كابوس توقيتات الدوام الجديد على التعليم العالي
20-نيسان-2024

علي الشرع

توقيتات الدوام الجديد هو قرار جرى صنعه في عهد حكومة الكاظمي الفاشلة التي لم يبق من قرارتها عين ولا اثر سوى هذا القرار وكذلك التفاهمات والاتفاقات التي وقعها الكاظمي وحكومات دول الجوار، والاخيرة تم الإبقاء عليها مجبرا اخاك لا بطلا خوفا من ردة فعل أمريكا الراعية لهذه القرارات من اجل عزل العراق عن ايران او الخوف من رعاية هذه الدول للارهاب من جديد في العراق فتقوّض حكومة الاطار التي -إن فشلت- ستطيح بالاطار وتخرج مكوناته السياسية الى الابد من السلطة وتترك الفضاء للتيار الصدري (التيار الوطني الشيعي حاليا) يصول ويجول في السلطة بمفرده بلا منافس.
اما قرار توقيتات الدوام البائس هذا فمن المستغرب جداً ان يطبقه السوداني بعد ان اغمض عينيه واغلق اذنيه وعطّل عقله من دون مراجعة ولا استطلاع رأي للمشمولين به لاسيما في التعليم العالي، فهل من ورائه مصلحة للاطار وحكومته؟ فلو نظرت للقرار بعمق لرأيت انه يستهدف التعليم العالي بالخصوص، لغايات غير معلومة. وتعويله على قرب انتهاء الدراسة- اما للتقليل من الاضرار التي قد تلحق بالطلبة او الخوف من ردة فعلهم التي ستهدد، إن وقعت، الحكومة جدياً- فهو دليل على ذلك؛ لأنه اذا كان السوداني جاداً في معالجة مشكلة الازدحام لكان لزاماً عليه ان يقيس شدة الازدحام في وقت دوام الطلبة في الجامعات، اما بعد انتهاء السنة الدراسية بعد أسبوعين فلن يكون هناك نفع من تطبيق هذا القرار اذا ذهب الطلبة للعطلة حيث ستخلو الشوارع منهم التي تسبب الازدحام كما تعتقد الحكومة. ولن يبقى في دوام التعليم العالي سوى الموظفين التي تمثل نسبتهم الى اعداد الطلبة رقماً صغيراً لا اثر له على خلق الازدحام، إن كان الازدحام سببه طلبة الجامعات والمعاهد فعلاً.
فاذا كان الطلبة ليسوا هم المستهدفون من هذا القرار الغريب، فلم يبق مستهدفا من وراء تطبيق هذا القرار -في هذا الوقت الذي يقترب فيه العام الدراسي من نهايته- سوى ترويض وتعويد الموظفين على نمط الدوام الجديد ولكون الترويض او التعويد صعبا، فأن تطبيقهم وخضوعهم لهكذا قرار سيدفعهم بالتأكيد الى طلب التقاعد الجماعي لاسيما للنساء منهم بعد ان يكون قد خلق لهن مشكلة كبرى داخل اسرهن، بدأت تظهر من اليوم الأول من تطبيق هذا القرار الفاشل البائس. وهن مجبرات على فعل ذلك من اجل المحافظة على الأولاد الصغار منهم، فضلاً عن تماسك العائلة الذي سيقضي عليه هذا التوقيت الغريب. لأنه اذا عاد دوام طلبة الجامعات في العام الدراسي القادم الى مقاعد الدراسة واصرت الحكومة على تطبيق هذا التوقيت فسيشتكي الطلبة من العودة متأخرين الى منازلهم، وسيتضرر تحصيلهم الدراسي، الذي تحاول الحكومة تجنبه كما يظهر من تزامن تطبيق هذا القرار مع نهاية العام الدراسي الحالي، فلم يبق اذا سوى ان الموظفين فيه هم المستهدفون ولكن لماذا؟!
ان عملية ترويض الموظفين ليست سهلة فهم لن يعيدوا ترتيب وضبط حياتهم الخاصة لتنسجم مع توقيتات الحكومة الجديدة كون توقيتات الوزارات السابقة التي يرتبط معها بقية افراد الاسرة مختلفة. ولكن يمكن تخيل هدف شيطاني يقف وراء هذا القرار وهو ان تقوم احزاب السلطة باحلال اتباعهم محل الموظفين الذين قد لا يتحملوا تبعات تطبيق هذا القرار فيندفعوا لطلب التقاعد المبكر ثم يتم الغاء هذا القرار؟! فالكثير من الموظفات يشتكين، ولا احد يصغي لهم من ان اولادهن في الروضات او المدارس يعودون في منتصف النهار من الروضات او المدارس، فلا احد يستقبلهم او يصنع لهم الغداء وعليهم ان ينتظروا حتى الساعة الخامسة او اكثر حتى يتناولوا الطعام بعد ان تعود الام من الدوام حسب التوقيت الجديد. واذا قلنا ان التخفيف من الزحام هو المستهدف وليس هناك أي هدف شيطاني من ورائه، فهل من الممكن ان نتعقل ان يكون كل هذا الأذى والضرر الذي لن يسلم منه لا الصغير ولا الكبير هو لاجل عيون أصحاب السيارات الفارهة من جماعات السلطة حتى يقللوا دقائق وقوفهم في ازدحام هم يصنعوه لا غالبية الشعب العراقي الذين لا يمتلكون سيارات ولا ثروات مثل سياراتهم ولا ثرواتهم؟
ومن وجهة نظر اقتصادية، ما هي اضرار الازدحام في الشارع حتى اهتمت الحكومة لهذه الدرجة به وضحّت بالتعليم العالي لأجله؟ الجواب انه لا ضرر اقتصادي منه. اما التعليم العالي فهو المتضرر الوحيد من هذا التوقيت، فالتعليم العالي هو الأساس في تطور وتطوير البلد لكنه لم يحظ باهتمام بمثل اهتمامهم بمشكلة الازدحام الذي من اجل التقليل منه ستتحول بغداد الى عاصمة الكونكريت. فموازنة التعليم العالي هي تافهة ولن تصنع عالما ولا علما.
ان الحكومة مصرة على تطبيق قرارها مهما كانت نتائجه السلبية، وما لم يتظاهر طلاب الجامعات والموظفون اليوم قبل الغد فلن يتمكنوا بعدها من الغائه وستصبح حقيقة واقعة وحينها سيعاقب الموظف الذي يتظاهر بتهمة العصيان، اما اليوم فمن يتظاهر سيجد صدى واثرا لتظاهرته وستتراجع الحكومة عن تطبيق هذا القرار المجحف، كونه في مرحلة التجريب. فالتظاهر هو الحل الأول والأخير لاسيما ان حكومة الاطار تخاف وتتجنب التظاهرات كونه سيظهر فشلها وسينبه الناس الى انها لم تفعل شيئا يستحق الذكر غير جسور الكونكريت التي نقلت الازدحام من مكان الى اخر.
ان الحكومات المتعاقبة من أيام الدكتاتورية الى اليوم تسير على نفس النمط فهي لم تهتم بمعاناة الشعب العراقي ولا تبالي بالاضرار التي تصيبه، ولا تحاول ان ترفع عنه الضيم ولا تستمع له بل تكرس عليه الظلم والاذى وتصبه هي بنفسها عليها صباً حتى يخضعوه لهم ولاهدافهم. انهم يسيرون نحو الهاوية كما سار من كان قبلهم، وان غدا لناظره قريب.

النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech