فوائد الموكب
21-آذار-2023

هديل الجواري
أنْ يكون لك موكب من عجلات متشابهة الألوان والأشكال ـ والارقام ربما -، تتقدمه عجلة شرطة بصفاراتها المزعجة، ويتهادى سائقوه بين ضفتي الشارع يمينا وشمالا لحجب العجلات المدنية من اختراقه ـ لا سمح الله ـ. ان يكون لك ذلك فهو امر مدهش، ويبدو من ضروريات المسؤوليات وحتمياتها. وتأسيسا على القاعدة تلك: كلما كبر الموكب بذات الخصائص وزادت مهارات السائقين في المناورة والحصول على اكبر حجم من الشتائم، كلما كان دليلا على عظم المسؤولية ورفيع شأنها.
لكن المتعة ان تجرب ذات الشعور بوصفك مسؤولا، فإن لم تستطع، فجرب ان تتعقب موكبا او تتقدمه وقد افرغت الشوارع من زحاماتها وانتشرت الجيوش على جانبي الشارع وفي التقاطعات، وانت تسير دون توقف لتستمتع حينها ـ افتراضيا ـ بطعم المسؤولية التي لا تستفزها زحمة الانفاق ومفارق الشوارع ولا تسلب يومها مقتربات الجسور ومداخل المؤسسات والمدن.
جميل جدا ان تمر في تجربة ان ترى الشارع فارغا وثمة من ينادي بضرورة الإسراع لإفراغ الطريق أمام عجلات سيادته، فيما لو تقدمت موكبه؛ فما يكون الا ان تفرغ جم غضبك على مكبس الوقود مستمتعا بدقائق ملكية، وكأنك لا تنتمي الى ذات الطريق الذي تقطعه يوميا وقد اديت خلاله الواجبات الاجتماعية كافة، وهاتفت الاحياء وتصدقت على الموتى واخذت قيلولة قبل ان توقظك طرقات بائع مناديل او صوت امرأة تحمل طفلا وتشحذ بوجه شاحب، ستجد فيها والبائع موضوعا للتكهن بمصيرها ومصير الطفل والواقع الذي ادى الى تفاقم حال كهذه، ومآلاته وستقدم قراءات تحسدك ـ ربما ـ مراكز الابحاث المختصة. كل ذلك دون تحرك ببضعة امتار!
وأنت تخوض غمار تلك الحال بشكل شبه يومي ثم تجرب حالا اخرى لا ترى فيها توقفا، فلو تخيلت في تبادل ادوار مفترض، انك تمكث في عجلة مصفحة مظللة لا ترى الواقع بما هو، ولا تتحسس الطقس بتقلباته، ومع طبيعة الشوارع الخالية الا من الشتائم لن تتذوق طعم القيلولة على مشارف التقاطعات، فكيف لك وسط كل ذلك ان تعرف حجم المعاناة التي يقاسيها المواطن يوميا لتضع لها حلا؟
موكب احدى الرئاسات الثلاثة وفي لحظة فضول فرضته طبيعة الحركة في الشارع، كان يربو على نحو 60 عجلة تمتد من بوابة المنطقة الخضراء وحتى مدخل مطار بغداد، يعضدها على طرفي شارع المطار عسكري كل بضعة امتار، وفي انعطافات الشارع تقف دوريات تمنع دخول العجلات والمارة، ثم تخرج الدولة بكل طواقمها وفي منتهى قيافتها ومستوياتها لتعلن عن برنامج لتخفيف الزحامات في العاصمة بغداد.
مشاهد كهذه تصلح ان تكون مادة درامية تنافس عروض الشهر الفضيل ونحن على ابوابه، وهي تشبه ما قامت به الحكومات السابقة حين وقف وزير الداخلية الاسبق وسط اشارة المنطقة الخضراء المغلقة، وبعد منتصف الليل لينظم حركة السير، فيما لم تصمد وزارته بضعة ايام امام اغلاق مدخل غير قانوني الى مجمع الوزراء فتح تحت جسر القادسية المؤدي الى ساحة النسور ليجنب السادة الساكنين زحمة الوصول الى الساحة والاستدارة ومن ثم صعود الجسر باتجاه منازلهم الوزارية العامرة، وهم يتناسون كم الطوابير التي تسببها، والتي تمتد من المطب الصناعي المصنوع للمدخل الوزاري وصولا الى مدخل منطقة العامرية في طريق المطار.
مراقبون: نتنياهو يواصل تنفيذ مشروع «إسرائيل الكبرى»
11-كانون الأول-2024
السوداني وعبد الله يناقشان منع اتساع الصراع في الشرق الأوسط
11-كانون الأول-2024
الكتابة في درجة الغليان: ملاحقة الحدث أم معانقة التاريخ؟
11-كانون الأول-2024
«عالم تيم برتون» ينسج ملاذا لغريبي الأطوار
11-كانون الأول-2024
الكهرباء: توقف الغاز الإيراني سيستمر لمدة 15 يوماً
11-كانون الأول-2024
محكمة جنايات الكرخ تصدر حكماً بحبس محمد جوحي 4 سنوات بقضية التجسس
11-كانون الأول-2024
اللاجئون السوريون.. الحكومة لم تحدد موقفها والبرلمان يرحب
11-كانون الأول-2024
يوميات كلاويز.... المعرض التشكيلي ..الشعر والالوان
10-كانون الأول-2024
العراق يحصد سبعة أوسمة ملونة في البطولة الدولية بالقوس والسهم
10-كانون الأول-2024
اقتصاديون عراقيون: العملة الخضراء رهينة الأردن ودول الخليج
10-كانون الأول-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech