صباح الأنباري
الصامتون: رجل الرمح يرتدي سروالاً أزرق وقميصاً أبيض معلم بخطين أزرقين ورأس رمحه مزين بنجمة سداسية/ شاب ف مقتبل العمر.
المنظر: المسرح خال تماماً إلا من مجسم خريطة فلسطين المعلقة على الجدار الخلفي للمسرح وتظهر عليها مدينة غزة بوضوح شديد.
يظهر رجل الرمح من مكان مظلم على خشبة المسرح. يلتفت يمنة ويسرة وإذ يكتشف خلو المكان فانه يرفع رمحه مهدداً به بما يوحي أنه سيقدم على فعلة نكراء. ينظر الى خريطة فلسطين بازدراء وحقد دفين. يتقدم منها مثل صائد يسعى خلف طريدته. يقف أمام الخريطة يحرك الرمح الى الوراء والأمام في استعداد للطعن. يطعن الخريطة غارزا رأس الرمح في قلب مدينة غزة فتتفجر منها الدماء غزيرة مثل شلال مندلق. تسيح الدماء على الأرض مقتربة من رجل الرمح فيبدأ بالتراجع خطوة خطوة حتى يختفي خارج الكواليس. تفتح شاشة العرض البيضاء فنرى عليها فيلماً يصور حال المدينة: الدم يمخر في شوارعها مغطياً كل شبر فيها ومتحولاً الى طوفان يجرف كل شيء. يهرب الناس متخبطين في الدماء. ينزلقون بالدم. يجرفهم التيار بقوة رهيبة يصرخون من شدة الرعب. يقاوم شاب في مقتبل العمر التيارات الجارفة. يقف على قدميه يتحرك نحو الخريطة ينتزع منها الرمح فيتوف نزف الدم. يلتفت الى المكان الذي تحصن فيه رجل الرمح. يتوجه إليه مهدداً. يظهر رجل الرمح خائفاً متردداً متوسلاً بالشاب ألا يؤذيه. يتوقف عند الخريطة. يلصق ظهره بها. يتقدم الشاب منه بحذر، وبقوة وبأس شديدين، يغرز الرمح في جسده فيتوقف جامداً في محله ثم يبدأ جسده بالذوبان حتى يختفي. ينتزع الشاب الرمح من جسد الرجل. يمسكه بشكل أفقي وعلى ركبته يكسره الى نصفين. يرفع النصفين الى الأعلى ملوحاً بهما مع شعور كبير بالانتصار، يظلّ الضوء مركزاً عليه بحزمة دائرية ثم يبدأ بالاختفاء تدريجياً عند نهاية العرض المسرحي الصامت.