فوكس نيوز تحذر: داعش يعيش مرحلة عودة وتجدد في العراق
25-تشرين الأول-2022
بغداد ـ العالم
حذر تقرير لقناة "فوكس نيوز" الأمريكية من أن تنظيم داعش الارهابي في مرحلة "العودة والتجدد" في العراق، بالرغم من إعلان هزيمته، حيث يخوض حرب استنزاف وكر وفر في المناطق التي له تواجد قوي فيها.
وبحسب محللين، فإن هناك مؤشرات على أن تنظيم داعش، برغم إعلان هزيمته في العراق وسوريا اللتين احتل فيهما مساحات شاسعة، في مرحلة إحياء نفسه من خلال الهجمات المتزايدة التي يشنها في شمال وغرب العراق، مضيفا ان ذلك يشكل مدعاة للقلق تحتم مراقبته عن كثب.
"فوكس نيوز" في تقرير لها نقلت عن الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية في العراق فاضل ابو رغيف قوله إن داعش "بدأ يستعيد نشاطه في محاولة لجمع ما تبقى من اعضائه"، مضيفا أنه فيما خسر التنظيم مراكز قوته الرئيسية التي كان يتمتع بها في ظل الجيل الأول من قيادته، إلا أنه لا يزال يشكل خطرا في المناطق التي لا يزال قويا فيها، وتحديدا في المدن الشمالية بين صلاح الدين وكركوك وجبال ماما.
وبالاضافة الى ذلك، اشار ابو رغيف ايضا الى ان هناك مناطق في غرب الانبار تشكل معقلا للتنظيم وتمثل خطرا كبيرا، مضيفا أن السلطات فككت خلال الشهور الاخيرة مصنع اسلحة لداعش لتفخيخ العربات المدرعة، والتي بالإمكان استخدامها لشن هجمات انتحارية في كركوك ومواقع اخرى.
ولفت التقرير الأمريكي إلى أن داعش نفذ في الفترة الأخيرة هجمات تشمل التفجيرات الانتحارية بالقرب من بغداد ومناطق أخرى من البلد، في حين ان السلطات العراقية أحبطت بعض عمليات داعش وعرقلتها.
وذكّر التقرير بمقابلة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع "فوكس نيوز" في ايلول/سبتمبر الماضي، حيث ناشد الدول الغربية الاستمرار في ملاحقة داعش، مشيرا الى ان العديد من أعضاء داعش يتواجدون بين حوالي 57 ألف شخص في مخيم الهول للاجئين في سوريا، محذرا من ان الوضع اصبح مثيرا للقلق بشكل متزايد للولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
كما ذكر التقرير بالزيارة التي قام بها قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال إريك كوريلا لمخيم الهول في الشهر الماضي عندما حذر من أن داعش تسعى لاستغلال الظروف الرديئة للمخيم والأطفال، حيث ان المخيم هو بمثابة "ارض خصبة للجيل القادم من داعش". لكن كوريلا أشاد بالعراق لقيامه باستعادة رعاياه من المخيم مشيرا الى ان نصف سكان المخيم هم من العراقيين.
ونقل التقرير عن أبو رغيف قوله أنه في حين لم يقترب داعش من مستوى قوته السابقة، إلا أنه استأنف نشاطه ولم يتلاشى، مشيرا إلى أنه منظمة ايديولوجية مستمرة بنشاطها بكامل قوتها، وهي في خضم اعادة ترتيب صفوفها مجددا.
ونقل التقرير عن الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بيل روجيو، وهو ايضا ناشر صحيفة "لونغ جورنال وور" التي تتابع الحرب العالمية على الارهاب، قوله إن "داعش الذي ولد من تنظيم القاعدة في العراق، موجود في مرحلة عودة الظهور".
وتابع روجيو قائلا إن داعش برهن على قدرته على "التجدد بعد معاناته من هزائم كبيرة، وكانت احدى قواعد دعمها التقليدية في شمال وغرب العراق، وخاصة جبال حمرين. داعش في مرحلة اعادة البناء، بعد ان خسر خلافته في العام 2019، وهو يستعيد بعض الأراضي في غرب وشمال العراق".
وذكر التقرير الأمريكي؛ ان قادة قوات الحشد الشعبي التي تشكلت للتصدي لداعش في العام 2014 ، يقولون انهم يراقبون داعش، ونقل عن سيد حميد الياسري، وهو زعيم إحدى الفصائل الحشدية التي امر المرجع الاعلى السيد علي السيستاني بتشكيلها، قوله "أعيننا ستظل مركزة على الإرهاب واصابعنا على أسلحتنا للدفاع عن بلادنا".
وبعدما أشار التقرير إلى ان التعبئة التي أمر بها السيستاني في العام 2014، ساهمت في هزيمة المسلحين، تابع أنها تسببت أيضا في تضخم الميليشيات الشيعية التي يوالي العديد منها ايران وقد اتهمت باثارة التوترات الطائفية.
لكن التقرير نقل عن الياسري قوله ان فصيله لا يتلقى الاوامر من ايران، مضيفا أنه في وقت سابق من العام الحالي حاولت مجموعة موالية لايران اغتيال الياسري بعدما القى خطابا انتقد فيه تلقي الميليشيات الأوامر من أطراف خارجية.
ونقل التقرير عن الياسري قوله إنه "قدم عدة تقارير (للسلطات العراقية) بان تنظيم داعش بدأ ينشط بشكل كبير والمقاتلين الأجانب يتدفقون من الأراضي السورية، ويتم توزيعهم من جزيرة نينوى باتجاه المناطق الجبلية".
ولفت الياسري الى ان فصيله اشتبك مع داعش وهو تمكن من قتل 14 إرهابيا في الفترة الأخيرة، مضيفا أن ذلك يظهر أن التنظيم بدأ بالعودة بقوة الى هذه المناطق، ويتحتم وضع الخطط الملائمة من أجل مواجهته، والاعتماد على تقارير أهل الميدان من أجل تقييم التحركات الجديدة لداعش".
واوضح الياسري، بحسب التقرير الأمريكي، أن فصيله نفذ خلال الشهر الماضي، 7 عمليات تخللتها اشتباكات وضبط اربع سيارات "بيك اب" واسلحة حديثة ومخازن كبيرة للاغذية والادوية. وختم الياسري قائلا انه كرجل ميداني فانه يرى ان "داعش قد عاد بقوة وبتكتيك جديد قائم على حرب الاستنزاف والكر والفر".