فريق كرة قدم من الفتيات رغم تحفظ المجتمع السوري
10-أيلول-2023
بغداد ـ العالم
ينضم عدد متزايد من الفتيات السوريات إلى فريق كرة القدم الأول للفتيات في الرقة، متحدين الأعراف الاجتماعية المحافظة في المدينة السورية.
إنها صورة زاهية تتناقض بشكل حاد مع العهد الذي كانت فيه المدينة تقدم آفاقًا قاتمة للنساء فقط، في الفترة التي أعلن فيها تنظيم الدولة الرقة عاصمة لها.
يتدرب فريق الفتيات الصغيرات في ملعب منعزل داخل ملعب الرقة الرئيسي، المعروف باسم الاستاد الأسود بعد أن استخدمته داعش لتنفيذ عمليات إعدام علنية.
في عام 2019، تمت استعادة الرقة، العاصمة الفعلية السابقة لخلافة تنظيم داعش المزعومة ويقطنها حوالي 300 ألف نسمة.
بعد أربع سنوات من التحرر من داعش، كان ظهور فريق كرة القدم النسائية بمثابة خطوة كبيرة لمشاركة المرأة في الرياضة بشكل عام.
لكن العادات القبلية العربية الراسخة في الرقة ومحيطها لا تزال تشكل تحديات للفتيات المراهقات.
غالبًا ما يقابل مفهوم لعب النساء لكرة القدم بالرفض في المدينة السورية.
ألما العبد الله، إحدى عضوات الفريق، قالت إن النساء في حيها أخبرن أسرتها أنه "من غير المناسب" أن تلعب كرة القدم.
وتضيف ألما: "أخبروني أن من المعيب أن أخرج للعب كرة القدم، لكنني خرجت"، مردفة أنها كي تواجه كلام المجتمع في الحي "لا تخرج إلا إذا أتى المدرب ليأخذها إلى التدريب".
لكن الجيران الرافضين يمثلون عقبة صغيرة مقارنة بما واجهته النساء في المدينة تحت الحكم المتشدد لداعش.
في ظل حكم داعش الذي دام خمس سنوات، واجهت النساء والفتيات في المدينة قيودًا شديدة.
عند خروجهن من المنزل أو السفر، كان يُطلب من النساء ارتداء البرقع الأسود، وبرفقة أحد أقاربها الذكور (المحرم).
ترى اللاعبات والطاقم التدريبي أن فريق الفتيات لكرة القدم يمثل خطوة مهمة في محاربة أيديولوجية تنظيم داعش، والتي لا يزال البعض في الرقة يتبعونها.
في هذا السياق، يقول صالح الموسى، وهو لاعب كرة قدم سابق ومؤسس فريق كرة القدم للفتيات، إنه غالبا ما يكون من الصعب الحصول على موافقة والدي الفتيات حتى تنضم إلى الفريق.
يقول الموسى، إنهم يعانون من عدم اقتناع الأهل في إرسال فتياتها إلى اللعب بكرة القدم، مؤكداً عدم القدرة لاستقطاب أي فتاة دون موافقة ذويها.
وتابع: "الحمد لله، تمكنا من تشكيل فريق لا بأس به. هو ليس فريقاً على مستوى متقدم، لأننا ما زلنا في بداية تجهيز الفرق".
وأشار إلى أن "معاناتهم الأكبر تكمن في عدم التزام الفتاة وترك الفريق بعد شهر أو شهرين من الالتحاق".
حاليا، يستعد فريق شابات الرقة لكرة القدم للمنافسة في بطولة محلية مقبلة في الطبقة، وهي جزء من محافظة الرقة.
