عامر بدر حسون
غدا.. او بعد غد ستتغير حياتنا وحياة البشرية، بفضل الاختراعات الحديثة. وستتحول حياتنا الحالية الى قصص تروى للأطفال قبل النوم، او الى قصص رعب او قصص لا تصدق والخ.
وهنا بعض الامثلة عما سيحصل في الغد.
في مجال الحروب
لا اعرف ان كانت الحروب ستنتهي من حياة البشر لكن الاكيد ان حروب المستقبل لن تراق فيها قطرة دم واحدة.
فهي لن تتم باستخدام الجنود بل باستخدام الروبوتات او الجنود والضباط الآليين..
ذلك انهم ارخص في الكلفة، واكثر طاعة وشجاعة ولديهم قدرات فريدة في تنفيذ الاوامر حرفيا.
وستختفي الدبابات والمدرعات او سيقل استخدامها لان الدرون (الطيارة دون طيار) ستتكفل بتنفيذ المهمات العسكرية بدقة اكبر..
ولن يقتصر استخدام الدرون على ايصال البيتزا والكنتاكي وجواز السفر الى باب البيت كما يحصل في بعض البلدان الان!
في ادارة الدولة
ستقوم الحكومات، بما فيها الحكومة العراقية، باستخدام الذكاء الاصطناعي في رسم السياسة الاقتصادية والتربوية والخدمية وفي انجاز المعاملات.
وسيتم تنظيم السير في المدن بوضع اجهزة في السيارات تحدد مخالفة السير والحوادث لحظة وقوعها وفرض واستيفاء غرامة المخالفة من حساب الشخص بشكل فوري وعلى هذا ستقل الحوادث او تتلاشى.
وسيتم توفير الامن من خلال استخدام شرطة واجهزة امن الية لا تعرف "ابوها" ولا تعرف ان هذا فلان او علان فلا تتساهل في تنفيذ القانون.
والحكومة العراقية ستكون مرغمة، مثل حكومات العالم، على استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات الحياة، لان هذا هو الوضع الطبيعي الذي سيسود العالم ولا مجال لأية دولة ان تتهرب منه.
في الثقافة والاعلام
سيتراجع دور الكتاب والصحفيين والاعلاميين والشعراء الشعبيين وسيحصل الجميع على كتّاب اوتوماتيك يكتبون حسب الطلب:
كتابة متفائلة او كتابة نكدية..
مع الحكومة او ضد الحكومة..
كتابة فارغة لكن مبهرة ومسلية، وكتابة عميقة لكن مكربة..
بل ستكون هناك كتابة تواصل وبأقوى الادلة (العقلية والنقلية) النقاشات الطائفية، فيقرأها المواطن ويخرج مسرورا ان طائفته على حق وانه محظوظ لأنه ليس من تلك.. الطائفة!
وسيحصل انصار العهد الملكي والعهد الجمهوري على خدمة تشبه الخدمة الطائفية في اثبات صحة رايهم ووجهات نظرهم في هذا الموضوع..
وهو موضوع يظن البعض في ايامنا هذه انه بات من الماضي، فيما يعتقد غيرهم ان الحديث عنه يتعلق بالحاضر والمستقبل.
ولحسم الخلاف ستشتري الحكومة عقلا اصطناعيا اضافيا يشبه العقل العراقي..
وهذا العقل مبرمج على اظهار حكومتنا في المستقبل على انها حكومة ديمقراطية (لمن يحب الديمقراطية) واظهارها وكأنها حكومة ديكتاتورية لمن يحب الديكتاتورية!
وسبب شراء حكومة المستقبل لمثل هذا العقل، ان العراقيين وبسبب جيناتهم التي تحتاج لوقت اطول كي تتغير، ما زالوا يتناقشون ويتخاصمون بل ويتقاتلون احيانا لإثبات امور بديهية عند غيرهم مثل ايهما افضل للعباد والبلاد:
الديمقراطية التي تقول في كل لحظة للعراقي: "شنو رايك بهذي القضية"؟
ام الديكتاتورية التي تقول للعراقي، وقبل ان ينطق: إخرس!