قانون جرائم المعلوماتية: انتهاك لحرية التعبير
29-تشرين الثاني-2022
شمخي جبر

يتفق جميع المتابعين بالشأن السياسي والعارفين بأمره، أن حزمة القوانين التي تصدر عن السلطة التشريعية هي تعبير عن مفردات المنهاج الحكومي، إذ إن حكومة رئيس الوزراء بنت الإجماع داخل مجلس النواب وهو من منحها الثقة، وبهذا يكون عمل البرلمان مكملا لعملها وداعـمـا لها ومتابعا لخطواتها، مرة بالارشاد والتسديد وأخـرى بالمحاسبة والمتابعة والاستجواب، والاخيرة تعبيرا عن الدور الرقابي لمجلس النواب.
ولكن للاسف تم يوم الثلاثاء الماضي الـقـراءة الأولــى لمشروع قانون جرائم المعلوماتية، الـذي يشكل خطراً يهدد حرية التعبير عن الرأي في الكثير من مـــواده، وكنا قـد حـذرنـا منذ سنوات من خطورة هـذا القانون ومضامينه، فهو يتعارض مع العديد من المواثيق والـعـهـود الــدولــة، كــالإعــلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق الثقافية والسياسية.
فضلا عن انتهاكه للدستور في المـادة (38): (التي تضمن حرية التعبير عن الرأي، التي نصت على (تكفل الدولة وبما لا يخل بالنظام العام والآداب: أولا: حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل. ثانياً: حرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر. ثالثاً: حرية الاجتماع والتظاهر السلمي وتنظم بقانون)، والمادة (40) التي نصت على (حرية الاتصالات والمراسلات البريدية والبرقية والهاتفية والالكترونية وغيرها، مكفولة ولا يجوز مراقبتها أو التنصت عليها، أو الكشف عنها، إلا لضرورة قانونية وأمنية وبقرار قضائي).
ومن هنا يصبح السؤال مشروعا عن توجهات الحكومة وبرنامجها ومنهاجها، فهل يقع هـذا المشروع ضمن متطلبات عملها، وهــي التي تحتاج الـصـوت المـعـارض، الـــذي يـشـيـر إلـــى الاخــطــاء ويـؤشـر العثرات والـكـبـوات لأيــة حكومة.
يرى بعض المتابعين أن مجلس النواب يترك مشاريع قوانين مهمة، وبخاصة تلك التي تتعلق بحياة المواطنين في الجوانب الخدمية والاقتصادية، وهي ما تشكل لب مضامين المنهاج الحكومي، ويتجه إلى مشاريع قوانين مرحلة من دورات سابقة قدمتها الحكومات السابقة.
ولعل قانون المعلوماتية يعد من القوانين القديمة، اذ قدم للبرلمان في تموز 2011 كردة فعل على تظاهرات 25 شباط 2011، وجرت مناقشات وجــوالات واسعة من الحوار والاختلاف بشأن، ولكن للأسف فإن البرلمان ورغم تحذير منظمات المجتمع المدني من اخطار هكذا قوانين على الحياة الديمقراطية وقيمها، لأنها تفتح الأبواب واسعة لعهد جديد من القمع وتكميم الأفــواه من خلال بعض مواده التي، ضمنت السجن والغرامات المـالـيـة الـكـبـيـرة.
وقـد وصــف مشروع القانون هذا بأنه شبح يطارد أصحاب الرأي. اذ وصلت عقوبات السجن فيه إلى حد المؤبد، وتضمن القانون الـذي يتألف من (30 مــادة) عــلــى اكـثـر مــن عشرين مــادة عقابية، نصت على السجن أو الغرامة، اذ تصل الـغـرامـات إلــى 100 مليون دينار، بينما تصل عقوبات السجن إلى 30 عاما، وصور القانون المدونات وكأن جميعها يشكل تهديدا خطيرا للأمن القومي.
واعطى السلطات فسحة التأويل من خلال وجود المصلحات والمفاهيم الفضفاضة والعائمة للأخطار، التي يشكلها الرأي أو صناعته من المدونين وعـــدم الـتـفـريـق بــين الـسـب والشتم والقذف والنقد للأفراد والمؤسسات.
ويعد هذا القانون تقييدا واضحا لحق الـوصـول للمعلومة ونشرها وبخاصة ما يتعلق بقضايا الفساد. نستطيع أن نقول إن هذا القانون لو شرع فهو ضربة قاصمة للحريات، وانـتـهـاك لمبادئ الدستور والقيم الديمقراطية. فيفهم من جميع مواد القانون على أنه موجه لتكميم أفــواه المعارضين للسلطة، وهـي إشـارة واضحة لرفع السلطة العصا الغليظة بوجه المعارضين ولكن بشكل مقنن، فهل هذا جزء من المنهاج الحكومي؟
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech