قصتان
26-تموز-2022

قصي الشيخ عسكر
أحيانا
أحيانا ومن دون مقدمات تبدو الحرب التفسير النهائي لمشكلات الكون من خلال اختصارها الدقيق للوقت
والمكان نفسه، وقد حدث ذلك لي منذ اندلعت الحرب في أوكرانيا. من يصدّق أنها كانت تعنيني منذ ثمانينات القرن الماضي وذلك يوم زارني صديقي الرائع (غ) الذي لا ينافق في الكلام ويمزج صراحته بأسلوب ساخر مباشر لكني لا ألومه
إذ اعترف في بيتنا أن المنحة التي خصصتها الدولة لي في كرواتيا انتقلت له وانه سوف بدأ يحضّر أوراقه وسوف يسافر إلى كييف بعد بضعة ايام.
هكذا من دون دون رفعت عمادة الكليّة اسمي ووضعت اسمه مكاني وعلل ذلك وهو في بيتنا أنني لن أحصل على بعثة لنيل شهادة الدكتوراه على الرغم من أني حزت على المرتبة الأولى وما ذلك إلا لأنني لا أسكت عن كثير من المشائل التي هي في جوهرها خطأ فادح وماعلينا إلا أن نعتصم بالسكوت ونغض النظر عنها مادام الآخرون
لا يبتغون الحديث فيها أما إذا حدثت معجزة ووفّرت لي الجامعة منحة للدراسة في الخارج ولعلها لن تجد أحدا يحل بدلا عني فإنهم سوف يسندون إليّ حالما أرجع من البعثة وظيفة إداريّة لا أقل ولا أكثر. وقد صدقت نصف نبؤة صديقي فبعد أيام غادر إلى أوكرانيا وبعثت بي الجامعة
إلى نوتنغهام ،وعدت بشهادة دكتوراة ليتحقق نصف النبوؤة الثاني حيث أنيطت بي وظيفة إدارية تعادل وظيفة كاتب على الطابعة التي لا تستق أكثر من خريج إعدادية!
لكن الحرب التي أتأبى إلا أن تغير مجرى الكون تعود لترسم خطوات الجميع بشكل استثنائي. لقد عاد صديقي ومعة زوجته الكرواتية لتي رزق منها بطفل وتزوجت أنا بفتاة من بلدي ورزقت من زوجتبي بطفل وكان هناك شئ ما لم نكن لننتبه له .. زوجته لم ترق لها الحياة في البلد فأخذت معها ولدها وعادت إلى أوكرانيا وحدثت الحرب الأهلية في بلدنا فضاع ابني يقال إن العصابات المسلحة اختطفته .ويقال الأمن الوطني. ومن سخرية القدر أن الحرب عندنا وقفت لتدلع الحرب هناك في أوكرانيا .. رحلت أنا إلى الإمارات من دون أن أعرف مصير ابني ورحل صديقر إلى أوكرانيا ليبحث عن ابنه الذي عرف أنه فًقِدَ في الحرب الجارية الآن !
ويبدو أن الحرب اقتربت منا كثيرا من دون أن نعرف أنها لن تتركنا لنلتقط أنفاسنا وإن كانت لا تأبه بالمكان والزمان!
رؤيا أخرى
كنت أبحث عن بلد يقبلني بما أنا عليه من شتات، فدخلت مدينة كلّ من فيها بعين واحدة. قيل إنّهم خُيّروا بين نصف البصر ونصف الحكمة فقبلوا البصر. وما عليّ إلا أن أفقد إحدى عينيّ ليقبلوني بينهم. فخرجت...
وكان أمام بصري بلد آخر كلّ من يسكنه يعلّق يده برقبته، قالوا رأى كلّ منهم في منامه يده تسرق فعلّقها برقبته.أصبحت مخيّرا في أن أنتظر حلما أجدني أسرق فيه فأعلق يدي بعنقي، فلم يرق لي الحال...
وابتعدت إلى حيث مدينة أخرى كلّ أناسها برجل واحدة وعرفت أنّ أيّا منهم حلم برجله تقوده إلى الخطيئة، فتجرّد منها. وما علي إذا أحببت أن أعيش بينهم أن أنتظر حلما أفقد فيه إحدى رجليّ، فهربت من حلم ينتظرني أو أنتظره.
لكني لم أبصر أيّ بلد بعد، ولا مكان لي.
كالمستسلم رجعت إلى آخر مدينة كرهتها، فوجدت سكانها من دون أرجل، يقولون راود كلا منهم حلم ثان، فتحرروا من أرجل تقودهم إلى الخطايا، أمّا أي غريب يدخل فلينتظر حلمين يقطع بعدهما رجليه كي لايذهب إلى خطيئة ما.
وقد وجدت حين دخلت المدينة الأخرى أهلها يعلقون أيديهم جميعها برقابهم. هناك حلم آخر راودهم وأنا أنتظر حلمين حتّى أصبح من دون يدين وقد يأتي الحلم على عجل أو يتأخر أشهرا وسنواتّ، فأخرج من حيرتي إلى المدينة الأولى. فوجدتهم بغير عيون، قالوا إنهم خُيِّروا بين فقدان البصر وكلّ الحكمة فاختاروها عبر حلم آخر!.
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech