لماذا تنتج أفلام متسلسلة مربحة مع أن أحدا لا يريدها؟
11-آذار-2023
آدم وايت
شئنا أم أبينا، سيكون لدينا مزيد من الأعمال في سلسلة "سيد الخواتم" Lord of the Rings. جاء البيان الصحافي الذي أعلن فيه الخبر وكأنه من كتابة كائن سايبورغ خيالي. قال روبوت وورنر بروس الناطق: "فرصة دعوة المعجبين إلى التعمق أكثر في عالم ميدل إيرث السينمائي هي شرف كبير... نحن متحمسون للتعاون مع شركتي ’مشاريع ميدل إيرث’ و’إمبريسر’ في هذه المغامرة". بدت التركيبة الباهتة للعبارة مناسبة، لكنها في الوقت نفسه كانت مفاجئة. ففي النهاية، لا أحد يريد مجموعة كبيرة جديدة من محتوى سيد الخواتم. أعرب عديد من المعجبين بالفعل عن يأسهم، حيث ما زالوا يعانون أفلام "هوبيت" Hobbit الثلاثة الطويلة بشكل مرهق التي شهدت تجول مارتن فريمان المرتبك في أرجاء المنحدرات سيئة التصميم، لكن رؤية أحد استوديوهات هوليوود الكبرى يواجه صعوبة حتى في ادعاء ذرة من الضرورة الإبداعية الملحة للأمر برمته فهي شيء جديد.
بدلاً من ذلك، سيكون هناك مزيد من قصص "سيد الخواتم" لمجرد أنه يجب أن يكون هناك مزيد منها، هذا هو الوضع الراهن المعاصر: يتم تحديد قطعة ملكية فكرية صغيرة مستهلكة ومستنزفة من خلال عائداتها الآخذة في التناقص بشكل متزايد.
هذا هو الوضع الطبيعي الجديد في الترفيه. في الوقت الحالي، أصبح الخناق الذي تفرضه الملكية الفكرية على السينما والتلفزيون راسخاً، وليس سيئاً دائماً بطبيعته. كانت "آخرنا" The Last of Us لعبة فيديو وهي الآن واحدة من أفضل المسلسلات التلفزيونية. كما أن المعالجة التي تقدمها منصة أمازون برايم لرواية "ديزي جونز والستة" Daisy Jones and the Six الأكثر مبيعاً تبدو واعدة. سيصدر فيلم "جون ويك: الفصل 4" John Wick: Chapter 4، الشهر المقبل، وأي شرير سيقول لا لذلك؟ لكن الأمر المخيف هو الشعور التدرجي بأن عدداً من الأفلام المتسلسلة السينمائية المربحة الموجودة منذ زمن طويل أصبحت مثل كائنات الزومبي - أفلام لم يعد أحد معجباً بها بشكل خاص بعد الآن لكن الجميع يشعرون بأنهم مضطرون إلى مشاهدتها على أي حال، من باب الوفاء أو الحنين إن صح التعبير أو من قبل جمهور من الأشخاص المتخمين بالأفلام الرائجة والذين لا يستطيعون رفض ثالث فيلم عن "آنت مان" Ant-Man على رغم كل غريزة تخبرهم أنهم سيكرهونه.
إذاً، ما المطلوب فعلياً للقضاء على امتياز في يومنا هذا؟ تسير سلسلة أعمال "سيد الخواتم الجديدة" على خطى ثلاثية أفلام "وحوش رائعة" Fantastic Beasts التي يتظاهر الجميع بأنها غير موجودة، وثلاثية أفلام "غودزيلا" Godzilla السيئة وإعادة إحياء قصص "حرب النجوم" Star Wars و"الحديقة الجوراسية" Jurassic Park المثيرة للانقسام والتي تمتعت ببدايات لائقة قبل أن تصبح لا تطاق. كان الرابط بين كل ما سبق هو الشعور المستمر بالاستياء بين المعجبين الذين بدا عدد قليل منهم معجباً فعلاً بما كان يقدم إليهم. باستثناء عمل واحد أو اثنين، فإن هذه الأفلام تميل إلى تحقيق رواج سيئ للغاية لأنها لا تحظى بشعبية ثقافية على رغم أنها ناجعة من الناحية المالية – وهو خليط سام يجعل الجميع بالنتيجة بائسين في النهاية.
بشكل متزايد أكثر وأكثر، يبدو أن العرف المعمول به للامتياز في هوليوود هو "استمر به حتى يستنزف". هل تكرهون كل أفلام سلسلة "إكس مين" X-Men الأخيرة؟ فلنكلف شركة منتجة أخرى بإحياء القصة ونرى ما الذي سيحدث. هل تكرهون الأجزاء الرابع والخامس والسادس من أفلام "المتحولون" Transformers؟ سنصدر لكم الجزء السابع هذا الصيف. هل كان لسلسلة "خواتم القوة" The Rings of Power التلفزيونية المستمدة من "سيد الخواتم" أثر نباتات الصحراء المبالغ به في الثقافة الشعبية؟ نعم، لكن إليكم أربعة مواسم أخرى. والآن مزيد على شاشة السينما أيضاً!
الأهم من ذلك، هذا خطأنا نوعاً ما. إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي جعلت نهجنا الافتراضي في التعامل مع الفن هو الغضب والارتباك، فقد كشفت أيضاً عن أننا نحب مشاهدة الأشياء الفظيعة تماماً على ما يبدو. حصل فيلم "آنت مان أند ذا واسب:" Ant-Man and the Wasp: Quantumania الأسبوع الماضي على بعض أسوأ التقييمات في تاريخ عالم مارفل السينمائي (تضعه قوائم موقع "روتن توماتوز" حالياً في المرتبة الثانية لأسوأ فيلم بعد فيلم "أبديون" Eternals الكئيب الصادر عام 2021).
أمضى الإنترنت الأسبوع الماضي في السخرية من CGI الرهيبة والنكات السيئة. ومع ذلك، لسبب غير مفهوم، حققت 106 ملايين دولار في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية في شباك التذاكر الأميركي، مما جعلها الأكثر نجاحاً في سلسلة Ant-Man حتى الآن، في حين ظهرت مقالات رأي عدة في أعقاب الفيلم تتساءل عن مستقبل عالم مارفل السينمائي، لن يعالج الركود الإبداعي للسلسلة بشكل صحيح حتى تبدأ المكاسب في التضاؤل. إذا كان بإمكان هذا الفيلم تحطيم الأرقام السابقة التي حققها الامتياز في شباك التذاكر، ما هو دافع الشركة لتغيير مسارها؟
إذا لم يكن العامل المالي، فما الشيء الذي يمكن أن يضع حداً لامتياز رئيس؟ نظراً إلى وجود أجزاء سابقة لاحقة أو أجزاء تتمة تنتظر دورها - على رغم صعوبة المهمة سأخبركم في ملاحظة هامشية أنه تم ليلة أمس أيضاً الإعلان عن جزء سابق لاحق لفيلم "إت" It. جرت العادة على أن تموت الشخصية الرئيسة، لكن عودة هيو جاكمان الوشيكة في شخصية.