عن (بغداد) التي استرخصت نفسها
3-كانون الثاني-2024

سلام عادل

حين سكتت بغداد مئات المرات عن الاعتداءات الأمريكية، بما فيها جرائم الاغتيالات والقصف الممنهج لحراس البلاد، على رأسهم بالطبع (قادة النصر)، صار العراق بنظر واشنطن مجرد (زريبة) لا معنى لحياة الحيوانات التي فيها، بل ولا قيمة لها غير كونها حيوانات معدة للذبح متى ما شاء الذباح، سواء لاغراض تجارية تتناسب مع مصالحه، او حتى لاغراض التسلية في بعض الأحيان، وهو ما حصل منذ جرائم سجن أبو غريب.
وبالفعل، حين نستعيد ذكريات التعذيب في سجن أبو غريب، يتأكد لنا حجم الرخص والاسترخاص للمواطن العراقي بنظر الأمريكان، سيما وأن اعترافات جنود التعذيب، الذين مارسوا السادية والهوس المرضي على الاف العراقيين المعتقلين، وكان اعتقال 90‎% منهم بجنحة الشبهة، ما هو إلا شهادة مازالت حية، بدليل عدم تعويض الضحايا عما لحق بهم رغم مرور 20 سنة على تلك الحوادث الاجرامية، التي وقعت تحت علم الولايات المتحدة من قبل مجندين ومجندات يحملون الجنسية الأمريكية.
ولطالما اعتدت الولايات المتحدة على العراقيين بذريعة الرد على ما يتعرض له جنودها المتواجدين على الأراضي العراقية، باعتبار أن الدم الأمريكي من النوع الثمين، فيما لا قيمة للدم العراقي الرخيص، خصوصاً في ظل اكتفاء حكومات المنطقة الخضراء بالتنديد الخجول عبر بيانات لا تكلف غير سطرين من الإنشاء الممل، وصار مؤخراً يجري إدانة العراقيين بدل الأمريكان، بل وحتى التبرع لحماية القواعد الأمريكية.
ووصل الحال أن تصدر بيانات (رمادية الموقف) عن بعض القوى السياسية المشتركة في السلطة والبرلمان، ساوت بين الأجنبي المحتل والوطني المقاوم، كنوعية البيانات التي صدرت عندما تعرض مركز لصناعة الأوكسجين تابع للحشد في محافظة بابل إلى قصف بطائرات امريكية مسيرة، ارتقى جراءه شهيد مع جرح عدة اشخاص، وكان مضمون البيانات قد انطوى على إدانة للعراقيين الوطنيين، وهو ما يمثل أعلى حالات الانتهازية السياسية.
ومن هنا تبدو (بغداد) رخيصة ومسترخصة لنفسها حين تقبل الخنوع والذل الذي هي فيه الان، والذي يشمل تنازلها عن ابسط حقوق السيادة التي يكفلها النظام الدولي، مقارنة مع دول اخرى جعلت كرامتها فوق أي مصلحة، كالذي يحصل في (اليمن) اليوم، والذي كان محاصراً في 2015، فيما صار هو من يحاصر في 2023، من دون ان يرتجف او يخاف من ترسانة امريكا وجنودها الذين يستخفون بدماء الناس.
وبالتالي، لا قيمة لأي حكومة تتشكل في بغداد، ولا أي انجازات لها، في حال كانت السيادة غائبة، وحين لا يتم كتابة جملة واضحة على جواز السفر العراقي تفرض حماية حامله، مثل ما مكتوب على جوار السفر الأمريكي، ان حامل هذا الجواز "تحت حماية الولايات المتحدة فوق أي أرض وتحت أي سماء"، او تلك الجملة المكتوبة على الجواز البريطاني "تقاتل المملكة حتى آخر جندي لديها من أجل حامل هذا الجواز".
وفي الختام .. مازالت دماء قرابة ثلاثة ملايين عراقي سقطوا جراء الحملات العسكرية الأمريكية تنتظر حساباً وعقاباً، وهي في رقبة أي حكومة عراقية تدعي أنها (مسؤولة)، ومازالت دماء (قادة النصر) التي سالت على مطار بغداد تراقب كل من يسكن قصور المنطقة الخضراء بجوار سفارة واشنطن، التي لم يعد هناك معنى لبقائها في البلاد، لكونها سفارة أعداء وليس أصدقاء.
نقلاً عن (شبكة أنفو بلس)

النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech