قلب في مهب الحب
22-أيلول-2024

فاجأني طبيبي امس بالقول:
- لم يبق امامنا سوى زرع قلب صناعي بدلا من قلبك المتعب هذا!
وهو احالني الى طبيب اخر ليتولى اعدادي للعملية ويجيب عن اسئلتي عن العملية.
وطيلة حديثه كنت ابتسم كطفل يراقب الارانب التي تخرج من قبعة الساحر دون ان يفهم شيئا من حديث الطبيب او من سر خدعة الساحر.
كان الطبيب يتحدث عن توفر هذه التقنية الجديدة في المستشفى الذي يديره، ويتحدث عن سهولتها وافاق هذا النوع من العلاج، فيما كنت افكر بخفقة قلبي الاولى عندما تلقيت اول قطرة من حليب امي.
وعبثا حاولت ان اخبر الطبيب انني قديم جدا، وانني ولدت قبل ولادة التلفزيون في العراق، وانني كنت اشرب الماء من "الحِب" و"التنكة"، وانني اعتدت ان اشكو "مصاعب الحياة" للملائكة التي كانت تحرسنا في طفولتنا وتعيش معنا، فتحمينا من الجني والطنطل والسعلوة.
وفي طريقي للطبيب الاخر كنت اسمع همهمات قلبي بأسماء من سكنوه طيلة 74 عاما من عمره وعمري.
وكنت اشعر بالخجل من سذاجة اسئلتي التي سأوجهها للطبيب الجديد:
هل سيمحى الحب القديم من قلبي؟
وهل ستختفي ذكريات خفقات الفرح والخوف واللهفة عند بداية الاشياء؟
وستعرف يوما، كما عرفت دائما، ان خفقات القلب في بداية الاشياء هي اروع ما في الحياة:
خفقات بداية الحب وخفقات اللهفة على الموعد الاول..
خفقات بداية الشروع بتنفيذ مغامرة او فكرة.. وخفقات النجاح في الحصول على وعد ما او تلويحة خجلى تأتي من بعيد..
اما ما يلي تلك البدايات، فهي مجرد تفاصيل تعتاش على خزين الوعود المبهمة.
وجراحو القلب يوصفون بانهم الاكثر غرورا وبرودا من بين الاطباء، وهم يظنون انهم يتحكمون بالحياة والموت بعملية واضحة لا تحتمل الثرثرة خارج الياتها..
وهم لا يرون في القلب سوى مضخة دم تمد الجسد كله بالحياة، فان تعطلت تعطل الجسد كله وانتهى.
وهم في اعماقهم يسخرون من قلة اهمية من يشتغل بشفاء المغص والصداع وانحناء الظهر والى اخر الامراض.. ويرون ان الامر اولا واخيرا بين ايديهم..
ولا شيء يثير سخريتهم، بالطبع، مثل حديث الحالمين عن المشاعر.
اخذت موعدا من عيادة الطبيب الجديد وخرجت وانا اردد مع الجواهري:
"أجب ايها القلب الذي لست قائلا
اذا لم اشاوره ولست بسامع"!
فهو كان يجيبني طيلة رحلتي..
لكنه احالني هذه المرة الى امنا فيروز وهي تغني منهكة:
"يا قلب آخرتا معك تعّبتني
شو باك دخلك صرت هيك وشو بِنِي"؟!
وسلامة قلوبكم.. الا من الحب.

النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech