاء الركابي انه "لا توجد ارقام دقيقة بهذا الصدد، لكن الهجرة بدأت بالفعل منذ سنين طويلة".
وأشار علاء الركابي الى ان "مناطق الأهوار والكثير من المناطق التي كانت الناس تعتاش عليها من خلال الزراعة وتربية المواشي ورعاية الاغنام، اصبحت تعاني من الجفاف، لذلك بات العيش فيها مستحيلاً، بسبب شح المياه"، مضيفاً: "لذلك ينبغي ان يكون هنالك جهد حكومي لتوفير فرص العمل لهم، لأجل ان يلقى الناس فرصاً للعيش في البلد بكرامة".
بشأن المتابعة والاجراءات الرقابية على هذا الموضوع، بيّن علاء الركابي ان "هنالك ضغطاً داخل لجنة الصحة النيابية على الجهود الحكومية، من اجل توفير تخصيصات مالية اكثر لدعم البرامج التي من الممكن ان تقاوم التغيرات المناخية".
تفاقمت أزمة الجفاف في العراق خلال السنوات الأخيرة بسبب الانخفاض القياسي في هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة بسبب تغيّر المناخ، وانخفاض تدفق الأنهار من البلدان المجاورة للعراق، فضلاً عن الافتقار إلى الاستثمار وإدارة المياه على المستوى الوطني، مما أدى إلى تدهور نوعية المياه وكميتها.
يذكر ان محافظة البصرة، شهدت يومي الاحد والاثنين (12 و13 اذار 2023) اقامة مؤتمر العراق للمناخ وبمشاركة دولية وإقليمية وحكومية، حيث قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في كلمة له خلال المؤتمر، ان التغيرات المناخية التي تمثلت بارتفاع معدلات درجات الحرارة، وشُحّ الأمطار، وتناقص المساحات الخضراء، هددت الأمن الغذائي والصحي والبيئي والأمن المجتمعي، وتسببت بتضرر اكثر من 7 ملايين مواطن عراقي. وأضاف السوداني ان "الأولوية الوطنية للحد من التغير المناخي تمثلت بتقديم المساهمة المحددة وطنياً لخفض الانبعاثات، وإعداد الاستراتيجيات الوطنية للبيئة والتنوع البيولوجي ومكافحة التلوّث"، مشيرا الى العمل على "إعداد رؤية العراق للعمل المناخي لغاية العام 2030". رئيس الوزراء أضاف: "وجّهنا بعقد هذا المؤتمر ليمثل بداية انطلاقة واعدةٍ في العمل البيئي والمناخي تتناسبُ وحجم التحديات التي نواجهها"، مردفاً ان "الحكومة سعت ضمن برنامجها الحكومي لمنح الاولوية لمواجهة آثار التغيرات المناخية عبر عدد من المشاريع التي تسهم في تقليل الانبعاثات".
وذكر محمد شياع السوداني، ان "المشاريع تتضمن إنشاء محطات الطاقة المتجددة، وتأهيل مواقع الطمر الصحي المغلقة، ومشاريع مكافحةِ التصحر، وتقنيات الرّي المقنِّنة للمياه، ومعالجاتِ المياه الثقيلة"، مبيناً: "وقعنا مؤخراً عقود جولة التراخيص الخامسة لاستثمارِ الغاز المصاحب ووقف حرقهِ لخفض الانبعاثات الكربونية بنسبٍ كبيرة، وماضون في توقيع عقودٍ لإنشاء محطات توليد الطاقة من المصادرِ المتجددة، لتغطي ثلث حاجتنا من الكهرباء بحلول العام 2030".
"سيتولى المجلس الوزاري الاقتصادي وضع إطارٍ زمني، لتنفيذِ مشاريع ستراتيجيات التنوع البيولوجي ومكافحةِ التلوث، ووثيقة المساهمة الوطنية لخفضِ الانبعاثات، ووجّهنا بتوسعة المبادرة الوطنية لخفض الانبعاثات لتشمل مختلف القطاعات، وتشكل حُزمة مشاريع تقليل الزخمِ المروري في بغداد أحد الحلول لخفض الانبعاثات"، وفقاً لرئيس الوزراء العراقي.
واعلن محمد شياع السوداني في المؤتمر عن "إطلاقِ مبادرة كبرى للتشجير، تشمل زراعة 5 ملايين شجرة ونخلة في عموم محافظات العراق، يرافقها إطلاق دليل وطني للتشجير الحضري ولأوّل مرّة في العراق"، مضيفاً: "أطلقنا مشروع تنمية الغطاء الطبيعي بهدف مكافحة التصحر من خلال تعاقدات مهمة مع شركات عالمية متخصصة وبالذات في مناطق نشوء العواصف الترابية محلياً".
ولفت محمد شياع السوداني الى ان "محافظة البصرة لها الأولوية في تنفيذ هذه المشاريع بسبب وضعها البيئي الحرج، فرعاية بيئة البصرة، هي المعيار لجدّية الحكومة في معالجة ملف التأثيرات البيئية"، موضحا ان "مجلس الوزراء سيخصص جلسات دورية لمتابعة تنفيذ أجندة العراقِ المناخية، وتنفيذ المشاريع البيئية".
السوداني، دعا "الدول الصديقة ومنظمات الأمم المتحدة كافة، لدعمنا في مواجهة آثار التغيرات المناخية، وندعو الدول الأطراف في الاتفاقيات الدولية البيئية، لتعزيز بنود التعاون الدولي في الإدارة المشتركة لأحواض الأنهار العابرة للحدود، والحفاظ على حقوق الدول المتشاطئة".
وحذّر محمد شياع السوداني من ان "الانفراد بالتحكم بالمياه في دول المنبع يزيد من هشاشة الدول في مواجهة تأثيرات التغيرات المناخية، وسندعو لمؤتمر إقليمي يعقد في بغداد قريباً، لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك، وتبادل الخبرات والبرامج بين دول الإقليم في مواجهة التأثيرات المناخية".