كأس ماء
17-أيار-2023
محمد مصطفى الغضبان
كنت أجلس على مقعد خشبي في حديقة في منطقة نائية، وأنا أتأمل الطبيعة الجميلة وأحاول تشتيت الضغط الذي أتعرض اليه مِـن بؤس الحياة الذي يملأ جسدي ويتغذى على فرحي وسعادتي، واسأل نفسي الوضيعة متى سينتهي هذا الهراء الذي نحن فيه، ما الذي يجعلني أستمر في ذلك المسير الطويل.
ياااا للضجر أرغب في الموت ليتني أشعر بالراحة التي قد تمدني بالحياة، لكي أستطيع أن أكون شيئاً روحا وجسدا في تلك الحياة المريعة التي اكرهها، وأنا اجلس وأترنح على مظلوميتي التي لا يسمعها احد، بدأت اشعر بالعطش وبينما كنت أدير الماء من العبوة في كأس المفضلة، رأيت في زاوية قرب شجرة كبيرة نمل يجتمع في دائرة يتحدثون في ما بينهم فأثارني الفضول لكي أعرف ماذا يفعلون وعن ماذا يتحدثون، فعند قيامي واقترابي منهم رأيت مجموعة من العناكب الصغيرة السوداء وعناكب بالوان أخرى تبتعد بمسافة عن مجاميع النمل يالله هل أرى عالم خاص قرب شجرة قديمة ومهترئة هذا الجموع التي تسعى لشيء نعجز نحن البشر عن فهمه، هذا النمل الذي أراه يتحدث مع العناكب، والعناكب لا تأكل الدبابير منظرٌ بدا مزعج بالنسبة لي لماذا يفوت هذه الوجبة الدسمة يا لهُ من أحمق، وذلك النمل كيف يترك الدبابير وهو يحط قبلته ويجلس في طريقه، أغضبني ما يحصل فقمت برمي بضع من الماء في المنطقة التي توسطها النمل والدبابير والعناكب، حتى بدأت الفوضى في كل مكان انتشر النمل بشكل مجنون، وهاجم الدبابير والعناكب وبدأ النمل يقطع رأس الدبابير، والبعض تسلق على ظهر الدبابير وبدأ بقلع جناحيه، أزعجتني سيطرة النمل بسبب عددهم الكبير والمرعب فقمت برشهم بالقليل من الماء، حتى بدأت العناكب تنزل من الشجرة وتهاجم النمل والدبابير، وتقطع النمل بفكيه نصفين وكانت تخرج احشاء الدبابير وتلفها بخيوط لتعيق حركتها، وتقتل وتقتل دون رحمة، حتى اثارت عطفي الدبابير المسكينة فقمت برمي الماء على العناكب، حتى اصبح الدبور المسكين اشرس من الوحوش وأقبح ومن اي شيء رأيته كان يضرب العناكب بذيله حتى أصبحت العناكب مليئة بثقوب وتجر أحشاءها اينما تذهب ويقطف بفكيه رؤوس النمل المبلل وهوة يطير اغضبني سلوك الدبور الوحشي وما يحصل من قرف أمامي عينياي فجلبت عبوة الماء وسكبت كل الماء عليهم قتل الجميع وانتهت الحرب ولم يفوز أحد منهم وأنا اسير مبتعدا عن تلك المجزرة الفظيعة التي تسببت بها وأرتدي قبعة الحرب وأحمل بندقيتي التي سأقتل بها قدر ما أستطيع ومعي رفاقي ونسير في صفوف مستوية في فجر بارد نشعر بالقشعريرة في أجسادنا الهزيلة التي تمتلئ خوفاً فقد سمعنا بوجود فيضان كبير في البلدة الحدودية وبينما نذهب كنا نتساءل أن كان سينتهي كل شيء أم سيبدأ الآن.