في العودة الى اللون الأبيض
8-شباط-2023
عمار البغدادي
قرر وزير الداخلية عبد الأمير الشمري اعتماد اللون الأبيض قاعدة في حمل الرتب العسكرية لضباط وزارة الداخلية وذلك في اجتماع ضم المستشارين والخبراء هذا يعني ان القرار كان مدروسا وعميقا ويستند الى الاستشارة واستمزاج آراء اهل الخبرة والتخصص .. وهذا هو دأب الوزير الشمري وطريقته في إدارة المفاصل والتشكيلات الخاصة بوزارة الداخلية.
هذا القرار ينطوي على مجموعة من المضامين والدروس المستفادة والاشارات المهنية والمعيارات القيمية أولها الرغبة الشديدة والاكيدة للوزير في بناء شخصية الضابط المنسوب الى وزارة الداخلية وبناء الشخصية يبدا فعليا من القيافة العسكرية ولونها وتميزها باللون عن بقية الوان تشكيلات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.
ان البناء الشخصي لرجل الامن ينتهي بالقيافة العسكرية لكنه يبدا بالتأكيد ببناء هياكل العقيدة الوطنية التي تحصنه من الوقوع في الزلل والخلة والهنة والضعف مثلما ستكون تلك العقيدة مسؤولة عن بنائه المهني.
هذا ما يعمل وزير الداخلية عبد الأمير الشمري عليه ويؤكد على مضامينه في الاجتماعات واللقاءات والندوات وجلسات اهل الراي والدراية والمشورة والخبرة لكنه يعتقد ان العودة الى اللون الأبيض للرتبة العسكرية في وزارة الداخلية بداية عميقة لان تأخذ تشكيلات الوزارة سياقها الطبيعي في حمل رتب ضباطها اسوة بتشكيلات الجيش وسائر الأجهزة الأمنية..
ان قوة الجهاز الأمني من قوة السياقات المهنية المعتمدة ومن دون اعتماد السياقات والتعاطي معها وتعميمها لايمكن النهوض بمهمة حماية الامن وتعزيز العقيدة العسكرية في ضمير منتسبي وزارة الداخلية .
ان توحيد القيافة العسكرية لسائر ضباط ومنتسبي الوزارة عامل نوعي في التعريف بالهوية الأمنية وتحقيق هدف قيام هذه الوزارة الأمنية التي القيت على عاتقها مسؤولية صيانة الأوضاع الداخلية والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والمساهمة في التنمية الوطنية بجميع مفاصلها وتفاصيلها ومشاريعها الاقتصادية والاستثمارية بما فيها استثمار الانسان لعلاقة كل هذه المفردات بالامن وارتباط المنظومة الأمنية بوزارة يفترض ان تكون لها هويتها الخاصة وقيافتها المعروفة .
الوزير الشمري يدرك تماما ان استعادة هيبة الوزارة واحترام قرارها الأمني جزء من استعادة هيبة الدولة والدولة في جزء كبير من وجودها ووظيفتها الوجودية والاجتناعية القدرة على تحقيق الامن والاستقرار وفرض القانون وتدبير بيت المصالح الوطنية العامة وبداية هذا الفرض الشرعي والسياسي والاجتماعي وفرض القانون هو فرض اللون .. وقد بدأنا به قبل أيام .
هنا سأستعير عبارة عميقة اكدها ويؤكدها الوزير الشمري وهو يتحدث عن الهوية المهنية والوطنية لضباط ومنتسبي وزارة الداخلية .. فهو يقول "لايمكن لضابط يعتز بوحدته ووزارته ويبذل الغالي والنفيس في سبيلها ان يترك هويته ويرتدي هوية وزارة أخرى ".
ان هذه العبارة تؤشر على خلل سابق لم يكن جائزا استمراره بعد ان قطعت الدولة العراقية سنوات طويلة من عمرها تخطى الـ19عاما ولم يزل ضباطها ومنتسبوها يرتدون بدلات ورتبا ليست خاصة بوزارة الداخلية انما تناغم وتشبه الى حدود كبيرة بدلات ورتب وزارات امنية أخرى!.
هذا الخلل تم رفعه اليوم بهمة واستراتيجية الوزير وهو يعالج من القاعدة الى اسفل الهرم معوقات النهوض وأسباب التلكؤ ولعل الوزير بهذه الطريقة في معالجة أسباب التلكؤ السابق والوقوع في خطا غياب الهوية عبر غياب اللون العسكري للوزارة أراد ان يؤشر على مشروع التطوير والتأهيل واستعادة هيبة هذه المؤسسة الأمنية لكي تكون في المرحلة المقبلة بمستوى التحديات الماثلة والاستحقاقات الأمنية الحاضرة.
افضل دليل ونموذج على انطلاق حركة التطوير والتأهيل ما يجري في التشكيلات من عمل ورؤية ونهج في التحديث والاستمرار والاجتهاد في بناء شخصية الضابط والمنتسب وإعادة انتاج هياكل الوزارة وفق سقوف في المنهج وتوقيتات في عبور جدليات الإعاقة في العمل بروح البناء الاستراتيجي الذي لن يبتعد كثيرا عن العناية بالهوية الخاصة والاهتمام بمفردات القيافة والأناقة.
لقد بدأت مسيرة التطوير ولن تتوقف حتى تحقيق الأهداف الوطنية العليا في الاستقرار والامن والتنمية والمجتمع المحصن بإرادات شعبه.
مؤشر عالمي نسوي يضع العراق في المرتبة ١٢٣ بخصوص أفضل النساء
12-أيار-2025
من مخيم الهول الى مركز الأمل.. عراقيات يستعدن الأمان
12-أيار-2025
مجلس الوزراء: تجهيز المولدات الأهلية بالكاز مجاناً
12-أيار-2025
طهران تنهي الجولة الرابعة من المفاوضات مع واشنطن: برنامجنا النووي خط احمر
12-أيار-2025
أبورغيف: العتبة الحسينية منبر أساسي في التوجيه والإصلاح
12-أيار-2025
استياء شعبي من الحكومة.. ملفات الحنطة والقمة والشرع وخور عبدالله تثير الجدل
12-أيار-2025
البرلمان.. 130 تشريعًا متوقفًا و8 جلسات لم تُعقد ورواتب تُصرف لنواب غائبين
11-أيار-2025
بسبب خور عبدالله.. مطالبة برلمانية بمنع الكويت من حضور قمة بغداد
11-أيار-2025
العوادي: لا يوجد ربط بين المساعدات للدول العربية وحضور قمة بغداد
11-أيار-2025
السياسة في العراق.. تدوير للفشل أم تعطيل للتغيير؟
11-أيار-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech