تابعت باهتمام لقاء نور زهير على قناة الشرقية واستطيع القول مبدئيا ان هذا اللقاء مثال ممتاز للبؤس العراقي الذي اصبح فضيحة دولية!
اولا مذيع غير ملم بموضوعه وليس له علاقة باصول المهنة ويتحدث وكأنه يدردش في مقهى!
المتهم نور زهير يدين نفسه وعلنا بجريمة دفع الرشى كما يقوم بقذف القضاء الذي سيحاكمه بعد 9 ايام!
كثير مما قاله كذب وان صدق في بعضه فهو منقوص.
اموال الامانات الضريبية ان لم تستردها الشركات تصبح مالا عاما. وحتى لو افترضنا انها اموال شركات او اموال خاصة. فهل هذا يعني انه يحق لاي كان ان يسرقها؟!
قضية ابتزازه من النواب والاعلاميين التي طرحها تظل اتهاما ما دام يرفض الكشف عن تفاصيله.
وماهي المحاكم الدولية التي توحه اليها نور زهير؟
وهل يمكن ان نصدق مثلا ان الشركة الاجنبية تقضي سنة ونصف في مراجعة دوائر الدولة واخيرا تحصل على الصك, لكنها تقرر ان تترك الامر وقد وصلت للخطوة الاخيرة وحينها (تبيع) الصك لنور زهير؟!
امر اخر ومحزن هو نوعية رجال الاعمال التي يمثلها نور زهير: لا شي مما قاله يدل على اي ثقافة او رؤية اقتصادية او عمل خير او احسان او رغبة في المنفعة العامة!
قارن بين هذا اللقاء وبين لقاءات لرجال اعمال عرب او اجانب لتلمس مدى خراب العراق!
امر اخر يوضح مدى بؤس هذا البلد الملعون الذي اسمه العراق هو ان شركات النفط الاجنبية التي يعتمد على عملها كل العراقيين في رواتبهم وارزاق ابنائهم وتمويل حكومتهم الفاشلة في كل شيء...هذه الشركات تضطر للالتجاء الى مخلوق مثل نور زهير لتحصل على اموالها من حكومة المرتشين والمبتزين في العراق!
اهذا بلد يريد الاستثمار الاجنبي وجذب الشركات وطريق الحرير والتنمية وميناء الفاو ومترو بغداد؟!
الحكاية باختصار هي مليارات من الدولارات موجودة ويمكن سرقتها - قبل ان تتحول اموالا عامة بسبب عدم مطالبة الشركات بها - فاتفقت عليها احزاب ورجال اعمال وموظفي دولة لنهبها وجيء بمجموعة كان منهم نور زهير لينفذوا هذا الفرهود!
واخيرا اي دولة يحاكم فيها متهم بسرقة 600 مليون دولار - اذا صدقنا كلامه - وهو يعيش في قصر في دبي ويظهر في الفضائيات ليبدو وكأنه نيلسون مانديلا!
اتفق معه في امر واحد وهو مطالبة القضاء بان تكون محاكمته متلفزة...