بغداد – العالم
وصف فلسطيني يقطن في مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، حياة سكان المدينة بأنها مأساوية بسبب عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ 4 أيام، والذي ألحق دمارا كبيرا بعشرات المنازل.
وقال علي محمود أبو زيد، الذي يقطن الحي الشرقي بالمدينة، في اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول إنه وأهالي الحي يعيشون وضعا مأساويا منذ 4 أيام.
وأضاف "هناك اجتياح إسرائيلي كبير للحي، والدمار في كل مكان"، وتابع "لقد دمروا شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، واقتحموا البيوت وشنوا حملة اعتقالات، ناهيك عن تخريب وتدمير وهدم المنازل".
وذكر أبو زيد أن نحو 50 جنديا إسرائيليا اقتحموا منزله واعتقلوا نجله محمود.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت المنزل بصورة مرعبة، وطلبت منه وعائلته تسليم أنفسهم، واحتجزتهم لنحو 4 ساعات، ونصبت قناصة على سطح البيت. وتابع "قبل انسحاب قوات الجيش، قالوا لي: لا تخرج من المنزل ولا تفتح النوافذ، نقوم بعملية عسكرية واسعة، ونطلق النار على من يخرج أو يفتح النوافذ".
ولفت أبو زيد إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي هدمت عشرات المنازل وأجزاء من المسجد والمقبرة في الحي.
وعن احتياجاته وغيره من سكان الحي، قال أبو زيد "نعيش ظروفا صعبة، دون مياه ولا طعام ولا كهرباء، ونتدبر أمورنا بصعوبة".
وأضاف "لدينا مسنة تحتاج إلى إجراء غسيل كلى، وقد وجهنا مناشدات لتأمين وصولها للمستشفى دون جدوى، فالجيش يطلق النار على كل من يتحرك بما في ذلك مركبات الإسعاف".
من جانبه، قال المسعف أحمد حمدان للأناضول، إن قوات الاحتلال أطلقت النار تجاه الطاقم الطبي على أطراف الحي الشرقي من جنين، دون وقوع إصابات.
وتابع "الاحتلال، منذ بدء العملية العسكرية، يعرقل حركة الطواقم الطبية ويمنعها من الاستجابة للنداءات في مخيم جنين والحي الشرقي" للمدينة المحاصرة.
ويتناقل الفلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا لدمار كبير تخلفه الآليات الإسرائيلية في الحي الشرقي، من تجريف للبنى التحتية وهدم للمنازل والمتاجر. كما تواصل طائرات إسرائيلية مُسيرة وأخرى مروحية التحليق في سماء جنين، مع سماع تبادل لإطلاق النار. ومنتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق عملية عسكرية واسعة النطاق شمالي الضفة، وأن قواته تشن عملية متزامنة في جنين وطولكرم.
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، جنين وطولكرم ومخيماتهما ومخيم الفارعة، قرب طوباس، تحت غطاء من سلاح الجو، قبل أن ينسحب، الخميس، من مخيم الفارعة وطولكرم، في حين لا يزال عدوانه مستمرا في جنين.
اما الجمعة فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء في شمالي الضفة منذ فجر الأربعاء إلى 20 بعد استشهاد مسن فلسطيني في الحي الشرقي بمدينة جنين.
تجددت الاشتباكات في مخيم جنين بالضفة الغربية فجر السبت بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي وسط دوي انفجارات، وذلك في اليوم الرابع لما أسمتها إسرائيل العملية العسكرية الواسعة شمال الضفة.
حيث اقتحمت آليات عسكرية من بينها جرافات مخيم جنين ، فيما يتمركز عشرات من جنود المشاة الإسرائيليين على مشارف المخيم.
أن قوات الاحتلال فجرت منازل مواطنين فلسطينيين في حي الجابريات الملاصق لمخيم جنين.
في غضون ذلك، قالت كتيبة جنين في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليها تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة معدة مسبقا في آلية عسكرية بمحور شارع الجابريات، مؤكدة إيقاع إصابات في صفوف قوات الاحتلال.
وأضافت الكتيبة أن المقاومين يواصلون استهداف قوات الاحتلال بوابل من الرصاص في محاور حيفا والناصرة ونابلس ومحيط مخيم جنين.
في الوقت نفسه، اندلعت اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات من جيش الاحتلال اقتحمت بلدة كفر دان غرب جنين.
كما نعت الكتائب الشهيد محمد توفيق عوفي، وقد استشهد في اليوم السابق إثر القصف الجوي على طولكرم، الذي استشهد فيه القائد محمد جابر أبو شجاع. وبدأ جيش الاحتلال عمليته الموسعة في الضفة الغربية تحت غطاء كثيف من سلاح الجو، ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الهجوم بأنه الأكبر من نوعه منذ عملية "السور الواقي" عام 2002.
وبالتزامن مع حربه المستمرة على غزة منذ قرابة 11 شهرا، صعَّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته بالضفة، بما فيها القدس، فقتل أكثر من 670 فلسطينيا بينهم 150 طفلا، وأصاب أكثر من 5 آلاف و400، واعتقل ما يزيد على 10 آلاف.