بغداد – العالم
بالرغم من مرور أكثر من خمسة أشهر على انتهاء الانتخابات المحلية في العراق، إلا أن الكتل الفائزة في كركوك لم تنجح في تشكيل الحكومة المحلية، في ظل إصرار كل منها على تسنم منصب المحافظ.
ولم تفلح جهود السوداني في احتواء الأزمة، حتى وصلت الأمور إلى أبواب الانسداد السياسي. عاد الحديث عن تدوير المنصب بين العرب والتركمان والكرد مجددًا، مع بدء اجتماعات ومباحثات في بغداد لحلحلة الأزمة وتقريب وجهات النظر، إذ يعتبر هذا من أقرب الحلول المطروحة على طاولة المفاوضات.
وأكد مصدر سياسي في كركوك، أنه "لا توجد جدية حقيقية للاتفاق بين المكونات الفائزة في الانتخابات المحلية، والجميع طامع في منصب المحافظ، بالتالي فإن تدخل السوداني مجددًا لن يغير كثيرًا من الواقع السياسي في كركوك". وأضاف المصدر أن "أساس تشكيل الحكومة المحلية في كركوك هو التوافق، وهو ما لم تتوصل إليه الكتل السياسية حتى الآن، وبالتالي فإن الذهاب إلى بغداد لن يعجل بتشكيل إدارة كركوك ومجلسها".
من جهته، يقول النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني، صباح حبيب، إن "المكونات الفائزة ستجتمع في بغداد للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف".
وأضاف حبيب "تدخل السوداني سيرطب الأجواء ويقرب وجهات النظر، خاصة مع رغبة الكتل في تجاوز أزمة تشكيل مجلس كركوك المحلي". وأشار إلى "وجود حلول ومقترحات كثيرة للخروج من الأزمة السياسية الحالية، من ضمنها تدوير المناصب، الذي يعتبر أقرب الخيارات المطروحة الذي يلاقي توافقًا من الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات".
وتوقفت في الحوارات بين الكتل السياسية المختلفة بشأن إكمال تشكيل إدارة المحافظة في كركوك في حين لا توجد شخصيات محددة تم تعيينها لشغل منصب المحافظ القادم. كما يتعذر الى الان تحديد موعد جديد لعقد اجتماع بين الكتل السياسية بعد آخر اجتماع مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وأدى توقف الحوارات إلى تعطيل عملية تشكيل إدارة كركوك وتعيين محافظ جديد ورئيس للمجلس المحلي. ولدى الأكراد لجنة تفاوضية في بغداد تعمل مع الكتل العربية والتركمانية بهدف التوصل إلى صيغة توافقية ترضي جميع الأطراف، وذلك لتشكيل إدارة كركوك ومجلسها. تعكس هذه التطورات الراهنة التحديات السياسية والتوترات التي تحيط بعملية تشكيل الحكومات المحلية في مناطق متنازع عليها، مثل كركوك. وأكد عضو مجلس محافظة كركوك حسن مجيد، الثلاثاء، أن الحوارات بين الكتل السياسية بشأن إكمال تشكيل إدارة المحافظة متوقفة.
في سياق متصل، أرجع عضو مجلس محافظة كركوك احمد رمزي، السبت، سبب عدم حسم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لأزمة تشكيل مجلس المحافظة ومنصب المحافظ، إلى عدم اتفاق المكونات والكتل السياسية فيما بينها.
وقال رمزي، إن "عدم حسم السوداني لمنصب محافظ كركوك وتشكيل مجلسها سببه عدم اتفاق الكتل السياسية فيما بينها على رؤية محددة متكاملة ساهمت بعدم حسم الموضوع من قبل رئيس الوزراء العراقي". وأضاف أن "ادارة كركوك لا يمكن لأي جهة أن تنفرد في تشكيلها دون موافقة باقي الأطراف، لأن كركوك بحاجة لمشاركة جميع مكوناتها عرباً وكرداً وتركماناً ومسيحيين، والدليل ان نتائج الانتخابات أظهرت تعادل بين المكونات ولا يمكن لجهة الاستفراد بالإدارة".
وأكد عضو مجلس محافظة كركوك أن "عدم وجود اتفاق بين الكتل السياسية والذهاب برؤية موحدة لرئيس الوزراء يعني استمرار تعطيل المفاوضات وتوقف تشكيل ادارة كركوك ومجلسها، لأن المجلس واجتماعاته مرتبط بعملية التوافق على ادارة المحافظة ومن سيكون المحافظ".
في 21 شباط من العام الحالي، أشرف رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني على اجتماع ضم جميع الكتل الفائزة وحدد مهلة حتى 3 آذار الماضي لإعداد المقترحات المتعلقة بتشكيل إدارة جديدة للمحافظة وتشكيل حكومة محلية مشتركة. ومن المقرر أن يعاد توزيع عشرات المناصب الإدارية العليا بين مكونات محافظة كركوك، حيث يدار معظمها الآن بالوكالة، من ضمنها رئيس مجلس المحافظة ونائبه، المحافظ ونائبيه ومعاونيه، قائممقام أربع اقضية ومدراء 16 ناحية فضلاً عن عدد من المدراء العامين.